عدم توسيع دائرة الحرب.. والعملاء أداة إسرائيل في الداخل.. وفشل الإعلام الرسمي

لا تزال عمليات تبادل القصف بين إيران وإسرائيل، تحتل صدارة الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الاثنين 16 يونيو (حزيران)، والترويج لفكرة التفوق الإيراني في هذه الحرب.
كما اهتمت الصحف بتصريحات القيادات العسكرية الجديدة بشأن الاستمرار في العمليات العسكرية، ومخاطر الحرب على الصحة النفسية للإيرانيين.
وتناولت الصحف تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في اجتماع الحكومة، والتي اتهم خلالها الولايات المتحدة بالتورط المباشر في الاعتداءات الإسرائيلية على إيران.
وكذلك حظى اجتماع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع سفراء ومندوبي البعثات الأجنبية والدولية في طهران، بنصيب وافر من اهتمام الصحف الإيرانية. وكتبت صحيفة "مردم سالاري" الأصولية، على لسان الوزير: "طهران لا تريد توسيع نطاق التوتر".
ونقلت عنه صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي: "سوف نستمر بقوة في دفاعنا المشروع".
وعلى لسانه وجهت صحيفة "جوان" الأصولية، تحذيرًا للعالم بعد قصف إسرائيل حقل غاز بارس الجنوبي في عسلوية: "تحذير من عالم بلا نفط هرمز".
كما تداولت الصحف تصريحات، القيادات العسكرية الجديدة، وكتبت صحيفة "همشهري" على لسان الجنرال رضا صياد المتحدث باسم مركز اتصالات الأركان العامة للقوات المسلحة: "تحذير للصهاينة، أهربوا".
في صحيفة "آرمان ملى" وعد القائد العام للقوات المسلحة، بالدفاع حتى الرمق الأخير عن استقلال ونظام ووحدة إيران. وتعليقًا على هذه الوعود كتبت صحيفة "جوان"، المحسوبة على الحرس الثوري: "التحرك السريع للقوات المسلحة، أظهر أن الخلفاء الجدد، الذين يتمتعون بحماس كبير وكفاءة عملياتية، سيجعلون أيام الصهاينة ولياليهم مظلمة وكئيبة".
كانت الصحف قد احتفت بتشديد وتيرة القصف الصاروخي الإيراني لإسرائيل وتغيير المعادلة لصالح إيران، ونجاح السلطات الإيرانية في اعتقال عدد من جواسيس إسرائيل في إيران.
في سياق آخر، أجرت صحيفة "شرق" الإصلاحية، حوارًا مع علي أصغر كيهان نيا، الأخصائي النفسي، حول المخاطر النفسية للحرب، وقال: "في حالة الحرب تتعرض أبسط الاحتياجات الإنسانية للهجوم، مما يخلق مخاطر متعددة على الصحة النفسية. وكلما زاد وعينا بهذه الأضرار، أصبحنا أكثر قدرة على إدارة المخاطر القادمة والتحكم فيها".
كما رصدت صحيفة "جمله" الإصلاحية، زيادة في أعداد هجرات الأفغان المقيمين في إيران، إلى أفغانستان نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": ليس تذمرًا ولكن شكوى ودية
دان حسين شريعتمدارى، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، تأخر الحكومات الإيرانية المتعاقبة تجاهل مقترحات الانسحاب من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، وإغلاق مضيق هرمز أمام سفن الدول المعادية، وتقييد وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المعلومات العسكرية الإيرانية.
وأعرب في الوقت نفسه عن ارتياحه لإدراج هذه المقترحات على أجندة البرلمان، وكتب: "نأمل أن يستفيد النواب المحترمون من موقعهم التشريعي، وقسم الدفاع عن حقوق الشعب والمصالح الوطنية، وإصدار تشريع باستخدام هذه الأدوات المشروعة، والمعترف بها دوليًا. فقد أصبح هذا الإجراء أكثر ضرورة من أي وقت مضى، خاصة في ظل الحرب الأخيرة".
وأضاف: "سيؤدي التحكم الإيراني في مضيق هرمز، إلى جانب باب المندب الذي يسيطر عليه أنصار الله في اليمن، إلى فرض ضغط خانق على الاقتصاد وإمدادات الطاقة لإسرائيل والدول الداعمة. لا ينبغي تفويت هذه الفرصة الحاسمة والمؤثرة".
"سياست روز": القتال هو الحل الوحيد المتبقي
بدأ الكاتب الصحفي "محمد صفري" مقاله في صحيفة "سياست روز" الأصولية، بطرح سؤال عن أسباب رد إيران على الهجوم الإسرائيلي؟ وكتب: "الآن نحن في حالة حرب، وعلى كل إيراني أن يقف إلى جانب بلده، ويرفع رايتها، ولا يسمح للعدو بتحقيق أهدافه. هناك حرب شاملة لا نعرف متى ستنتهي، لكننا يجب أن نؤمن بحقنا، فهذا الإيمان هو الذي سيؤدي في النهاية إلى النصر".
وأضاف: "الحرب مريرة، لكن هذه المرارة يفرضها علينا الأعداء الذين يحاولون الظهور بشكل الدبلوماسيين الأنيقين، لكنهم في الحقيقة مخادعون. فالنظام الإسرائيلي ليس وحيدًا، لكنه مدعوم من أنظمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وغيرها من الأطراف الداعمة لهذا النظام المزيف والمجرم".
وتابع: "لقد فشلت الدبلوماسية وسياسة الحوار في العالم منذ سنوات طويلة. ودعوات الحوار من جانب أعدائنا الذين يدعمون إسرائيل، نابعة عن ضعف، لأنهم يرون أن إيران ردت على عدوان النظام الصهيوني بقوة تفوق توقعاتهم، وما زالت تواصل ردها".
"خراسان": العملاء أداة إسرائيل في الداخل
أعدت صحيفة "خراسان" التابعة للحرس الثوري، قراءة عن أحداث طهران أمس، وكتبت: "من خلال المتابعات يتضح أن نسبة كبيرة من الأحداث الإرهابية أمس جاء من داخل الأراضي الإيرانية. وفي هذا المسار لا يركز الكيان الإسرائيلي على الأهداف العسكرية أو البنية التحتية فقط، وإنما التدمير الشامل والضرب بأي ثمن ممكن، وبأسلوب حرب الشوارع".
وأضاف التقرير: "بالنظر إلى حجم التفجيرات وغياب الطائرات، يمكن استنتاج أن العدو الآن يقوم بالهجوم على المناطق السكنية عن طريق تفجير السيارات. هذه التكتيكات التي تهدف إلى بث الخوف وإشعار الناس بالهزيمة. بالإضافة للاستفادة من العملاء المنافقين والخونة الذين ينفذون هذه العمليات".
وانتقد التقرير دور وسائل الإعلام الرسمية، وفشل الإذاعة والتليفزيون في مواكبة التطورات: "للأسف، ما شهدناه في الأيام الأخيرة كان تغطية إعلامية مجزأة وغير مركزة. وماتزال هيئة الإذاعة والتليفزيون تعمل دون خطة. فضلًا عن عدم وجود متحدث واحد حتى الآن للإعلان عن الأخبار، وقطع الطريق على ترويج الكيان الإسرائيلي للشائعات".
"اسكناس": كيف لإيران تجاوز أزماتها الاقتصادية؟
في حوار مع صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، أكد ميلاد أفشار، الخبير الاقتصادي ومحلل الأسواق المالية، معاناة الاقتصاد الإيراني من التضخم الجامح، والركود، وانخفاض الاستثمارات، وتراجع النمو بشكل ملحوظ، وقال: "انخفاض معدل مشاركة القوى العاملة، وضعف جذب الاستثمار الأجنبي، وهروب رؤوس الأموال، وانخفاض معدل الادخار الوطني، كلها مؤشرات تثبت أن جذور المشكلات ترتبط بغياب التخطيط الدقيق وإهمال القدرات الابتكارية".
واقترح للخروج من هذه الأزمة تصعيد كفاءات تتمتع بالقدرة على اتخاذ قرارات جرئية، وتابع: "اقتصاد إيران بحاجة إلى ثورة هادئة لكن جذرية. ومفتاح تجاوز هذه الأزمات في تجديد الدماء المقترن بالمعرفة والجرأة والتفاعل المستمر مع هيكل اقتصاد البلاد".