استمرار الجدل حول العلاقات الجنسية لـ "كاترين شكدم" مع 120 من كبار المسؤولين في إيران
أثار الأمين العام لحزب "مردم سالاري" الإصلاحي، مصطفى كواكبيان، الجدل، بشأن العلاقات الجنسية بين الكاتبة الفرنسية، كاترين شكدم، ومسؤولين وشخصيات بارزة في النظام الإيراني.
ويُشار إلى أن هذا الادعاء طُرح لأول مرة قبل 4 سنوات، بشكل رئيس من قِبل مؤيدي الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد.
وكان الأمين العام لحزب "مردم سالاري" والنائب السابق في البرلمان الإيراني، مصطفى كواكبيان، قد قال ليلة الخميس 10 يوليو (تموز) على شاشة التلفزيون الإيراني، إن كاترين شكدم "كانت على علاقة حميمة" مع 120 شخصية مهمة جدًا في البلاد.
وجدير بالذكر أن كاترين شكدم، كاتبة ومحللة سياسية فرنسية من أصول يهودية، كانت قد نشرت سابقًا مقالات في وسائل إعلام إيرانية متشددة مثل صحيفة "كيهان"، ووكالتي "تسنيم" و"مهر"، وقُدّمت في تلك المرحلة كصحافية داعمة لما يسمى "محور المقاومة". كما عملت لفترة كمستشارة إعلامية لدى بعض المؤسسات الرسمية الإيرانية، وحصلت على نفاذ إلى محافل دينية وأمنية داخل النظام.
ردود الفعل الرسمية وصفت العلاقات العامة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، في بيان رسمي، ادعاءات كواكبيان بأنها "ادعاءات بذيئة وكاذبة".
وفي هذا البيان، تم الاستشهاد بجزء من مقال نشرته منصة "فكت نامه" في عام 2021 للتحقق من صحة الادعاءات الخاصة بالعلاقات الجنسية لـ "شكدم"، دون ذكر المصدر.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، أن النيابة العامة في طهران قدمت اتهامًا ضد كواكبيان بتهمة إثارة الرأي العام.
وطُرح ادعاء العلاقات الجنسية لشكدم مع مسؤولين في إيران، ولكن بعدد 100 شخص، لأول مرة في أوائل عام 2022. وبعد فترة وجيزة من نشر شكدم مقالاً في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بدأت قناة تليغرام تُدعى "ثلث ميديا" إثارة هذا الجدل في الداخل الإيراني.
وتنشر هذه القناة محتوى كثيرًا ما يدعم أحمدي نجاد والتيار المعروف باسم "الربيع". في ذلك الوقت، أشارت "ثلث ميديا" إلى كتابة "شكدم" مقالات في موقع علي خامنئي الإلكتروني، مدعيةً اختراق جاسوس للنظام الإيراني.
وبعد ذلك، طُرحت شائعة علاقتها الجنسية مع 100 من الشخصيات البارزة في النظام الإيراني. وكان من بين الأسماء، التي أثيرت في ذلك الوقت، النائب السياسي لقائد الحرس الثوري الإيراني ورئيس تحرير صحيفة "صبح صادق" التابعة له، يدالله جواني.
ونفى جميع مسؤولي النظام الإيراني وجود أي علاقات جنسية مع شكدم، كما نفت شكدم نفسها في مقابلة أي علاقة مع مسؤولين إيرانيين بشكل قاطع.
ويُمكن القول إن نقطة ضعف مسؤولي النظام الإيراني ووسائل إعلامه تكمن في افتتانهم بالشخصيات الغربية، التي تؤيد مواقفهم؛ إذ تحوّل استقطاب هذه الأسماء إلى ركيزة أساسية في خطابهم الإعلامي، سواء عبر دعوة أقرباء شخصيات رمزية مثل تشي غيفارا إلى طهران، أو من خلال اللقاءات المتكررة مع شخصيات غربية أو من شرق آسيا تدعم النظام. وتُخصص البرامج السياسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني مساحة دائمة لهذا النوع من "الدعم الخارجي"، وهي الطريقة ذاتها التي دخلت بها كاترين شكدم إلى دوائر النظام.
ردود الفعل على تصريحات كواكبيان كتب كيانوش جهانبور، أحد مديري وزارة الصحة في عهد الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، في منشور على حسابه في شبكة "إكس"، في إشارة ساخرة إلى تصريحات كواكبيان: "بغض النظر عن الزمان والمكان والفسيولوجيا.. عرفنا على 120 شخصية مهمة جدًا في البلاد، والباقي هدية!".
وطرحت العديد من الحسابات المنتمية للتيار الأصولي على منصة "إكس" هذا المنطق، مشيرة إلى أن كاترين شكدم أقامت في إيران لمدة 18 يومًا فقط، وكتبت أنه من المستحيل عمليًا أن يتمكن شخص من إقامة علاقات مع 120 فردًا خلال هذه الفترة القصيرة.
الطعن في "رئيسي" من بين الجوانب الأخرى لإعادة طرح شائعة العلاقات الجنسية لـ "شكدم"، رد فعل قناة تليغرام داعمة للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان. هذه القناة، التي تحمل اسم "دكتور بزشكيان (صرخة الشعب)"، بقيت منذ انتخابات الرئاسة عام 2024، وبعد بدء رئاسة بزشكيان، تنشر محتوى يدعمه.
أعادت هذه القناة، بعد وقت قصير من مقابلة كواكبيان، نشر تصريحاته حول "العلاقات الجنسية" لشكدم مع أشخاص "مهمين جدًا في البلاد"، وفي المنشور التالي، نشرت صورة من مقابلتها مع الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، في عام 2017، عندما كان رئيسًا لمؤسسة أستان قدس (العتبة الرضوية المقدسة) وأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة. واعتبر التيار الأصولي هذا التصرف من داعمي بزشكيان طعنًا في "رئيسي".
إعادة طرح دور روسيا تحمل هذه الصورة هامشًا آخر. في مارس (آذار) 2022، عندما كانت قضية تجسس شكدم مثار جدل، سألت وسائل الإعلام نادر طالب زاده، الإعلامي المنتمي للتيار الأصولي، والذي كان مقربًا من شكدم، عن تفاصيل دعوتها للقاء وإجراء مقابلة مع "رئيسي".
وقال طالب زاده إن شكدم قدمت طلب المقابلة مع "رئيسي" من قِبل قناة "روسيا اليوم"، الإعلام الرسمي الروسي. وأضاف طالب زاده، الذي كان من داعمي "رئيسي" في انتخابات الرئاسة عام 2017، أنه نظرًا لأن "روسيا اليوم" كانت تتمتع بنهج أكثر "عدالة" بين وسائل الإعلام، التي لها جمهور في الغرب، تمت الموافقة على المقابلة.