اجتماعات جنيف.. وجمعة الغضب.. واستراتيجية إدارة المعركة

ركزت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم السبت 21 يونيو (حزيران)، على لقاء وزير الخارجية، عباس عراقجي، وأعضاء دول "الترويكا" الأوروبية في جنيف، وتداعيات الحرب مع إسرائيل، كما تناولت التجمعات المؤيدة للنظام، في عدد من المحافظات.
وتحت عنوان "حضور قاهر لخيبر في جمعة تاريخية" كتبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي: "سخر الشعب الإيراني العظيم والمتحضر من تهديدات العدو، وهدد ترامب ونتنياهو بالموت، عبر المشاركة في مسيرة جمعة الغضب والنصر التاريخية".
وعنونت صحيفة "اطلاعات" المحافظة المعتدلة: "صامدون حتى الموت لأجل إيران". وذكرت صحيفة "همشهري"، المحسوبة على بلدية طهران، أن "التضامن الشعبي مع القوات المسلحة ضد الصهاينة (الإسرائيليين)، أقوى من الصواريخ".
وتحت عنوان "تجمع أنصار الجمعة"، كتبت صحيفة "رسالت" الأصولية: "أيقظت مسيرة الشعب في جميع أنحاء البلاد وخاصة في طهران، الواهمين من غفلتهم، فالعقيدة العسكرية الإيرانية مبنية على الحضور في الميدان".
ونشرت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مقالاً للكاتب عباس حاجي نجاري، أكد فيه "أن وحدة وانسجام الشعب الإيراني، ظهخرت عبر المشاركة المليونية في مسيرة جمعة الغضب والنصر، بجانب التطورات الميدانية، واختراق الصواريخ الإيرانية بقوة دفاعات الأعداء متعددة الطبقات، جعل الكيان الصهيوني (إسرائيل) وحلفاءه يواجهون هزيمة مبكرة في هذه الحرب، واللجوء إلى دول أخرى، سعيًا لفرض ما يزعمونه سلامًا على الشعب الإيراني، لتحقيق الأهداف التي فشلت في تحقيقها الحرب".
ونقلت صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية، عن الأمين العام للحزب الديمقراطي، مصطفى كواكبيان، قوله:" كان الكيان الصهيوني (إسرائيل) يهدف من الهجوم على إيران إلى إسقاط النظام، لكنه فشل بتلاحم الشعب الإيراني".
وكتبت صحيفة "إيران" الرسمية: "الصمود من طهران حتى جنيف. وفي الوقت الذي تظاهر فيه الإيرانيون في مختلف المحافظات بجمعة الغضب والنصر ضد الاعتداءات الصهيونية (الإسرائيلية)، التقى وزير الخارجية، عباس عراقجي، والفريق الدبلوماسي الإيراني، الأطراف الأوروبية في جنيف، لضمان المصالح الوطنية للبلاد".
وعن لقاء وزير الخارجية ودول "الترويكا" الأوروبية، تساءلت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية عما إذا كان هدف الأوروبيين من هذه المفاوضات هو الملف النووي الإيراني وسط الحرب، أم الوساطة لإنهاء الحرب، وكتبت: "ما تم تأكيده في الجولة الأولى هو أن الطريق الدبلوماسي يمكن فتحه فقط بوقف العدوان، وعلى أساس عملية صادقة".
ويجسد لقاء جنيف، بحسب صحيفة "خراسان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، استراتيجية الدبلوماسية في ظل إدارة المعركة، التي تتبناها إيران في الظروف الراهنة؛ حيث تعكس تلك الاستراتيجية، التي تجمع بين القوة العسكرية والتقدم الدبلوماسي، نضج طهران الاستراتيجي في مواجهة الأزمات متعددة الأوجه".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": لماذا نحن منتصرون؟
نفى الكاتب عباس شمس علي، في صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، وجود انقسام بين الشعب والنظام، وكتب: "كان الصهاينة (الإسرائيليون) يعتمدون في جزء من استراتيجيتهم على إثارة الفوضى الاجتماعية وزعزعة الاستقرار، لكن الحياة تسير بشكل طبيعي، ولا ننسى أيضًا التقارير الذكية والمسؤولة من أبناء الشعب، والتي أدت إلى كشف واعتقال العديد من العملاء والخونة المرتبطين بالعدو".
وخاطب الذين ينتظرون نتائج هذه الحرب، قائلاً: "فليعلموا أن النصر حليف هذا البلد وشعبه، كما أن الدعم الجماهيري للرد القاسي والعقاب المؤلم للعدو المعتدي، كل ذلك سيؤدي إلى النصر النهائي بإذن الله؛ فالشعب الإيراني لن يغادر الساحة، لأنه واثق بالنصر وتحقيق وعد الله".
"سياست روز": الحرب الإعلامية أكثر مرارة وفتكًا
تطرق الكاتب فرهاد خادمي، عبر مقال نشرته صحيفة "سياست روز" الأصولية، للحديث عن الحرب الإعلامية، وكتب: "الحرب الإعلامية، أكثر مرارة من الحرب نفسها؛ إنها معركة صامتة، بلا رصاص، لكنها أكثر فتكًا.. هذه حرب لا تعرف حدودًا، لا عدو واضح لها، وضحاياها هم أولئك الذين، دون أن يدركوا، يشاركون في إشعال النار عبر الإعجابات وإعادة النشر".
وأضاف: "الجزء الأكثر مرارة ليس أن الأكاذيب كثيرة، بل إن بعض الناس لا ينتبهون للمحتوى المزيف والأكاذيب، التي يروجها أعداء إيران. لقد تعرض الناس لموجات من الأخبار المزيفة، لدرجة أنهم أصبحوا غير مبالين بالأصل. يمرون عليها، يتجاهلونها، أحيانًا يبدون رد فعل سطحيًا، لكنهم لا يتوقفون، لا يتساءلون، لا يدققون. وفي الوقت الذي تحاول فيه وسائل الإعلام المستقلة استخراج الحقيقة من تحت الأنقاض، أصبح إنستغرام وتويتر وتيك توك وقنوات التلغرام المجهولة ساحات للأكاذيب".
وتابع: "إذا كانوا في الماضي يقتلون الأجساد بالرصاص والقذائف، فإنهم اليوم يقتلون الأفكار بالنقر والمشاركة؛ فالمشكلة ليست فقط في الرقابة أو الدعاية، بل في مشروع تطبيع الكارثة.
والطريق الوحيد للنجاة هو الصحوة الجماعية.. واللامبالاة في هذه المعركة أخطر من الكذب؛ لأن الكذب يمكن فضحه، أما اللامبالاة فلا".
"هم ميهن": تحرك الدبلوماسية والميدان
أجرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، حوارًا مع بعض الدبلوماسيين، حول تأثير محادثات جنيف على التطورات الجارية؛ حيث أكد السفير الإيراني السابق في أذربيجان، محسن باك آئين، أن "توقعاتنا من هذه المفاوضات ليست استثنائية. ننتظر أن تقوم أوروبا والوكالة بواجباتهما الدولية دون تحيز. وأن تسعيا إلى تنفيذ مهامهما من المنظور الفني ومواثيق الأمم المتحدة والوكالة، واتخاذ موقف عادل ومنصف، وإلا فإن عملهما سيشجع الكيان الصهيوني (إسرائيل)".
وبدوره وصف الدبلوماسي الإيراني السابق في نيويورك، كورش أحمدي، لقاء جنيف بالإجراء الإيجابي، لكنه شدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة، وقال: "ما جرى في جنيف هو مسار جانبي. المسار الرئيس يمر عبر قناة التفاوض مع أميركا.. ليس للأوروبيين تأثير مباشر على إسرائيل التي هاجمتنا. خبرة السنتين الماضيتين على الأقل، مع أخذ الحرب على غزة في الاعتبار، تُظهر لنا أن واشنطن فقط هي التي لديها تأثير مباشر على تل أبيب".