"نيويورك تايمز": مسؤولو النظام الإيراني لم يتوقعوا الهجوم الإسرائيلي قبيل المفاوضات

صرّح 6 مسؤولين إيرانيين كبار وعضوان من الحرس الثوري، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بأن مسؤولي النظام لم يتوقعوا هجومًا قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات النووية، وأن هذا الخطأ كان سببًا في الخسائر الجسيمة، التي ألحقتها الغارات الجوية الإسرائيلية.
وبحسب هؤلاء المسؤولين، فإن النظام الإيراني اعتبر التحذيرات الدولية والتقارير الإعلامية، التي تحدّثت عن احتمال وشيك لهجوم، مجرد دعاية نفسية إسرائيلية تهدف إلى ممارسة الضغط على إيران قبيل المفاوضات.
وبناءً على هذا التصوّر، تم تجاهل الإجراءات الاحترازية، التي سبق وضعها؛ تحسبًا لسيناريو الهجوم.
وبحسب تقرير "نيويورك تايمز"، فإن من بين نتائج هذا الإهمال، بقاء قادة كبار في الحرس الثوري داخل منازلهم الخاصة.
وقد عقد قائد القوة الجو- فضائية للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، اجتماعًا طارئًا مع عدد من كبار ضباطه في إحدى القواعد العسكرية بطهران. ولكن هذا الاجتماع عُقد خلافًا للتعليمات الأمنية، التي تمنع تركّز القادة في موقع واحد، واستُهدف المكان بغارة مباشرة من مقاتلات إسرائيلية، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا فيه.
ردود أفعال مسؤولي الحرس الثوري على الهجمات الإسرائيلية
في رسائل نصية تبادلها مسؤولون كبار في النظام الإيراني، وحصلت عليها "نيويورك تايمز"، أبدى بعضهم غضبًا كبيرًا بسبب العجز عن الرد على الهجمات، متسائلين: "أين دفاعاتنا الجوية؟ كيف لإسرائيل أن تضرب أي مكان تشاء ونحن لا نفعل شيئًا؟".
ووفقًا للتقرير، فقد عقد المرشد الإيراني، علي خامنئي، اجتماعًا طارئًا مع المجلس الأعلى للأمن القومي قبيل خطابه التلفزيوني، أمس.
وقال مصدران مطلعان للصحيفة إن خامنئي طالب في هذا الاجتماع بـ "انتقام قاسٍ"، لكنه في الوقت ذاته حذّر من "التحرك بعجلة".
وقد شهد الاجتماع خلافات جدية حول كيفية وتوقيت الرد العسكري؛ حيث أبدى بعض المسؤولين شكوكهم حيال الانخراط في حرب شاملة مع إسرائيل، مشيرين إلى الأضرار الجسيمة، التي لحقت بالبنية التحتية الصاروخية والدفاع الجوي للبلاد.
المناطق والمراكز الإيرانية المستهدفة في الهجوم الإسرائيلي
وبحسب أحد أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، فإن استهداف إسرائيل منشآت حيوية، مثل محطات الطاقة أو شبكات المياه والكهرباء، قد يؤدي إلى اندلاع احتجاجات داخلية في البلاد.
وذكر عضو في الحرس الثوري الإيراني، مطّلع على ما جرى في الاجتماع لـ "نيويورك تايمز"، أن "المسؤولين باتوا يدركون بوضوح أن خامنئي يقف عند مفترق طرق في قيادته الممتدة منذ 40 عامًا، وعليه أن يقرر: إما الدخول في حرب باهظة الكُلفة- قد تفضي إلى سقوط النظام- أو التراجع، وهو ما سيُعتبر فشلاً، سواء داخليًا أو خارجيًا".
وقد استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية، أمس الجمعة 13 يونيو (حزيران)، ما لا يقل عن 20 قائدًا رفيع المستوى في الحرس الثوري، وعددًا من المراكز العسكرية في مناطق مختلفة من إيران.
ونقلت مصادر مقرّبة من الحرس الثوري أرقامًا غير رسمية، أفادت بإصابة 329 شخصًا ومقتل 78 في العاصمة طهران وحدها.
وفي تصريح أدلى به يوم أمس الجمعة، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفي دفرين، أن أكثر من 200 موقع داخل إيران قد تم استهدافه.
وأكد دفرين أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد أي رد انتقامي من جانب النظام الإيراني، دون الحاجة إلى مساعدة حلفائها.