ووفقًا لصحيفة "قدس" الأصولية، فقد أثارت زيارة عراقجى للسعودية تساؤلات حول أبعادها الحقيقية، فبينما تعتبرها بعض التحليلات جزءا من التشاورات الإقليمية الاعتيادية، تشير أخرى إلى احتمالية حملها رسائل متبادلة بين طهران وواشنطن.
وفي حوار صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية، مع قاسم محبعلي الخبير في الشأن الإقليمي، أكد أن الرياض من الممكن أن تلعب دورًا حيويًا في إعادة بناء جسور التفاهم بين إيران وأميركا وبخاصة في ظل حساسية المرحلة.
فيما وصفت صحيفة "شرق" الإصلاحية، الزيارة بـ"المفاجئة"، ورأت أنها جاءت في سبيل التأكيد على أن التهدئة بين طهران والرياض ليست خيارًا تكتيكيًا، بل خيار استراتيجي، في وقت تعاني فيه المنطقة من تداعيات حرب غير محسومة ومخاطر انفجار أوسع.
في المقابل فرضت الولايات المتحدة الأميركية، بحسب صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، عقوبات على 22 مؤسسة إيرانية في الصين وتركيا والإمارات بدعوى دعم ما أسمته "شبكة الظل المصرفية" الداعمة للحرس الثوري.
اقتصاديًا، تطرقت صحيفة "كار وكاركر" المحسوبة على حزب العمال اليساري، إلى أهمية الاهتمام بالعمال باعتبارهم الركيزة الأساسية في استقرار الدولة. ودعت إلى ضرورة دعم العمال المتضررين من الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
في حين رصدت صحيفة "دنياى اقتصاد" الإصلاحية، ركودًا حادًا في الأسواق في ظل ضبابية ما بعد الحرب مع إسرائيل. وأشارت إلى تراجع سوق البورصة بشكل ملحوظ، وتباطؤ معاملات العقارات بشكل كبير في طهران.
اجتماعيا، حذرت صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية، من استغلال بعض الجهات للظروف الطارئة نتيجة الحرب الأخيرة لتكثيف بعض الأنشطة التخريبية للبيئة، مستشهدة بمشروع منجم الكروميت في كهنوج والذي يمثل تهديدا مباشرا على صحة السكان وتدميرا للموارد الطبيعية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"اعتماد": اختبار جديد للدبلوماسية الإيرانية
في تحليل موسّع، ناقشت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مستقبل المسار الدبلوماسي بين إيران والولايات المتحدة، في ظل تحركات مكثفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، والتعقيد المتزايد في الموقف الأميركي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
ففي حوارها مع الدكتور سيد علي منوري، أستاذ العلاقات الدولية، رصدت تأثير التوقيت السياسي، وانقسام الإدارة الأميركية بين تياري "الانخراط الدولي" و"الانعزال"، على فرص استئناف المفاوضات.
واعتبر منوري أن السلوك غير المتوقع لدونالد ترامب، وتعدد مراكز القرار داخل واشنطن، يشكلان عائقين بنيويين أمام أي توافق حقيقي مع طهران.
من جهة أخرى، حذر منوري من استغلال إسرائيل للفجوات الزمنية والدبلوماسية لتبرير تدخلات عسكرية ضد إيران، خاصة في ظل سعي نتنياهو للحصول على موافقة ضمنية أميركية لاقتناء قاذفات "B-2"، ما يرفع مستوى التهديد المباشر.
واختتمت "اعتماد" قراءتها بتأكيد أن "ساحة التفاوض لم تعد مقتصرة على الطاولة الرسمية، بل تحولت إلى صراع متعدد الأبعاد يشمل الميدان، والإعلام، والدبلوماسية الرمزية. وعلى إيران أن تحسن استثمار اللحظة، مع الحفاظ على ثوابتها النووية، ومضاعفة حذرها من محاولات جرّها إلى مواجهة مباشرة تخدم أجندات إسرائيلية انتخابية أو أميركية مرحلية".
"آرمان ملی": الرئيس في مرمى التخوين والتشهير
حذّرت صحيفة "آرمان ملی" الإصلاحية من تحركات منظمة يقودها "التيار المتشدد" لتقويض شرعية الرئيس مسعود بزشكیان، وذلك عبر حملة إعلامية ممنهجة تراوحت بين التشكيك والتخوين والدعوة الصريحة للعنف.
التقرير ربط هذه الهجمات بما سماه "خط نفوذ داخلي" والذي يسعى لخلق أزمات داخلية في مرحلة ما بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، في لحظة بدت فيها البلاد متماسكة على نحو غير مسبوق.
ووصفت الصحيفة بعض التصريحات بـ"المتطرفة"، كطلب أحد أعضاء مجلس مدينة رشت من إسرائيل اغتيال بزشكيان، وأنها امتداد لمشروع خارجي لضرب الاستقرار، متسائلة عن صمت السلطة القضائية تجاه هذه الدعوات الخطيرة، التي لا تقل تهديداً عن الأعمال العدائية العسكرية.
وتوقفت الصحيفة عند دور الإعلام الرسمي، مشيرة إلى أن بعض المنابر باتت ساحة لتصفية الحسابات السياسية، بدل أن تكون جسراً للتهدئة.
ورأت الصحيفة أن ما يجري لا يمكن فصله عن مشروع أوسع يستهدف إضعاف السلطة التنفيذية ومنعها من ممارسة صلاحياتها في لحظة إقليمية حرجة، داعية إلى تحرك سريع لحماية ما تبقى من "الانسجام الوطني" في وجه تخريب داخلي أكثر خطورة من التهديد الخارجي.
"شرق": الصين.. شريك استراتيجي "غير موثوق"
في تقرير تحليلي موسع، تساءلت صحيفة "شرق" الإصلاحية عن حقيقة الشراكة الاستراتيجية بين إيران والصين، في ظل ما وصفته بـ"الخذلان المتكرر" من بكين، لا سيما خلال العدوان العسكري الإسرائيلي الأخير على إيران.
فرغم عضوية البلدين في منظمات كبرى مثل "البريكس" ومنظمة "شنغهاي"، لم تُظهر الصين أي دعم عملي لطهران، بل سارعت إلى نفي تسليم منظومات دفاع جوي متقدمة مثل "HQ-9B"، في خطوة اعتبرتها الصحيفة امتدادًا لسلوك متحفظ يعكس أولويات بكين في الحفاظ على علاقاتها مع واشنطن والدول الخليجية.
التقرير أشار إلى أن السياسة الصينية، على غرار الروسية، تقوم على مبدأ الغموض الاستراتيجي، وتغلب المصالح الاقتصادية والسياسية على الالتزامات الدفاعية.
واعتبرت "شرق" أن ما وصفته بـ"سياسة النفي المتكرر" والتناقض في التصريحات الصينية، يمثل تحديًا جديًا أمام طهران التي تجد نفسها في حاجة ماسة لإعادة بناء قدرتها الدفاعية بعد العدوان الأخير.
ورغم أهمية الصين بالنسبة لإيران من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية، حذرت الصحيفة من مخاطر الارتهان لشركاء لا يظهرون التزامًا صريحًا وقت الأزمات، داعية إلى تعزيز القدرات الدفاعية الذاتية، وتوسيع دائرة التحالفات لتشمل شركاء أكثر موثوقية.