تشير صور أقمار صناعية، التُقطت في 24 يونيو (حزيران) الماضي، وحصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، إلى احتمال تعرض موقع اتصالات حساس داخل قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر لأضرار، وذلك بعد تعرضها لهجوم إيراني.
وهذه القاعدة كانت هدفًا لهجوم شنته إيران، يوم 23 يونيو الماضي، بعد تعرض منشآتها النووية لضربة أميركية، خلال حرب الـ 12 يوما مع إسرائيل، وقد أُضيفت دائرة حمراء إلى الصورة لتحديد المنطقة المعنية.
وتُظهر الصور، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، من قِبل شركة "Satellogic" الأميركية، أن الهجوم الصاروخي الإيراني قد ألحق أضرارًا بأحد أكثر مراكز الاتصالات تقدمًا داخل تلك القاعدة العسكرية الأميركية في قطر.
وإذا تأكدت صحة هذه الصور، فستكون أول أدلة مادية مرئية على وقوع ضرر فعلي في قاعدة "العديد"، التي تُعدّ أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، والمقرّ الأمامي للقيادة المركزية الأميركية (سنتكوم).
وحتى الآن، لم يرد الجيش الأميركي على طلب من "إيران إنترناشيونال" للتعليق على هذه الصور.
وكانت إيران قد نفّذت هذا الهجوم، ردًا على عملية مفاجئة نفذتها الولايات المتحدة قبل ذلك بيوم ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وهي العملية التي أنهت الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، والتي قال بعدها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن "البرنامج النووي الإيراني دُمّر".
وتُظهر صورة أقمار صناعية مفتوحة المصدر لقاعدة "العديد" الجوية الأميركية قبل اندلاع الحرب الأخيرة في الشرق الأوسط، قبة جيوديزية تغطي ما يُعرف بـ "الترمينال المؤسسي المُحدّث" للقوات الجوية الأميركية (MET).
أما الصورة المُلتقطة بتاريخ 24 يونيو الماضي من قِبل شركة "Satellogic"، والتي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فتُظهر أن تلك القبة الجيوديزية قد تحولت إلى بقعة سوداء محترقة.
وتُظهر نسخة مُكبّرة من الصورة أن تلك البقعة تقع في وسط منشآت القاعدة، بينما لا تُرصد أية أضرار واضحة في باقي أجزاء القاعدة التي تضم مدارج طائرات، وطرقًا، وعشرات المنشآت الأخرى.
وكانت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) قد أعلنت في يوم الهجوم أن "القوات الأميركية بالتعاون مع الشركاء القطريين، تصدّت بنجاح للهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني على قاعدة العديد بالقرب من الدوحة".
وفي ذلك الوقت، وصف ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" رد إيران بـ "الضعيف للغاية"، وكتب: "إن 13 صاروخًا تم إسقاطها، وواحدًا فقط تُرك لأنه كان يتحرك في مسار غير مهدّد. سعيد بالإبلاغ أنه لم يُصب أي أميركي، ولم تقع تقريبًا أية أضرار".
ولم تردّ الولايات المتحدة عسكريًا بعد هذا الهجوم، وسرعان ما أعلن ترامب وقف إطلاق النار، وهو لا يزال قائمًا حتى الآن.
وتشير صور الأقمار الصناعية المفتوحة المصدر لهذه القاعدة الواسعة، إلى وجود قبة بيضاء جيوديزية تُعد أبرز ما يميز المنطقة الوسطى من المنشأة.
كما تُظهر الصورة، التي التقطتها شركة "Satellogic"، في 24 يونيو الماضي، وأرسلت إلى "إيران إنترناشيونال"، تحوّل هذه القبة إلى بقعة سوداء محترقة.
وبحسب خبراء، يُرجّح أن يكون هذا الموقع يحتوي على "رادوم" (غطاء مضاد للمياه خاص بالمعدات الرادارية أو الاتصالية)، يضم داخله "ترمينال الاتصال المؤسسي المُحدّث" (MET) الذي يتخذ شكل صحن هوائي. وقد أُعلن عن تركيب هذا النظام لأول مرة بقاعدة "العديد" في بيان رسمي للقوات الجوية الأميركية عام 2016.
وبحسب التقارير، فإن نظام (MET)، الذي بلغت كلفته 15 مليون دولار، يتيح التواصل الآمن عبر الصوت، والفيديو، ونقل البيانات بين القوات المتمركزة في نطاق القيادة المركزية (سنتكوم) وقادتها العسكريين في مختلف أنحاء العالم.
وكانت النسخة المُركبة في قطر هي الأولى خارج الأراضي الأميركية، وقد زُوّدت بتقنية مضادة للتشويش أيضًا.
وتُظهر صورة أرشيفية بتاريخ 21 يناير (كانون الثاني) 2016 ضابطًا أميركيًا يشرح لزملائه تفاصيل عمل "الترمينال المؤسسي المُحدّث" (MET) داخل قاعدة العديد، ويُرى النظام داخل قبة رادارية (رادوم) في القاعدة.
وفي حديث لـ "إيران إنترناشيونال"، قال الباحث في الشؤون الدفاعية والأمنية لدى معهد واشنطن، فرزين نديمي: "كانت منظومتان من صواريخ باتريوت الأميركية، وعدة وحدات قطرية، مسؤولة عن حماية القاعدة. ومن لحظة رصد الصواريخ الإيرانية لم يكن هناك سوى دقيقتين تقريبًا للرد".
وأضاف: "من المحتمل أيضًا أن طائرة مُسيّرة إيرانية شاركت في الهجوم، ولكن لم تُنشر أي تفاصيل عنها حتى الآن. وقد تكون استغلت انشغال منظومات باتريوت باعتراض الصواريخ وتمكنت من التسلل إلى الداخل".