خاص

وزير شؤون الشتات الإسرائيلي: "الأسد الصاعد" ثمرة سنوات من التخطيط.. وهذه مجرد بداية

أكد وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، أميخاي شيكلي، في مقابلة خاصة مع "إيران إنترناشيونال"، أن العملية التي تحمل الاسم الرمزي "الأسد الصاعد" ضد النظام الإيراني، نتيجة سنوات من التخطيط والإعداد، وتشكل بداية لما هو قادم.

وقال شيكلي، في حلقة الجمعة 13 يونيو (حزيران) من بودكاست "عين على إيران": "إن التحضير لهذه العملية استغرق سنوات. وإن نجاحها هو ثمرة جهود مضنية من أجهزة استخبارات الجيش الإسرائيلي والموساد، وآلاف الأشخاص الآخرين".

وأضاف الوزير الإسرائيلي، دون أن يذكر تفاصيل عن العملية أو مسارها المستقبلي: "هذه مجرد البداية".

وأشار شيكلي إلى استمرار الهجمات الإسرائيلية، موضحًا لـ "إيران إنترناشيونال" أن هدف هذه العملية ليس تغيير النظام، بل منع إيران من الحصول على قدرة نووية. مضيفًا: "رغم أن كثيرًا من الإيرانيين طلبوا من إسرائيل مساعدتهم في إسقاط النظام، فإن التغيير الحقيقي يجب أن ينبع من داخل البلاد".

وخاطب الإيرانيين بقوله: "حان الوقت لاقتناص هذه اللحظة واستعادة وطنكم من قبضة الحرس الثوري. فهل ستغتنمون هذه الفرصة لتغيير مسار التاريخ أم لا؟".

الأسد الصاعد

أوضح شيكلي أن اسم العملية "الأسد الصاعد" مستمدّ من نص توراتي، ومن آية في سفر العدد (الكتاب الرابع في التوراة)، والتي تنصّ على: "شعب كالأسد ينهض، وكالليث ينتصب، لا يهدأ حتى يفترس".

وختم قائلاً: "نحن نؤمن بأن هذه ليست لحظة أمنية فحسب، بل لحظة للتاريخ المشترك ولسلام مستقبلي".

وجدير بالذكر أن الضربات الجوية الواسعة، التي شنّتها إسرائيل على إيران، قد أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 20 من كبار قادة الحرس الثوري، وعدد من الخبراء في البرنامج النووي الإيراني، كما استُهدفت عدة مواقع عسكرية وصاروخية في البلاد.

وردّت إيران، حتى فجر يوم السبت 14 يونيو، بثلاث موجات من الهجمات، أطلقت خلالها أكثر من 300 صاروخ باتجاه إسرائيل، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص ومقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.

وفي الموجة الأولى من الهجمات، استُهدفت مواقع نووية رئيسة مثل "نطنز" و"فردو"، لكن تقارير تشير إلى أن البنية التحتية النووية الإيرانية منتشرة في عشرات المواقع الأخرى.

وبحسب التقييمات الإسرائيلية وتصريحات مسؤوليها، فإن ضرب كل ما تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا، يتطلب هجمات إضافية.

دبلوماسية بعد الدمار

قال الضابط السابق في الجيش البريطاني، أندرو فوكس، في حديث لـ "إيران إنترناشيونال"، إن "الهجمات الإسرائيلية صُممت بحيث تتجنب تدمير القيادة العليا للنظام الإيراني بالكامل"، موضحًا أن هذه الهجمات كانت حاملة لرسائل أكثر من كونها بداية لحرب شاملة.

وأضاف أنه لو كانت إسرائيل تنوي فعلاً تغيير النظام، لكان المرشد الإيراني ورئيس البلاد من بين الأهداف الأساسية.

وشدد فوكس على أن تغيير النظام قد يظل هدفًا طويل المدى، لكن الأولوية الإسرائيلية الفورية واضحة: "الهدف القصير المدى هو منع إيران من امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي".

ورجّح أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سيستغل هذه العملية الإسرائيلية كعامل استراتيجي لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، بعد أن وصلت الضغوط السياسية والاقتصادية إلى طريق مسدود.

وتابع فوكس: "إن ترامب يتحدث عن إعطاء إيران فرصة أخرى للاتفاق.. هذه هي الصفقة التي أبرمتها إسرائيل مع واشنطن".

وأوضح أن ما يحدث يعكس نمطًا متكررًا: "عندما تفشل العقوبات والدبلوماسية في تغيير سلوك طهران، يتم اللجوء إلى العمل العسكري كملاذ أخير، ليس بالضرورة لبدء حرب، بل لإعادة ضبط شروط اللعبة الدبلوماسية".

أضعف لحظات النظام الإيراني

أكد محلل شؤون الشرق الأوسط ومستشار جهات دفاعية في الولايات المتحدة وإسرائيل، إريك ماندل، في بودكاست "عين على إيران"، أن هذه اللحظة تمثل أضعف وضع يمرّ به النظام الإيراني منذ تأسيسه عام 1979، وتُعد من أبرز المحطات في التاريخ المعاصر لإيران والمنطقة.

وقال ماندل، مدير شبكة معلومات وسياسات الشرق الأوسط (MEPIN)، لـ "إيران إنترناشيونال": "إن إيران تمرّ اليوم بأضعف حالاتها خلال 46 عامًا".

وأضاف أن ترامب يواجه الآن قرارًا تاريخيًا: إما الانكفاء إلى العزلة، أو استغلال الضربات العسكرية الإسرائيلية لإحداث تغيير استراتيجي بعيد المدى.

وأردف: "السؤال الرئيس ليس ماذا ستفعل إسرائيل، بل ماذا سيفعل الرئيس ترامب بما قدمته له إسرائيل".

وأشار ماندل إلى أن أحد الخيارات المطروحة هو شنّ هجوم أميركي على موقع تخصيب اليورانيوم المحصن في عمق الأرض.

وتابع قائلاً: "هل ستقوم الولايات المتحدة بالرد؟ وهل سيتواصل الرئيس مع قاعدة دييغو غارسيا الجوية؛ حيث تتمركز قاذفات B-2 المزودة بقنابل خارقة للتحصينات، لاستهداف الموقع الوحيد المتبقي.. منشأة فردو المدفونة بعمق؟".