السجناء السياسيون في سجن طهران الكبير يعيشون أوضاعا كارثية

أفادت التقارير أن السجناء السياسيين المحتجزين في سجن طهران الكبير يعيشون أوضاعا مزرية وكارثية، ومحرومون من أبسط حقوقهم الأساسية.

يأتي ذلك بعد مرور ثمانية أيام على القصف الجوي الذي شنّه الجيش الإسرائيلي على سجن إيفين، والذي تلاه نقل مجموعة من السجناء السياسيين إلى سجني طهران الكبير وقرتشك ورامين.

ووفقًا لمعلومات حصلت عليها "إيران‌ إنترناشيونال"، فإن عددًا من السجناء السياسيين الذين نُقلوا من إيفين، محتجزون في قاعات مختلفة من القسم الثاني في سجن طهران الكبير، في أماكن تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير اللازمة لاحتجاز السجناء.
ووصف مصدر مقرّب من عائلات السجناء السياسيين أسلوب تعامل النظام الإيراني معهم بأنه شبيه بمعاملة "أسرى الحرب"، واعتبر مكان احتجازهم بمثابة "قعر الجحيم".

وأعربت زهرا رحيمي، زوجة السجين السياسي المسن (80 عامًا) أبو الفضل قدیاني، الذي تم نقله إلى سجن طهران الكبير، عن قلقها على صحة زوجها والظروف غير الإنسانية في السجن، مشيرةً إلى أن ماء الشرب مالح، وأن أنواعًا من الصراصير والبقّ قد سلبت السجناء راحتهم.

كما تحدثت عن سوء أوضاع الإقامة قائلةً إن عدة أسرّة وُضعت في مكان صغير، ويضطر أكثر من 10 سجناء للنوم على الأرض.

في الوقت نفسه، نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران مقطع فيديو يُظهر الظروف السيئة التي يعيشها السجناء في سجن طهران الكبير.

ومن جهة أخرى، نشر عدد من السجناء السياسيين بيانًا وصفوا فيه طريقة نقلهم بعد الهجوم الإسرائيلي، وأكدوا أن "الأوضاع المأساوية وغير الإنسانية التي يعيشها السجناء والسجينات المنقولون من إيفين إلى سجني قرتشك وطهران الكبير لم تتغير منذ اليوم الأول".

على النظام أن يضع حدًا للقمع الوحشي

في هذا البيان، الذي وقّعه عدد من السجناء السياسيين، من بينهم حسين شنبه‌ زاده، وأبو الفضل قدیاني، ومهدي محموديان ومطلب أحمديان، جاء أن على النظام أن يضع حدًا لـ"سياسة الترهيب، والقمع الوحشي، وفرض القيود، وحملات الاعتقال العشوائية في المجتمع".

وبالتزامن، أصدرت كل من غولرخ إيرائي، وريحانة أنصاري، ووريشه مرادي — وهنّ سجينات سياسيات نُقلن بعد الهجوم إلى سجن قرتشك ورامين — بيانًا مشتركًا، أكدن فيه: "لا نرى معاناتنا اليوم أشدّ مما فُرض على أبناء شعبنا".

وأضافت السيجينات السياسيات: "لأجل تحسين أوضاعنا — دون النظر إلى جرائمنا، ودون التمييز الجنسي — ابذلوا الجهد، واعلموا أن أولئك المفقودين تحت الأنقاض جراء الهجوم، وأولئك الذين لفظتهم دوّامة الحياة القاسية، أولى منا بالاهتمام".

شيرين عبادي تروي وقائع القمع العنيف للسجناء بعد قصف إيفين

وفي سياق متصل، حذر عدد من السجناء السياسيين في سجن طهران الكبير من أنهم سيلجأون إلى الإضراب عن الطعام والاعتصام إن استمرت الأوضاع الصحية السيئة وانعدام الإمكانات.

وفي منشور له على منصة "إكس"، شدّد الناشط السياسي حسين رزاق على الظروف اللاإنسانية في السجن، وحذّر من احتمال دخول السجناء السياسيين في إضراب عن الطعام.

أما الصحفي والناشط الحقوقي رضا أكوانیان، فقد صرّح لـ"إيران‌ إنترناشيونال" بأن تحذير السجناء السياسيين من الإضراب عن الطعام هو إنذار جادّ للسلطات، وأضاف: "الاعتصام والاحتجاج داخل السجن بسبب تردي الأوضاع ونقص الإمكانات هو وسيلة يملكونها، أما الإضراب عن الطعام فهو خيار خطير، لكنه الوسيلة الأخيرة لإيصال صوتهم".