"واشنطن بوست": النظام الإيراني يواجه وضعًا صعبًا.. وقد يعود للتفاوض مع أميركا قريبًا

أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأنه من المتوقع أن تُستأنف قريبًا المفاوضات بين واشنطن وطهران للتوصل إلى اتفاق نووي.
أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأنه من المتوقع أن تُستأنف قريبًا المفاوضات بين واشنطن وطهران للتوصل إلى اتفاق نووي.
ونقلت الصحيفة، في تقرير نُشر يوم الأحد 13 يوليو (تموز)، عن مسؤول أميركي قوله: "إن إدارة ترامب تعتقد أن إيران، رغم الهجمات الأخيرة من قِبل الولايات المتحدة وإسرائيل، لا تزال راغبة في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن برنامجها النووي".
وأضاف التقرير أن هذا التقييم تعزز في الأيام الأخيرة عبر محادثات دبلوماسية متعددة.
واستنادًا إلى تصريحات عدد من الشخصيات السياسية داخل إيران وخارجها، ذكرت "واشنطن بوست" أن هناك إجماعًا آخذًا في التبلور على الساحة السياسية المتوترة في إيران بأن طهران ينبغي أن تستأنف المفاوضات النووية مع واشنطن، رغم المخاوف الجادة من أن "مثل هذه المحادثات قد تكون مجرد تمهيد لهجوم آخر من قِبل إسرائيل".
وذكرت الصحيفة أن هجومًا عنيفًا على إيران، كالذي حصل خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، كان يُعدّ أمرًا غير وارد في نظر كبار مسؤولي النظام الإيراني. ومع ذلك، فإن هذه الهجمات الكبيرة لم تُحدث حتى الآن تغييرًا ملموسًا في المواقف الرسمية لطهران.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن إيران لم تُبدِ خلال الأسابيع الأخيرة أي إشارة إلى نية أكبر في تصنيع سلاح نووي، ولا أي علامة على استعدادها للتخلي الكامل عن برنامجها النووي.
وربما الأهم من ذلك هو أن الهجمات الأميركية لم تثنِ طهران عن خيار الحوار مع واشنطن.
نهج "براغماتي" في طهران
قال الباحث الزائر في معهد الشؤون الدولية والأمنية بألمانيا، حميد رضا عزيزي: "بالنظر إلى ما حدث، كان من المتوقع أن تتخذ إيران موقفًا موحدًا برفض أي تفاعل مع الولايات المتحدة، لكن يبدو أن العكس هو ما يحدث في الواقع".
وأضاف أن "النقطة الأساسية هي انكشاف مواطن الضعف، وهو ما دفع طهران إلى تبنّي نهج أكثر براغماتية".
وأشار تقرير الصحيفة الأميركية إلى أن النظام الإيراني يواجه حاليًا وضعًا صعبًا، إذ كشفت الهجمات الأخيرة عن عجز منظوماته للدفاع الجوي والصاروخي- التي طالما مدحها مسؤولوه العسكريون والسياسيون- أمام ضربات منسقة من جيشين متطورين.
كما أظهرت حملة إسرائيل مدى اختراقها الاستخباراتي لهياكل الأمن الإيرانية.
ومن جانبه، قال مدير برنامج إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، بهنام بن طالب لو: "هذه أول حرب تقع داخل الأراضي الإيرانية منذ الحرب مع العراق، وقد خرج النظام منها مهزومًا تمامًا".
الضغط الاقتصادي والتوتر الدولي
أشارت "واشنطن بوست" إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي في إيران يزيد الطين بلة؛ حيث يعاني البلد منذ فترة طويلة معدلات تضخم وبطالة مرتفعة أنهكت اقتصاده. وإذا قررت الدول الأوروبية تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات تلقائيًا على إيران، فإن الضغوط قد ستزداد خلال الأسابيع المقبلة.
فيما لم يستبعد كبار مسؤولي النظام الإيراني، ومنهم الرئيس مسعود بزشكیان، ووزير الخارجية، عباس عراقجي، احتمال العودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن البرلمان الإيراني صوّت مؤخرًا على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقام بزشكیان بإصدار الأمر التنفيذي لهذا القرار.