استخدام سلاح النفط.. وخفض التعاون مع الوكالة الذرية.. وأميركا تقود الحرب ضد طهران

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 17 يونيو (حزيران) بقصف إسرائيل مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، ودعوة المتشددين لاستغلال الفرصة للانتقام للضحايا، والقضاء التام على إسرائيل، واستغلال النفط باعتباره ورقة إيران الرابحة.
وامتدحت الصحف الإيرانية المختلفة شجاعة المذيعة الإيرانية سحر إمامي، التي أصبحت محل أنظار العالم بعدما تعرّضت لقصف إسرائيلي استهدف مبنى التلفزيون الإيراني خلال بث مباشر.
وتداولت جميعها صورة إمامي وهى ترفع أصبع السبابة، كناية عن التهديد والتحذير.
وأفردت صحيفة "صبح أمروز" الإصلاحية، الصفحة الأولى لصورة كاريكاتيرية لإمامي تحت عنوان: "هذا صوت الشعب الإيراني: الله أكبر". وفي الخلفية علم إيران، وصورة للشمس، على اعتبار أن التليفزيون الإيراني ينقل الحقيقة الواضحة كالشمس.
ومع دخول الحرب يومها الرابع، دعت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي، إلى استغلال هذه الفرصة في القضاء الكامل على إسرائيل، وكتبت: "الآن ليس وقت التراجع، ولا مجال للخوف أو التردد. وإذا قرع أولئك الذين أضاعوا الفرص لسنوات بالخيانة والمساومة، طبول الحذر، فسيظلون في عيون الشعوب خونة".
في سياق متصل، نشرت صحيفة "سياست روز" الأصولية، صور عدد من النساء ضحايا الهجمات الإسرائيلية، وكتبت: "لم يكن في الميدان، ولم يرتدين زي القتال، كن نساء وهدفًا للصواريخ الصهيونية.. الانتقام مطلوب".
واتهمت صحيفة "سازندكى" الإصلاحية، إسرائيل بقتل الأطفال، وكتبت: "استشهاد 20 طفلًا في عمارة سكنية واحدة، واستهداف المدنيين وغير العسكريين، هو وثيقة واضحة على جنائية وكذب الكيان الإسرائيلي المزيف".
على الصعيد الاقتصادي، صدق البرلمان الإيراني على اختيار علي مدني زاده وزيرًا جديدًا للاقتصاد.
وفي صحيفة "روز كار" الإصلاحية، أكد إحسان حسيني، الباحث في مجال الطاقة، أن النفط هو ورقة إيران الرابحة في حرب الطاقة مع إسرائيل، وكتب: "إحدى الأدوات التي يمكن من خلالها التحكم في سلوك إسرائيل هي اعتماد السوق المالية الأميركية على الأسعار العالمية للنفط".
ووفق صحيفة "جهان اقتصاد" تشير التقديرات إلى ارتفاع حصة الاقتصاد غير الرسمي في الناتج المحلي الإجمالي الإيراني مقارنة بالمتوسط العالمي. وتربط سارة محسني، الباحثة في الاقتصاد والأستاذة الجامعية، بين انتعاش الاقتصاد السري، وانعدام الثقة المتبادل بين المواطنين والمؤسسات الحكومية".
وردًا على مخرجات الجلسة الطارئة لمجلس حكام الوكالة، دعت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، إلى خفض مستوى التعاون مع الوكالة، وكتبت على لسان سيد جلال ساداتيان، السفير السابق ومحلل الشؤون الدولية: "في هذه المرحلة، لو لم تعلن الانسحاب من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، فستجعل العالم كله ضدك، وتلعب في ملعب إسرائيل".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": أميركا هي من تهاجم إيران وتقود الحرب
استفتح الدكتور محمد حسين محترم، مقاله بصحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني على خامنئي، باقتباس مقولة علي بن أبي طالب، وكتب: "لا تكن أنت البادئ بالحرب، ولكن إذا بدأوها واستفزوك للقتال، فاستجب لهم دون تردد، لأن الداعي للحرب ظالم، والظالم مهزوم في النهاية".
وأضاف: "رغم توهم الولايات المتحدة أن هذه نهاية الطريق لاتفاق وهمي، فإن قوى المقاومة تراه بداية النهاية للعصابة الإجرامية التابعة لأميركا في المنطقة! الحقيقة أن أميركا هي من هاجمت إيران عسكريًا. والرد الإيراني يجب أن يجعل ترامب المقامر يندم على مقامرته".
وحذر من "الانخداع بمواقف بعض الدول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا التي دعمت الهجوم، أو بعض الدول العربية التي سمحت للكيان الصهيوني باستخدام أجوائها. فاتصالاتهم مع المسؤولين الإيرانيين تهدف فقط إلى استطلاع الرأي. والتراخي سيزيد من التوتر".
وختم بقوله: "الشعب يطالب بتصفية قادة الكيان الصهيوني، وإشاعة جو من الرعب يجعل هذا النظام البائس يدفع الثمن".
"مردم سالارى": تقسيم العمل ومقامرة نتنياهو وترامب
تطرق الكاتب الصحفي طاهر جمشید زاده في صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية، لاستراتيجية أميركا وإسرائيل لإضعاف إيران، وكتب: "من الواضح للجميع أن الملف النووي كان مجرد ذريعة.
كانت الولايات المتحدة، تشغل طهران لتمنعها من الوصول إلى التكنولوجيا النووية. كانت استراتيجيتهم إضعاف إيران تدريجيًا حتى تنهار من الداخل دون حرب".
وأضاف: "المشكلة كانت أن إيران ما زالت صامدة وتمثل عقبة. لذا، تم تقسيم العمل على النحو التالي: تقوم أميركا بإشغال إيران بالمفاوضات، بينما تقوم إسرائيل، نيابة عن الغرب، بإجراء عمل عسكري يدفع إيران إلى حافة الهاوية".
وعن أسباب استهداف علي شمخاني قال: "لأنه كان الرجل الرئيسي الذي كان يدير المفاوضات خلف الكواليس، بينما كانت وزارة الخارجية وعراقجي يديران الجانب العلني من الدبلوماسية".
وطرح جمشيد سيناريوهين لمستقبل النزاع: "الأول: استمرار المواجهة العسكرية على الأرجح حتى نهاية الأسبوع الحالي، وأن رد فعل طهران في الأيام المقبلة سيلعب دورًا محوريًا وفعالًا في مسار التطورات. الثاني: تزايد الجهود خلف الكواليس بشكل كبير لاستئناف الدبلوماسية مرة أخرى؛ تحركات بدأتها بعض الدول العربية في المنطقة، ويبدو أنها تحاول الاحتواء والسيطرة على الوضع الراهن".
"جوان": الانتصار على إسرائيل بنظرية "الرعب"
في صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، تطرق الكاتب مهدي مولايي، عن أحد المفاهيم الاستراتيجية في تاريخ صدر الإسلام. وهي نظرية "النصر بالرعب".
وأضاف: "عند مراجعة الأدلة النفسية والسلوكية لإسرائيل في حروب غزة وجنوب لبنان والضفة الغربية، نجد إخلاء المستوطنات فورًا عند أي تهديد، الهروب إلى الملاجئ عند سماع صفارات الإنذار، الأزمات النفسية في الجيش، والانهيار الاجتماعي أمام العمليات الاستشهادية، كلها ليست ردود فعل حربية طبيعية، بل تعكس عقلية قومية تاريخية".
وتابع: "في المواجهة بين إيران وكيان الاحتلال الصهيوني، يمكن أن يكون كل ما يبث الرعب في الأراضي المحتلة استراتيجية فعالة: من إراقة الدماء إلى تدمير المنازل وصدى القصف وصوت صفارات الإنذار. فكل إنذار يهز ملايين المستوطنين الغاصبين ويلقي بهم في الشوارع مرعوبين.
وخلق حالة من الهشاشة النفسية لدى المحتلين والإرهابيين الصهاينة يمكن أن يكون، إلى جانب الصراع التاريخي بين الأمتين، الورقة الرابحة لجيش الإسلام في مواجهة اليهود، فـ"الرعب سلاح من أسلحة المؤمن!"
"اعتماد": الحرب تدخل مرحلة جديدة.. والمفاوضات هي الحل
دان فريدون مجلسي، خبير العلاقات الدولية والدبلوماسي السابق، في صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، استخدام الأصوليين مصطلح "الحل النهائي"، كوسيلة لإنهاء الحرب الحالية بين إيران وإسرائيل، وكتب: "استخدام هذا المصطلح المزعج، حتى لو كان بطريقة ساخرة أو تهكمية، قد يُفسر على أنه إشارة إلى ذلك مفهوم إبادة اليهود النازي، وتقليص لقضية سياسية-قانونية إلى نقاش تمييزي".
وأضاف: "حاليًا دخلت الحرب الطويلة والكبيرة بين إيران وإسرائيل مرحلة المواجهة العلنية. إيران الغاضبة من الخسائر البشرية والمادية، وإسرائيل الغاضبة من انهيار أسطورة منعتها، تتقدمان إلى مراحل جديدة من الحرب. رفضت طهران دعوة أميركا لاستئناف المفاوضات، وتنتظر نتائج الضربات الانتقامية الأكثر تدميرًا لإسرائيل. بينما تعتمد تل أبيب على الدعم العسكري واللوجستي الغربي لتوجيه ضربات أكبر لإيران".
ودعا إلى حل جذري للمشكلة واستئناف المفاوضات المعلقة عبر حلول عملية.
وتابع: "إحدى النقاط المطروحة في المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة كانت ضغوط ترامب لوقف التخصيب النووي تمامٍا. الآن، مع الأضرار التي لحقت بالمنشآت، سيتم تعليق التخصيب فعلياً حتى الإصلاحات. لكن اقتراح تشكيل كونسرسيوم دولي لإدارة منشآت نطنز وفوردو، بمشاركة شركاء إقليميين، تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد يكون حلًا".