"بوليتيكو": جمهوريون أميركيون يطلقون حملة ضغط لثني ترامب عن التفاوض مع طهران

أفادت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن مجموعة مؤثرة من الجمهوريين الأميركيين بدأت حملة ضغط لثني الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مواصلة السعي للتوصل إلى اتفاق نووي مع النظام الإيراني، ودفعه بدلاً من ذلك لتفويض إسرائيل بشن هجوم على طهران.

وأشارت الصحيفة، يوم الثلاثاء 10 يونيو (حزيران)، أنه في الوقت نفسه، يسعى مؤيدو ترامب لمواجهة هذه الضغوط ودعم المسار الدبلوماسي الذي يقوده ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب في المفاوضات.

ووفقاً للتقرير، أخبر مارك لوين، مقدم البرامج الإذاعية المحافظ، ترامب خلال مأدبة غداء خاصة يوم الأربعاء الماضي أن إيران على بعد أيام قليلة فقط من تصنيع قنبلة ذرية.

ووفقاً لقول مسؤول في الاستخبارات وأحد حلفاء ترامب، فإن تصريحات لوين تتعارض مع تقييمات فريق الاستخبارات الخاص بترامب وتعتبر غير صحيحة.

وطالب لوين ترامب بالسماح للحكومة الإسرائيلية بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية، وهو إجراء سبق أن أخبر ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه قد يضر بالدبلوماسية.

كانت إسرائيل قد أكدت للولايات المتحدة في 5 يونيو (حزيران) أنها لن تهاجم مواقع النظام الإيراني عسكرياً طالما لم تفشل المفاوضات مع طهران رسمياً.

ويواصل لوين منذ فترة هجومه العلني على ويتكوف، الصديق القديم لترامب.

من جهة أخرى، ينظر الموالون لحركة "ماغا" بعين الريبة إلى وسائل إعلام روبرت مردوخ، خاصة صحيفة "نيويورك بوست"، التي وصفت ويتكوف في وقت سابق بأنه "الناطق باسم قطر".

وأثارت هذه الاتهامات غضب بعض أعضاء الدائرة المقربة من ترامب، الذين يرونها محاولة لتقويض المفاوضات.

في الوقت نفسه، وبحسب مصدر مطلع، عبر مردوخ في محافل خاصة عن استيائه من جهود ويتكوف لدفع المفاوضات قدماً.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لبوليتيكو: "إنهم يحاولون دفع الرئيس إلى اتخاذ قرار لا يريده بنفسه".

وأضاف: "من الواضح تماماً أن هناك ضغوطاً لشن حرب مع إيران، في مقابل أولئك الذين يتماشون أكثر مع وجهة نظر الرئيس ويعلمون أنه الشخص الذي تمكن من جلب إيران إلى طاولة المفاوضات".

بعد ساعات قليلة من لقاء لوين مع ترامب، اتهم تاكر كارلسون، مقدم "فوكس نيوز" السابق، الذي أُطلع على محتوى الاجتماع من مصدر مطلع، لوين على منصة "إكس" بمحاولة جر الولايات المتحدة إلى الحرب بالقوة.

وكتب كارلسون: "لا توجد معلومات موثوقة أو ذات مصداقية تشير إلى أن إيران اقتربت من صنع قنبلة أو أن لديها خططاً لذلك. لا شيء".

وأضاف: "فلماذا يصرخ لوين مجدداً بشأن أسلحة الدمار الشامل؟ لأن الهدف الحقيقي مختلف: تغيير النظام... إرسال الشباب الأميركيين إلى الشرق الأوسط للإطاحة بحكومة أخرى".

وقال أحد المستشارين المخضرمين لترامب: "لوين ومردوخ دائماً في أذن ترامب، لكنني أعتقد أن هذا الأسلوب سينقلب ضدهم، لأنني أعرف ترامب. عندما يتخذ قراراً، قد يتأثر إذا جئت من زاوية أخرى لاحقاً، لكن إذا ضغطت باستمرار، فإنه يصبح أكثر عناداً".

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لـ"بوليتيكو": "الرئيس دائماً مستعد للاستماع إلى آراء مجموعة واسعة من الأشخاص في أي موضوع، لكنه في النهاية هو صانع القرار النهائي".

وأضافت: "فيما يتعلق بإيران، أوضح الرئيس ترامب رأيه بوضوح: إنه يرغب في التفاوض والتوصل إلى اتفاق، لكن إذا جعلت إيران التوصل إلى اتفاق مستحيلاً، فإن لدى ترامب خيارات أخرى على الطاولة".

وقال ترامب في 17 مايو (أيار) إنه سيجد حلاً مع النظام الإيراني، سواء بالعنف أو بدونه.

وفي حال فشلت المفاوضات النووية، سيزداد احتمال شن الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو كليهما، عملية عسكرية ضد النظام الإيراني.

ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة في خطوة أولى أن تكثف الضغوط الاقتصادية على النظام الإيراني لمحاولة إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، وهي استراتيجية يدعمها بعض الجمهوريين حالياً في جلسات خاصة.