وأوضح ترامب، يوم السبت 19 يوليو (تموز)، عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال"، أن إعادة هذه المنشآت إلى حالتها التشغيلية "ستستغرق سنوات".
وأضاف: "إذا كانت إيران تنوي القيام بذلك، لكان من الأفضل لها أن تبدأ المشروع من جديد، وفي ثلاثة مواقع مختلفة، قبل تدمير هذه المنشآت".
وكانت إسرائيل قد شنت هجمات على مواقع في مختلف أنحاء إيران، خلال حرب استمرت 12 يومًا، قتلت خلالها عددًا من كبار القادة العسكريين وعناصر برنامج طهران النووي، ودمّرت منشآت مرتبطة ببرامجها الصاروخية والنووية.
وأما الولايات المتحدة فقد استهدفت بدورها ثلاث منشآت نووية إيرانية، من بينها منشأة "فوردو" المهمة والتي تقع تحت الأرض.
وكانت شبكة "إن بي سي نيوز" قد أفادت سابقًا، استنادًا إلى تقييمات أميركية جديدة، بأن واحدة فقط من المواقع النووية الإيرانية الثلاثة، التي استُهدفت الشهر الماضي، قد دُمّرت بشدة، وتوقفت أنشطتها بشكل ملحوظ.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، بناءً على تقييمات استخباراتية حديثة، أن الضربات الجوية الأميركية على موقع "فوردو"، المدفون عميقًا في الجبال، قد ألحقت به أضرارًا جسيمة.
ومن جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال لقائه وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في "البنتاغون"، يوم الجمعة 18 يوليو الجاري، إن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية كانت "قرارًا شجاعًا وتاريخيًا" من جانب الرئيس دونالد ترامب، وإن "تدمير" البرنامج النووي الإيراني هو نتيجة للتعاون بين البلدين.
وأضاف كاتس، خلال زيارته إلى واشنطن: "لقد دمّرنا معًا البرنامج النووي الإيراني. نعم، لقد دمّرنا البرنامج النووي الإيراني. أستطيع أن أقول ذلك بوضوح للجميع. الأمر واضح تمامًا".
ولكن مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، في تحليل لها، كتبت أن سياسة إدارة ترامب تجاه الحرب الأخيرة مع إيران اعتمدت أكثر على "صناعة الرواية"، بدلاً من البيانات الفعلية والتقييمات الاستخباراتية؛ وهي رواية ضلّلت الرأي العام ومنعت في الوقت نفسه بلورة سياسة خارجية متماسكة في واشنطن.
وبحسب المجلة، فإن الجدل الإعلامي الأخير حول مدى الأضرار، التي لحقت بالمنشآت النووية الثلاث الرئيسة في إيران، يُعدّ مثالاً على هذه الحالة. وقد بدأ هذا الجدل بإعلان الرئيس ترامب، بعد ساعات من الضربات الجوية الأميركية، أن منشآت إيران "دُمّرت بالكامل".
كما قدم تقرير صادر عن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية، سُرب إلى شبكة "سي إن إن" الإخبارية، رواية مغايرة، وقدّر أن البرنامج النووي الإيراني تأخّر لبضعة أشهر فقط.