وقال ست كروبسي، محلل سياسي وعمل سابقًا في وزارة الدفاع الأميركية، إن الولايات المتحدة قد استفادت من دروس التدخل العسكري في العراق عام 2003، لكن الوضع الراهن في إيران يشبه ظروف عام 1991 أكثر.
وأشار الكاتب إلى رسالة نشرها دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق، على منصة "تروث سوشال" خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، مفادها: "إذا كان النظام الحاكم الآن في إيران عاجزا عن جعل إيران عظيمة من جديد، فلماذا لا نُغيّر النظام؟"، وأضاف: "الحدس خلف ذلك الكلام كان صحيحًا".
وعلق رئيس معهد يورك تاون: "إذا لم يوجد ما يمنع ذلك، فإن حكام إيران "الجهاديين" سيعيدون بناء برنامجهم النووي".
ولفت الكاتب إلى تصريحات مجيد تخت روانجي، مساعد وزيرة الخارجية الإيرانية، في حديث مع قناة "NBC"، حين قال إن "سياسة إيران تجاه التخصيب لم تتغير"، وأشار إلى أن "الولايات المتحدة يجب أن تستغل تفوقها الحالي وتتعاون علنًا مع إسرائيل ودول المنطقة لتدمير النظام الإيراني".
وبيّن الكاتب أن مصطلح "تغيير النظام" يثير الخوف لدى الأميركيين، لأن الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، لم تنجح بسهولة في توجيه قوتها العسكرية لتحقيق هدف سياسي متماسك.
الدروس من التدخل في أفغانستان
خلال الحملة الطويلة في أفغانستان، لم تحدد واشنطن هدفًا سياسيًا واضحًا. كان الهدف المنشود قد يكون الحفاظ على حكومة في كابل، تُشكل ضربة للقاعدة وطالبان، بتكلفة منخفضة.
لكن بدل تحقيق هذا الهدف أصبحت المهمة تبدو كما لو كانت تهدف لتغيير شامل في البلاد، فكان من الطبيعي أن تفشل المهمّة.
وأكد أن "البرنامج النووي الإيراني كان من البداية موجّهًا نحو إنتاج سلاح نووي، وكان إيقافه قرارًا سليمًا"، مضيفًا: "إيران لا تزال تشكل تهديدًا خطيرًا. والسؤال مطروح: هل القضاء على هذا التهديد يتطلب إسقاط النظام الآن، أم يمكن الانتظار؟ التاريخ يجيب بأن الوقت هو الآن".
واعتبر أنه إذا تُرك الوضع على ما هو عليه، فالأرجح أن التغيير الداخلي لن يحدث.
ورأى الكاتب أن التخلص من خامنئي هو "قطع رأس الأفعى"، وأكد أن "الوقت الحالي مناسب لاستهدافه، ما سيُسفر عن قطع صلة رأس النظام في طهران".
وأشار إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية خلفت أضرارًا كبيرة، وأن جهود إسرائيل ضد الحوثيين وحزب الله وحماس، بالإضافة إلى انهيار نظام الأسد، أضعفت محور المقاومة.
وأكد أن إزالة زعيم النظام ستؤدي إلى ظهور صراع داخلي على السلطة داخل إيران، وقد ينتهي بقيام حكومة عسكرية قابلة للتفاوض لإسقاط البرنامج النووي وإنهاء الحروب بالوكالة.
وختم بالقول إن "الهجوم على المنشآت النووية كان نجاحًا تكتيكيًا، لكن التحدي الآن هو تحويله إلى نصر استراتيجي. وإبقاء رجال الدين الجهاديين في السلطة يضمن صراعًا أخطر في المستقبل".