وأضافت التقارير أن طلبات السجناء بتحسين الظروف قوبلت بتجاهل المسؤولين.
وأفادت وكالة "هرانا" الحقوقية، في تقرير لها، يوم السبت 12 يوليو (تموز)، بأن السجناء المحتجزين في سجن "خورين ورامين" يواجهون مشاكل متعددة في مجالات مختلفة.
ووفقًا لهذا التقرير، فإن التهوية غير الفعالة، ونقص الحمامات والمرافق الصحية، خاصة في فصل الصيف، جعلت الظروف صعبة للغاية على السجناء.
كما تم الإبلاغ عن انتشار واسع للحشرات في بعض العنابر، مع التأكيد على أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء فعال للسيطرة عليها.
نقص المساحة
وفقًا للتقرير، فقد صُمم كل عنبر في هذا السجن لاستيعاب 200 سجين، لكن بعض العنابر تحتضن ما يصل إلى ثلاثة أضعاف هذا العدد، أي نحو 600 سجين.
وأدى الاكتظاظ الشديد وصغر حجم الغرف إلى إجبار العديد من السجناء على النوم على الأرض، حيث أصبح النوم على الأرضية في غرف تحتوي على 15 إلى 24 سريرًا أمرًا شائعًا.
وقال أحد السجناء، الذين أُفرج عنهم مؤخرًا لـ"هرانا": "تبلغ طاقة السجن نحو 1000 شخص، لكن يُحتجز أكثر من 2200 شخص حاليًا. في العنبرين 9 و10، يتم احتجاز ما بين 650 و700 شخص في كل عنبر، وفي العنبر 7 و8، يتراوح العدد بين 350 و400 شخص، بينما صُمم كل عنبر لـ 200 شخص فقط مع 200 سرير".
وأضاف: "في بعض الغرف، يوجد 15 سريرًا فقط، وفي الغرف الأكبر يوجد 18 أو 24 سريرًا، لكن أحيانًا يتم احتجاز ما يصل إلى 170 سجينًا في غرفة واحدة".
ووفقًا لهذا السجين السابق، فإن ضغط الاكتظاظ في سجن "خورين ورامين" بلغ حدًا أدى إلى انتشار ظواهر مثل تأجير أو بيع وشراء الأسرّة من قِبل وكيل العنبر أو سجناء آخرين.
وأشارت "هرانا" إلى أن عدم تطابق نصيب الفرد من المساحة المتاحة مقارنة بحجم السجن يتعارض مع المادة 34 من اللائحة التنفيذية لمنظمة السجون والإجراءات الأمنية والتأهيلية في البلاد.
ووفقًا لهذه اللائحة، إذا لم تكن السعة والمساحة المادية للسجن كافية لتطبيق بنود مثل خطة التصنيف، يجب على مدير السجن، بالتنسيق مع مدير عام سجون المحافظة، تعديل الهيكلية المعمارية للبيئة لتوفير مساحة مناسبة لإقامة السجناء والمتهمين في ظروف مثالية.
نقص المياه والنظافة غير الملائمة في فصل الصيف
أوضحت "هرانا" أن الماء ينقطع في هذا السجن عدة مرات يوميًا، خاصة في أكثر ساعات اليوم حرارة. كما أن غياب معدات التبريد جعل الوضع أكثر سوءًا، مما يعرّض صحة السجناء للخطر.
ونقل التقرير عن أحد المقربين من سجين محتجز في هذا السجن أن كل عنبر يحتوي على 9 حمامات و10 مرافق صحية فقط، وهي لا تكفي لتلبية احتياجات السجناء بأي حال.
وفي هذه الظروف، يضطر السجناء إلى الانتظار لساعات في الصف، للحصول على دور في الحمام أو المرحاض، وتُقتصر المواد الصحية على غسيل واحد للشعر، وشفرة حلاقة، ومسحوق غسيل شهريًا.
وأفاد أحد السجناء، في مكالمة مع عائلته، بأن غياب التهوية المناسبة، ونقص الحمامات والمرافق الصحية بشكل كبير في فصل الصيف، جعل الظروف لا تُطاق بالنسبة للسجناء.
وأكد سوء الأوضاع الصحية في العنابر، قائلاً: "انتشرت حشرة القمل على نطاق واسع في السجن، لدرجة أنها تجول في بعض الأجنحة بحرية، ولا يتم اتخاذ أي إجراء فعال لمكافحته".
ووفقًا لتقرير "هرانا"، فإن جودة الطعام، خاصة الخبز، في سجن خورين منخفضة، ويضطر نصف السجناء إلى شراء طعامهم من المتجر الداخلي بأسعار أعلى بحوالي 30 في المائة من الأسعار الخارجية.
كما يتم توفير مياه الشرب من بئر، مما تسبب في أمراض مثل حصوات الكلى لدى نزلاء هذا السجن، بسبب جودتها المنخفضة.
وأشارت "هرانا"، في جزء آخر من التقرير، إلى نقص الرعاية الطبية في سجن "خورين ورامين" كواحدة من المشاكل الأخرى في السجن.
وقال أحد العاملين السابقين في السجن لـ "هرانا": "إن طبيب السجن موجود فقط في الوردية الصباحية، وفي الحالات الطارئة لا يتم تقديم الرعاية اللازمة".
وأكد هذا المصدر المطلع أنه تم تسجيل تقارير عن وفاة سجناء بسبب عدم تلقي العلاج في هذا السجن، كما يتم الإبلاغ عن سلوك مهين من بعض الحراس بشكل يومي.
ووفقًا لـ "هرانا"، فإنه على الرغم من هذه الظروف القاسية، يظل المسؤولون عن السجن غير مبالين بالاحتجاجات، ويقومون فقط بترتيب مظهر العنابر لساعات قليلة أثناء زيارات المفتشين.
وعلى مدى السنوات الماضية، نُشرت تقارير عديدة حول عدم تقديم الرعاية الطبية للسجناء في إيران وانتهاك حقوقهم في الوصول إلى العلاج المناسب من قِبل مسؤولي السجون.