وأوردت المجلة البريطانية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني يوم الأحد 13 يوليو (تموز)، ثلاثة أسباب رئيسة لتراجع النفوذ الإيراني في العراق، أهمها ظهور جيل جديد من السياسيين في العراق "الذين وصلوا من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2020 ويعارضون الميليشيات المدعومة من إيران بصوت أعلى من ذي قبل".
وبحسب التقرير فإنه بعد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مقتل قاسم سليماني، في يناير (كانون الثاني) 2020، تراجعت سيطرة إيران على الميليشيات والجماعات الوكيلة التي تدعمها في العراق، وتحول الكثير منها إلى القضايا العراقية الداخلية.
وكتبت مجلة "الإيكونوميست"، نقلاً عن مسؤول عراقي كبير، أن إسماعيل قاآني، خليفة سليماني والقائد الحالي لفيلق القدس، "لا يمتلك مهارة سليماني في إدارة المصالح المتضاربة للفصائل المختلفة في العراق".
وهناك عامل آخر تم الاستشهاد به باعتباره مساهمًا في تراجع نفوذ النظام الإيراني في العراق، وهو تحول الميليشيات إلى قوى سياسية وذوبانها في النظام البيروقراطي والاقتصاد العراقي.
وذكرت "الإيكونوميست" أن إيران، من أجل توسيع وتعميق نفوذها في العراق، مهدت الطريق أمام أعضاء الميليشيات للدخول إلى النظام السياسي والاقتصادي العراقي.
وفي الوقت الحالي، يمتلك أعضاء هذه الجماعات مصالح اقتصادية واسعة، ويسيطرون على وزارات مهمة، بما في ذلك تلك المرتبطة بصادرات النفط والمعادن، وحتى وقت قريب، كان لهم نفوذ كبير حتى في المحكمة العليا العراقية.
ووفقًا للتقرير، فإن الأعضاء السابقين في الجماعات التابعة لإيران، الذين أصبحوا الآن قوى سياسية ثرية في الحكومة والاقتصاد العراقيين، على عكس الماضي، "لديهم الكثير ليخسروه إذا دخلت بلادهم في حرب مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. ولهذا السبب، يتزايد غضبهم من دور العراق كدولة تابعة للحكومة الإيرانية".
وقال محيي أنصاري، رئيس منظمة "البيت العراقي"، وهي منظمة مجتمع مدني ناشئة، لـ "الإيكونوميست": "لقد استشرى الفساد في هذه الجماعات المسلحة، وبنت إمبراطوريات اقتصادية ضخمة. أصبح مفهوم المقاومة الآن بلا معنى وعبثًا بالنسبة لهم".
وبناء على هذه الأدلة، خلصت "الإيكونوميست" إلى أن ضعف معنى "المقاومة" أصبح واضحًا خلال حرب إيران مع إسرائيل والولايات المتحدة، عندما لم يقدم حتى أقرب حلفاء الحكومة الإيرانية في العراق الكثير من المساعدة للجمهورية الإسلامية خوفًا من الانتقام من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وأوضح تحليل "الإيكونوميست"، في إشارة إلى "تفكك الميليشيات التابعة لإيران والسياسيين الموالين لها" في أعقاب مقتل كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، إلى أنه "قد ينفتح الآن مجال للقوى السياسية المحلية والمستقلة. ورغم أنهم يقولون خلاف ذلك ظاهريًا، فإننا لسنا منزعجين من ضعف إيران"، كما قال مسؤول حكومي عراقي.