دور بارز لـ"الموساد".. إسرائيل تكشف تفاصيل هجومها الواسع على إيران

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمنية، تفاصيل جديدة حول الهجوم الواسع، الذي شنته إسرائيل فجر الجمعة 13 يونيو (حزيران) ضد أهداف في إيران، مشيرة إلى الدور المحوري لجهاز "الموساد" في التخطيط والتنفيذ.

ووفقًا لهذه التقارير، فقد قام عناصر من الموساد خلال الأشهر الماضية بالتسلل إلى داخل الأراضي الإيرانية، وإنشاء قواعد في مناطق مفتوحة وقريبة من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية. تضمنت هذه القواعد صواريخ موجهة بدقة وطائرات دون طيار انتحارية، تم تفعيلها في ليلة الهجوم بشكل متزامن من داخل إيران، مستهدفة أنظمة الدفاع الجوي الإيراني.

وبحسب مصدر أمني، فإن هذه العملية نُفذت بتعاون واسع بين "الموساد" والجيش الإسرائيلي والصناعات الدفاعية الإسرائيلية، واستندت إلى معلومات دقيقة عن شخصيات أمنية ونووية في إيران.

وذكر أن الهدف الرئيس للعملية كان إضعاف البنية الصاروخية الاستراتيجية وقدرات الدفاع الجوي للنظام الإيراني.

وقد تم تنفيذ العملية عبر ثلاثة محاور رئيسة:

المحور الأول: تمثل في نشر أنظمة صواريخ دقيقة بشكل سري من قِبل قوات "كوماندوز" تابعة للموساد في مناطق وسط إيران؛ حيث تم تفعيلها بالتزامن مع الضربات الجوية الإسرائيلية وأُطلقت نحو أهداف محددة.

المحور الثاني: استخدمت فيه مركبات خاصة لنقل معدات هجومية، أطلقت نيرانها في الهجوم الليلي نحو أنظمة الدفاع الجوي الإيراني.

المحور الثالث: يتعلق بطائرات بدون طيار انتحارية كانت متمركزة في قاعدة قرب طهران منذ فترة طويلة قبل الهجوم، وتم إطلاقها خلال العملية.

وأكد المصدر الأمني أن "تخطيط هذه العملية استغرق شهورًا، وكان يتطلب تعاونًا استخباراتيًا وفنيًا وتنفيذيًا واسع النطاق داخل العمق الإيراني".

وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن فجر اليوم الجمعة 13 يونيو، أنه بدأ عملية جوية واسعة النطاق ضد البرنامج النووي الإيراني. وذكر أن سلاح الجو استهدف عشرات المواقع في مختلف أنحاء إيران، مرتبطة بالبرنامج النووي والمنشآت العسكرية.

وجاءت تلك العملية تحت اسم "قوة الأسد".

وأضاف بيان الجيش الإسرائيلي أن "إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصّب لإنتاج عدة قنابل نووية خلال أيام قليلة، ويجب علينا مواجهة هذا التهديد الفوري".

كما أكد الجيش أن صافرات الإنذار التي دوّت قبل لحظات في مناطق مختلفة من إسرائيل، أُطلقت كإجراء احترازي تحسبًا لأي رد محتمل من الجانب الإيراني.

مقتل كبار القادة الإيرانيين

بحسب وسائل إعلام حكومية إيرانية، فقد تأكد مقتل كل من القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، ورئيس الجامعة الأهلية وأستاذ الفيزياء، محمد مهدي طهرانجي، والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، فريدون عباسي.

وأكدت وكالة تسنيم، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مقتل قائد مقر "خاتم الأنبياء"، غلام علي رشيد، في الهجمات الإسرائيلية.

كما أفادت مصادر مطلعة لـ "إيران إنترناشيونال" بأن علي شمخاني، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والمستشار السياسي لعلي خامنئي، قُتل في الهجوم الإسرائيلي.
ووفقًا للفيديوهات التي وصلت إلى "إيران ‌إنترناشيونال" والتقارير المنشورة، فقد تم استهداف وتدمير منزل رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، فريدون عباسي، خلال هذا الهجوم.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، كان من بين أهداف الهجوم الإسرائيلي.

وكان مسؤول إسرائيلي قد صرّح لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن أهداف الهجوم شملت منازل المسؤولين العسكريين والسياسيين في النظام الإيراني.

وأفادت وكالة "فارس"، التابعة للحرس الثوري، بأن عدة وحدات سكنية في مدينة محلاتي، الواقعة في شرق طهران، كانت هدفًا للهجوم. وتُعرف هذه المنطقة بأنها مقر سكن كبار القادة العسكريين الإيرانيين وعائلاتهم.

وفي أول رد فعل على الهجوم الإسرائيلي، قال علي لاريجاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني، علي خامنئي، ردًا على سؤال حول كيفية رد إيران على الولايات المتحدة: "لا ضرورة لكشف ذلك علنًا الآن".

وأضاف: "قادتنا العسكريون سينفذون ما عليهم، ولكن الأميركيين سيدفعون ثمن تصرفاتهم الهزلية".