وقال إن الإقبال على تخصصات مثل أمراض النساء، وطب الأطفال، والطب الباطني، والجراحة العامة، والتخدير، وطب الطوارئ قد انخفض بشكل مقلق، واصفًا هذه الاختصاصات بـ "الركائز الأم" للمنظومة الطبية.
وأشار إلى أن محافظة خوزستان لم تستقبل سوى متقدم واحد لتخصص طب الأطفال في العام الدراسي الحالي، ما ينذر بعجز حاد في أطباء الأطفال خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ورغم وعود الجامعة بتحسين ظروف التعليم والعمل للأطباء المتخصصين، أقرّ رئيس كرمي بأن الأسباب الحقيقية لهذا العزوف تتجاوز قدرة الجامعات، داعيًا إلى حلول على المستوى الحكومي.
وجدير بالذكر أن القطاع الطبي في إيران يواجه موجة نزوح جماعي غير مسبوقة؛ فقد كشفت تقارير صحافية عن هجرة 6500 طبيب في عام واحد، من بينهم 2300 طبيب متخصص، وهو رقم يتجاوز نسبة المقبولين في الجامعات الإيرانية نفسها.
وأفاد "مرصد الهجرة الإيراني" بأن نصف الأطباء في البلاد يخططون للهجرة، وأن عدد الأطباء الإيرانيين في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تضاعف خلال العقد الأخير ليصل إلى أكثر من 10000 طبيب.
ويُضاف إلى ذلك أزمة انتحار الكوادر الطبية؛ حيث تم تسجيل 16 حالة انتحار بين أطباء الإقامة، خلال العام الماضي والحالي، وسط ضغوط متزايدة وغياب الدعم النفسي والمادي.
من جانبها، منعت السلطات الجامعات ووسائل الإعلام من الإبلاغ عن حالات انتحار الكوادر الطبية، وأوصت بتسجيل أسباب الوفاة على أنها "توقف قلبي مفاجئ".