وتُظهر مقاطع فيديو وتسجيلات، حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، استمرار التلوث الشديد للهواء في مدن إيرانية مختلفة، يوم الجمعة 11 يوليو (تموز) الجاري.
وأرسل أحد المواطنين مقطعًا يُظهر تلوث الهواء في مدينة الأهواز، جنوب غربي إيران، قال فيه: "العدو هنا، وليس أميركا كما يزعمون".
استمرار التلوث
صرح مسؤولون حكوميون في إيران، بأن تلوث الهواء سيستمر على الأقل حتى يوم السبت، 12 يوليو الجاري.
وأعلنت إدارة الأزمات في محافظة أصفهان، يوم الجمعة 11 يوليو، دخول الغبار بمؤشر "غير صحي للعموم" في مدينة أصفهان و16 مدينة أخرى في المحافظة، مشيرة إلى أن هذه الحالة ستتواصل حتى يوم السبت.
كما أعلنت إدارة الأزمات في محافظة يزد استمرار الوضع السيئ لجودة الهواء حتى يوم السبت.
وأفادت مصادر محلية بأن هذا التلوث ناتج عن الرياح الموسمية الشديدة ونشاط بؤر الغبار الدقيقة في شرق وشمال المحافظة والمناطق الصحراوية المتاخمة لمحافظتي أصفهان وخراسان الجنوبية، مما أدى إلى انخفاض كبير في مدى الرؤية وتلوث هواء 12 مدينة في يزد.
ارتفاع البلاغات إلى الطوارئ
قال المتحدث باسم منظمة الطوارئ في طهران، شروين تبريزي، مساء أمس الخميس، إن الاتصالات، التي تلقّتها إدارة الطوارئ الطبية، بين 6 و11 يوليو الجاري، ارتفعت، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأوضح أن المهام المتعلقة بمرضى القلب ارتفعت بنسبة 5 في المائة، بينما ارتفعت الحالات التنفسية بنسبة 17 في المائة.
وأكد أن تلوث الهواء والغبار الدقيق له دور مهم في تفاقم الأعراض الكامنة، خاصة المتعلقة بأمراض القلب والتنفس.
وفي السياق ذاته، قال المدير العام لإدارة الأزمات في أصفهان، منصور شيشة فروش، إنهم نشروا 230 فريقًا إسعافيًا وطبيًا في المناطق ذات الأولوية بالمحافظة، نظرًا لنشاط بؤر الغبار واشتداد الجفاف والرياح الموسمية.
وأفادت وكالة "إيسنا" الإيرانية، على لسان أخصائية المناعة والحساسية، مهشيد موحدي، بأن ارتفاع مؤشر التلوث في الأيام الماضية يؤثر بشكل خطير على المصابين بالأمراض المزمنة، وخصوصًا التنفسية، كما يشكل خطرًا إضافيًا على الحوامل والأطفال.
الوضع الأحمر في مدن "خوزستان"
ذكرت وكالة أنباء "إرنا" الرسمية الإيرانية أن مدينتي انديمشك والأهواز بمحافظة خوزستان شهدتا، يوم الجمعة 11 يوليو، مؤشر جودة هواء في النطاق الأحمر وغير الصحي؛ حيث بلغ المؤشر في انديمشك 158 وفي الأهواز 191.
كما كانت مدن أوميدية، بهبهان، دزفول، رامهرمز، شوش، ماهشهر وهنديجان بالمحافظة نفسها في وضع "غير صحي للمجموعات الحساسة".
وأضافت "إرنا" أن مدينتي فهرج وزرند في شرق وشمال محافظة كرمان كانتا في وضع خطر للغاية مساء الخميس 10 يوليو، بسبب تدفق كميات كثيفة من الغبار.
تقارير عن وجود "السيانيد" في هواء طهران
بعد انتشار تقارير عن وجود مادتي "الزرنيخ" و"السيانيد" في غبار هواء طهران، صرّح رئيس مركز المناخ الوطني وتغير المناخ التابع لمنظمة حماية البيئة، أحمد طاهري، يوم الخميس 10 يوليو، بأنه لم يتم رصد أي كميات زائدة على الحد المسموح به من هذه المواد.
وقال: "هذه العناصر توجد بشكل طبيعي في التربة وتُعد من مكونات القشرة الأرضية، ويُعثر عليها غالبًا في الغبار بجميع أنحاء العالم".
وأضاف: "لم تظهر أي كميات من السيانيد في عينات الغبار التي أُخذت من مدينة طهران".
وجاء هذا النفي بعد أن قال محسن موسوي خوانساري، الناشط في شؤون المياه والبيئة، إن الغبار المتصاعد من مناطق صناعية مثل "تشرمشهر" و"رامين"، يحتوي على مواد سامة مثل "السيانيد" و"الزرنيخ".
وكان المدير العام لحماية البيئة في طهران، حسن عباس نجاد، قد نفى يوم الأربعاء 9 يوليو الجاري، صحة التقارير عن وجود الزرنيخ والسيانيد في غبار مستنقع بندر علي خان، جنوب غرب إيران، مؤكدًا أنها غير مدعومة علميًا.
تعطل الحياة اليومية
تسبب الهواء الملوث في طهران بتعطيل الحياة اليومية وإلغاء فعاليات، بما فيها الأنشطة الرياضية. فعلى سبيل المثال، كان من المقرر أن يبدأ فريق استقلال طهران لكرة القدم تدريباته يوم الأربعاء مع المدرب الجديد، البرتغالي ريكاردو سا بینتو، لكن تلوث الهواء أدى إلى إلغاء التدريب.
ويُذكر أن الفريق نفسه أيضًا ألغى تمرينه يوم الاثنين الماضي أيضًا؛ بسبب الوضع الأحمر لجودة الهواء.
جدل حول مصدر التلوث
قال الخبير في إدارة المصادر المائية، محسن موسوي خوانساري، إن الغبار المنتشر في كرج، وقزوين، وقم، وطهران خلال الأيام الماضية يعود بالأساس إلى جفاف بحيرة الملح في قم، وليس فقط مستنقع "صالحية"، كما كان يُعتقد.
وكان نائب رئيس هيئة الجيولوجيا الإيرانية، رضا شهبازي، قد أعلن سابقًا أن مستنقع صالحية الجاف هو المصدر الرئيس للغبار في جنوب غرب طهران.
وفي 8 يوليو الجاري، أشار شهبازي إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها تفاقمت من حيث الشدة، والمساحة، وطول المدة خلال السنوات الأخيرة.
أكثر من 26 ألف وفاة في 2022 بسبب تلوث الهواء
في العام الماضي، صرّح الرئيس السابق لمركز المناخ الوطني، داريوش علي زاده، بأنه وفق دراسة أجريت في 33 مدينة، فإن أكثر من 26 ألف شخص توفوا بسبب تلوث الهواء في عام 2022، وبلغت الخسائر الاقتصادية الناتجة عن ذلك 11.3 مليار دولار.