واستذكر بهنام طالبلو، مدير برنامج إيران، وسعيد قاسمي نجاد، مستشار أول في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كاتبا المقال، آراء مؤسس النظام الإيراني، روح الله الخميني، حول الولايات المتحدة في السنوات الأولى بعد ثورة 1979، والذي أوضح صراحة أن شعار "الموت لأميركا" يعني قتل رئيس الولايات المتحدة.
وهو ما أكده خليفته، المرشد الحالي، علي خامنئي، بقوله: "الموت لأميركا يعني الموت لترامب".
وأشار الكاتبان إلى خطاب ألقاه خامنئي أمام قادة القوات الجوية الإيرانية في فبراير (شباط) 2019.
وبعد أقل من عام من هذه التصريحات، أصدر ترامب أمرًا باستهداف قاسم سليماني، القائد المفضل لدى خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأشار كاتبا المقال إلى تصريحات محمد جواد لاريجاني، أحد المقربين من النظام الإيراني، عبر برنامج تلفزيوني بث في 8 يوليو (تموز) الجاري.
وكتبا: "في الأسبوع الماضي، قال محمد جواد لاريجاني، المستشار الأول السابق لخامنئي، إن ترامب فعل شيئًا (في إشارة إلى الهجوم على المنشآت النووية للنظام الإيراني) يمنعه من الاستمتاع بحمامات الشمس في منتجع مارالاغو. وأضاف لاريجاني بسخرية أنه بينما يتشمس ترامب في فلوريدا، يمكن أن تصيبه طائرة مُسيّرة صغيرة في بطنه".
وذكر الكاتبان أن بعض رجال الدّين في إيران، بمن فيهم بعض المعينين من قِبل خامنئي في مؤسسات صلاة الجمعة، أصدروا فتاوى بقتل ترامب، وأن هناك حملة داخل إيران لجمع الأموال كمكافأة لمن ينفذ اغتياله. وهذا يذكّر بحملة وضع جائزة لاغتيال الكاتب البريطاني، سلمان رشدي، من قِبل مؤسسة "15 خرداد" الإيرانية بفتوى من الخميني.
تصاعد التصريحات حول قتل ترامب
أكد الكاتبان أنه على الرغم من تصريح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في مقابلة مع الإعلامي الأميركي، تاكر كارلسون، بأن طهران لا تسعى لاغتيال ترامب، فإن التصريحات المتعلقة بقتل ترامب زادت بين المسؤولين السياسيين والدينيين في النظام الإيراني، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.
وأوضح كاتبا المقال أن المصطلحات مثل "محارب"، و"مفسد في الأرض"، و"كافر حربي"، و"مهدور الدم"، التي استُخدمت للإشارة إلى ترامب، تعني جميعها تبرير قتله شرعًا.
كما أشارا إلى فتاوى قتل أصدرها اثنان من رجال الدّين المؤيدين للنظام الإيراني، وهما ناصر مكارم الشيرازي وحسين نوري الهمداني، مشابهة لتلك التي صدرت بحق سلمان رشدي.
وأكد المقال في ختامه: "إذا نجا خامنئي ورجال الدين الموالون له من إدارة ترامب أو عاشوا أطول منها، فقد يواجه ترامب مصيرًا مشابهًا لما حدث مع سلمان رشدي، حيث ستلاحقه فتوى القتل الصادرة من النظام الإيراني في أي مكان في العالم".
وتعرض رشدي لهجوم في عام 2022، بعد نحو 34 عامًا من صدور فتوى الخميني بقتله، وبعد وفاة الأخير.
وفي 11 يوليو الجاري، قال رئيس "المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت"، محمد حسن أختري، إن "خامنئي لديه أتباع كثيرون في أميركا وأوروبا، وسينفذون حكم محاربة ترامب".
وأضاف: "كما صدر هذا الحكم بحق سلمان رشدي وقرر المسلمون القضاء عليه، يجب تنفيذ هذا الأمر اليوم بحق ترامب".
كما تبنى ممثل خامنئي في محافظة بوشهر، غلام علي صفائي بوشهري، موقفًا مشابهًا.