استهداف القواعد الأميركية.. وتغيير العقيدة النووية.. وإغلاق مضيق هرمز

تعددت رسائل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 15 يونيو (حزيران) ردًا على الهجوم الإسرائيلي، بين التحذير من خطورة الخروج على النظام، والدعوة إلى الاصطفاف الوطني، والمطالبة بالانسحاب من اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وإغلاق مضيق هرمز باعتبارها من أوراق طهران.
ودعا حسين شريعتمدار، مدير تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، إلى استهداف القواعد الأميركية بالمنطقة، وقال: "إن جميع الشواهد تؤكد أن إسرائيل ليست وحدها في هذا الموضوع، بل تحظى بدعم الولايات المتحدة أيضًا".
وطالب الكاتب محمد هادي صحرائي، عبر الصحيفة نفسها، باستمرار الضربات ضد إسرائيل حتى تحقيق النتيجة النهائية، وذكر: "اليوم هو يوم القتال ودعم مقاتلي الجيش والحرس الثوري.. وأحد أهم ساحات المعركة هو الفضاء الإلكتروني وإنتاج محتوى مؤثر ومفيد، وتجنب نشر أي شيء يضعف معنوياتنا أو يعزز العدو أو يكشف المناطق العسكرية".
وفي صحيفة "رسالت" الأصولية، دعا الكاتب غلام علي جعفر زاده أیمن آبادي، جميع التيارات والأحزاب، للحفاظ على الوحدة، وحذر الشعب من الانسياق وراء من سماهم بالخونة، وقال:" ليعلم الشعب الواعي أنه رغم كل الصعوبات والمظالم، لم يكن أي خائن للوطن خارج البلاد حريصًا على هذا البلد وشعبه، وكل هذه أمور داخلية سنتعافى منها عبر الدروس المستفادة".
وكانت وزارة الاستخبارات قد ناشدت الإيرانيين- حسب الصحف المحلية-بضرورة الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة لسيارات "البيك أب" أو الشاحنات الصغيرة، وحثت المواطنين على أخذ أي تحركات غير طبيعية لهذا النوع من المركبات على محمل الجد والإبلاغ عنها، خاصة إذا حدثت في أوقات غير معتادة من اليوم أو في أماكن حساسة.
وعلى سبيل التحفيز، نشرت صحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، صورة للطفل رايان قاسميان، ضحية الهجوم الإسرائيلي، وكتبت: "إن صورة هذا الرضيع البالغ من العمر شهرين، أصغر شهداء الهجمات الصهيونية (الإسرائيلية) على المناطق السكنية، ستظل محفورة في أذهان جميع الإيرانيين الوطنيين، كرمز للدفاع عن الوطن".
وفي المقابل، احتفت صحيفة "شهروند" الإصلاحية بخروج الإيرانيين لإحياء ذكرى عيد الغدير، وكتبت: "بيعة الغدير، ميثاق مع الوطن"، ونقلت صحيفة "سياست روز" الأصولية، عن أحد المشاركين قوله: "جئنا لنوجه لكمة إلى أمريكا وإسرائيل؛ حتى لا تمتد أيديهم مرة أخرى إلى بلادنا. يجب أن ننتقم بشدة، ونسوي إسرائيل بالأرض".
فيما دعا رئيس تحرير صحيفة "دنياي اقتصاد"، نويد رئيسي، إلى استخلاص الدروس من الحرب مع العراق، التي تسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة للجانب الإيراني، وأضاف: "يمكن للعقلانية الإيرانية أن تُحدث مسارًا مختلفًا من خلال استخلاص الدروس من الماضي، مع المقاومة".
وعلى الصعيد الاقتصادي، ذكرت صحيفة "آسيا" أن احتدام الصراع في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، تسبب في ارتفاع أسعار النفط بنسبة 7 في المائة، وهروب الأصول عالية المخاطر الاقتصادية.
ودعت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، إلى إغلاق مضيق هرمز، وذكرت أن "إغلاق هرمز سيغيّر كل المعادلات، بل قد يرتفع سعر البرميل مجددًا فوق 130 دولارًا. ولن يقتصر الأمر على النفط، فاضطراب الإمدادات سيدفع أسعار سلع استهلاكية أخرى للارتفاع، وتأثر الدول الأوروبية بشكل كبير".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"وطن امروز": الانسحاب من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي
ناقش الكاتب رضا رحمتي، عبر مقال نشرته صحيفة "وطن امروز" الأصولية، خيارات إيران للرد على الاستهداف الإسرائيلي للمنشآت النووية، وتساءل: "هل يمكن أن يكون انسحاب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ((NPT إجراءً مضادًا؟".
وأجاب الكاتب بنفسه في المقال ذاته: "بغض النظر عن الجوانب القانونية، قد يؤدي الانسحاب إلى التحرك بسرعة نحو تصنيع سلاح نووي، وتقويض شرعية البرنامج النووي السلمي الإيراني، وفتح الباب أمام إجراءات فردية أو جماعية من قِبل الدول المعادية".
وعن مخاطر هذه الاستراتيجية، أضاف: "قد لا تحظى إيران بدعم حلفائها بالكفاءة المطلوبة، فضلاً عن حساسية الغرب تجاه البرنامج النووي الإيراني، كما أن طهران لا تتمتع بمسافة أمنية كافية بعيدًا عن أعدائها، واعتماد الاقتصاد الإيراني على تصدير النفط والتجارة الدولية".
وختم بقوله: "ربما تكون الفترة الأكثر خطورة هي المرحلة بين الانسحاب من المعاهدة وتصنيع القنبلة النووية، لذا يجب على إيران إدارة هذه المرحلة بحذر، وإلا فقد يؤدي الانسحاب إلى نتائج عكسية. مع ذلك، يبدو أن إيران تتجه بشكل حتمي نحو الانسحاب من المعاهدة، وعلى المؤسسة العسكرية والسياسية الإيرانية الاستعداد لما بعد هذه الخطوة".
"خراسان": الأمن للجميع أو لا أحد
استخلص الكاتب مهدي خراتيان، في مقال له بصحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري، عددًا من نتائج الهجوم الإسرائيلي الأخير، وكتب: "لا بد من إعادة النظر في بروتوكولات الحماية الشخصية للعسكريين والقيادات البارزة، واستخدام طاقات الشعب في تحديد العناصر الخائنة وتحجيم دورها، وتوجيه رسالة عملية لكل الفاعلين الإقليميين والدوليين مفادها الأمن للجميع أو لا أحد، والحرص قدر الإمكان على تأمين مصادر قوية لسد الفجوات الاقتصادية والمعلوماتية والتجهيزية اللازمة لإدارة الحرب".
وأضاف أن "الانتصار في هذه الحرب مرهون باستخدام نماذج مبتكرة وخارجة عن حسابات العدو. كذلك من الواجب تغيير العقيدة النووية الإيرانية؛ خاصة بعد مهاجمة المنشآت النووية، بينما طهران منخرطة في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية".
"شهروند": وقت الاصطفاف الوطني للدفاع عن إيران
نشرت صحيفة "شهروند" الإصلاحية تقريرًا ضم آراء مجموعة من السياسيين الإيرانيين، تدعو جميعها للمحافظة على التماسك الوطني، وتجنب أي تحليلات أو نظيرات تدخل السرور على العدو.
وقال النائب البرلماني السابق، علي مطهري، في حديثه للصحيفة: "إن سلوك الولايات المتحدة بشأن هجمات إسرائيل خلال المفاوضات مخادع.. وسوف نتجاوز بإذن الله هذه المرحلة بكل فخر واعتزاز عبر الاتحاد الوطني والثبات".
وأكد الناشط السياسي الإصلاحي، محمد علي وكيلي، أن المفاوضات كانت لعبة للخداع.. والآن هو وقت التلاحم الوطني وليس الافتراضات والمماطلة.
وأضاف أمين عام حزب كوادر البناء، حسين مرعشي، للصحيفة نفسها أن "اليوم هو يوم الدفاع عن إيران العزيزة، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بحضور الشعب وتدابير وحكمة القادة".
بينما قال ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي، سعيد جليلي: "إن الأمة بوحدتها ستخيّب آمال الحاقدين".
"آرمان ملي": الحرب مستمرة
أجرت صحيفة "آرمان ملي" حوارًا مع محلل العلاقات الدولية، علي بيكدلي، لتحليل وتقييم الظروف المعقدة الراهنة، والذي أكد "أن الحرب ستستمر على الأقل في المدى القصير، ورد الفعل الإيراني سيعكس، من جهة أخرى، نظرتنا للمفاوضات".
وأشار بيكدلي إلى أن وزير الخارجية، عباس عراقجي، قد أعلن استبعاد التفاوض مع واشنطن في ضوء الأحداث الأخيرة. في المقابل، يحاول الأميركيون إظهار أن هذا النافذة لم تُغلق بعد، وأن هناك احتمالاً للوصول إلى نتيجة نهائية، حال انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات".
وأضاف أن "إسرائيل تتصور أن استمرار الهجوم سيجبر إيران على إعادة النظر في موضوع تخصيب اليورانيوم، وهو تصور خاطئ. ورغم أن تصاعد التوتر واستمرار الصراع قد يؤديان إلى الإضرار ببنيتنا التحتية، فإن الطرف الآخر لن يخرج بلا خسائر أيضًا".
واستدرك بيكدلي: "ولكن قد تعيد إيران النظر في بعض السياسات بما يتناسب مع المصالح الوطنية، ومراعاة الظروف في السياسات الجديدة، وعدم السماح لهذا النهج بفرض تكاليف جديدة على البلاد. علمًا بأن استمرار الوضع سيضعنا في مواجهة تحديات اقتصادية أكبر".