أشار البرلماني الإيراني عليأصغر نخعی راد، إلى أهمية المفاوضات، قائلا: "التخصيب بنسبة 60 في المائة خط أحمر لإيران، ولا ينبغي التراجع عنه ولو بنسبة واحد في المائة".
وتابع قائلًا: "التراجع عن المواقف المبدئية لا يؤدي إلا إلى تمادي العدو، وعلى وزارة الخارجية أن تدخل المفاوضات بلغة العزة والكرامة".


تداولت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم السبت 7 يونيو (حزيران)، بشكل مكثف، تصريحات المرشد على خامنئي، والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ووزير الخارجية، عباس عراقجي، ورئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، وخلفيات الإطاحة بوزير الاقتصاد المعزول، ومقتل إلهه حسين نجاد.
وقد اهتمت الصحف بخطاب المرشد على خامنئي، في ذكرى وفاة مؤسس النظام الإيراني، آية الله الخميني، والذي خاطب فيه الولايات المتحدة، بقوله: "ما شأنكِ بإيران". مضيفًا: "لن نتخلى عن التخصيب"، وطالب بطرد أميركا وإسرائيل من المنطقة.
وتساءل محسن مهديان، رئيس التحرير المسؤول بصحيفة "همشهري"، المحسوبة على بلدية طهران: "لماذا يجب على شعبنا أن يستأذن من الآخرين لتقدم بلده؟ وبأي حق يتدخلون؟".
وبدوره قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان: "لا توجد قوة تحول دون تقدم إيران". وأضاف: "سوف نتجاوز العقوبات بالاعتماد على الشعب".
كما أشارت الصحف الإيرانية إلى تحذير وزير الخارجية، عباس عراقجي، لدول "الترويكا الأوروبية" بشأن الرد الإيراني الحاسم تجاه أي اعتداء على حقوقها، وأكد: "سوف تدور أجهزة الطرد المركزي بشكل أسرع".
ومن جانبه، شدد رئيس اللجنة النووية في البرلمان الإيراني، حسين قشقاوي، على ضرورة بقاء استمرار عمليات تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وأن المفاوضات ساهمت في كشف نفاق وازدواجية الولايات المتحدة الأميركية.
وذكرت صحيفة "جمهورية إسلامي" الأصولية أن "مقترح تشكيل اتحاد نووي، لا يختلف عن حرمان إيران من الصناعة النووية، وأي مقترح لا يتضمن تخصيب اليورانيوم داخل إيران غير مقبول، ويمثل نوعًا من الخداع".
وفي شأن متصل، قال محلل العلاقات الدولية، صباح زنكنه، في تصريحات لصحيفة "آرمان ملي"، إن مشاركة إيران في اتحاد نووي يتطلب ضمانات".
ونقلت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، عن مدير عام قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأسبق، قاسم محب علي، قوله: "إن التخصيب هو التحدي الرئيس للاتفاق، وزيادة ضغوط الوكالة على طهران تأتي في إطار مساعي الغرب لإغلاق الملف النووي الإيراني".
كما أشار خبراء لصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، إلى أن تقرير الوكالة الدولية يشير، بجانب التهديد بتفعيل آلية الزناد، إلى تحرك الغرب لانتزاع أقصى امتيازات من إيران، وأن الوصول إلى اتفاق شامل سيكون معقدًا ويستغرق وقتًا طويلاً.
ودعا رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، في جلسة عمل برلمانات منظمة "بريكس" بالبرازيل، إلى إنشاء نظام جديد وعادل، واقترح تشكيل مجموعة عمل برلمانية لدول المنظمة لدراسة سبل إقامة نظام عالمي متعدد الأطراف.
وفي الشأن الاقتصادي، نقلت صحيفة "روزكار" الإصلاحية، عن خبير البورصة، ردين آقابزرككي قوله: "إن زيادة المخاطر الناجمة عن الأخبار السياسية والشائعات تسببت في استمرار ضعف تدفق السيولة إلى السوق، وتقييد حركة التداول على المدى القصير".
وحذرت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية من تفاقم الفقر والفجوة الطبقية، وكتبت: "في ظل العقوبات الخارجية، ساعدت الفجوة الشديدة في الدخول والطبقات، في تحقيق شرائح من المجتمع ثروات طائلة، بينما أصبحت شرائح أخرى أكثر فقرًا".
ونقرأ المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"همدلي": زلزال همتي.. مائة يوم بعد الإحاطة
نشرت صحيفة "همدلي" الإصلاحية، مقتطفات من حوار وزير الاقتصاد المعزول عبد الناصر همتي، إلى التلفزيون الإيراني، والتي قال فيها: "لم أكن أرغب حقًا في الدخول في صراع مع البرلمان. السبب في أنني لم أستغل العشرين دقيقة المخصصة لي هو أنني رأيت أنه لا فائدة من ذلك. كنت أعرف أنهم قرروا إسقاطي، فلماذا آتي لأقدم معلومات الدولة، وأقول شيئًا قد يزعج البعض؟ كان بإمكاني أن أذكر أمثلة وأقول: النائب الفلاني يطلب مني تعيينه مديرًا عامًا في مكان ما، والنائب الفلاني يريد منحه إدارة شركة معينة. الجميع كانوا يريدون ذلك".
وأضاف:" هل كان عليّ أن أجلس في البرلمان وأذكر كل هذه الأسماء واحدًا تلو الآخر؟ هذا ليس مناسبًا. هل كان عليّ أن أهاجم البنك المركزي؟ ليس من الصحيح أن أهاجم البنك المركزي. عمّن أتحدث إذن؟ من الطبيعي أن تُدان ويقولوا إنك لم تستطع تقديم إجابة".
"آرمان ملى": الأزمات الاقتصادية سبب تكرار الجرائم
أجرت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية حوارًا مع خبير علم الجريمة والرئيس السابق لنقابة المحامين، علي نجفي توانا، حول مقتل الشابة الهه حسين نجاد؛ حيث أكد أن "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، جميعها تؤثر في طبيعة المعايير المضادة للمجتمع.
عندما يتدهور الوضع الاقتصادي وتنخفض دخول الأفراد، وتزداد البطالة، ويرتفع التضخم، وتضيق سبل العيش، يزداد الميل إلى خرق القانون؛ حيث إن الفقر والفساد والتمييز تخلق الجريمة".
وأضاف: "نحن من بين الدول، التي تشهد عنفًا بأشكال مختلفة، إلا أن المجتمع فقد تدريجيًا حساسيته تجاه هذه الأنواع، وأصبح معتادًا عليها. لكن لا تزال الحساسية قائمة بالنسبة للعنف الجسدي والجنسي ضد النساء، بل وتزداد مع تكرارها. كما لا يجب أن ننسى أن عدد الجرائم الجنائية والسجناء لدينا يضعنا بين أعلى الدول في الجدول. الحادثة التي وقعت للسيدة حسين نجاد مؤخرًا تحدث يوميًا، لكن بسبب حساسية وسائل التواصل الاجتماعي ونوعية الجريمة، زادت الحساسية تجاه هذه الحالة".
وبسؤاله عن وجود استعداد للإجرام في إيران، أجاب: "نعم، نحن نواجه نوعًا من أزمة ظاهرة الإجرام. إذا قمنا بتصنيف الجرائم المرتكبة في إطار ومخطط معين، سنصل إلى مخطط تحتل فيه الجرائم المالية الصدارة، تليها الجرائم العنيفة ضد الأشخاص، ثم الجرائم ضد الأخلاق العامة، والجرائم ضد القيم المعنوية للأفراد، وأخيرًا الجرائم السياسية".
"ابرار اقتصادي": تغير المناخ يهدد الأمن الغذائي في إيران
وفقًا لصحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية، فلم تعد أزمة تغير المناخ تستهدف القطاع الزراعي والموارد الطبيعية، بل أصبحت تهدد الأمن الغذائي للبلاد، فقد يؤدي استمرار سوء إدارة تغير المناخ والموارد المائية، إلى انخفاض الإنتاج الزراعي في المستقبل القريب. وبرزت مع تسارع وتيرة التصحر في الأراضي الإيرانية، المخاوف بشأن نضوب الموارد المائية الجوفية وانخفاض الإنتاج الزراعي في المستقبل غير البعيد".
وكان تقرير المركز الإحصائي الإيراني لعام 2024، قد كشف عن انخفاض نسبة المساحة الزراعية من 18 مليونًا إلى 15.43 مليون هكتار؛ حيث يتسبب التغير المناخي في تصحر مليون هكتار سنويًا.
وللتغلب على هذه المشكلة اقترح عضو الهيئة العلمية ومدير مجموعة الجفاف وتغير المناخ في معهد أبحاث حماية التربة وإدارة الأحواض المائية، مهران زند، إنشاء نظام لرصد الجفاف والإنذار المبكر، وإدارة زيادة إنتاجية المياه، وتطوير الزراعة في البيوت المحمية، واستبدال إدارة المخاطر بإدارة الأزمات، واستخدام التقنيات الحديثة، وتحسين الأساليب القديمة، والتخطيط الدقيق، واتخاذ قرار وطني جاد لتجاوز هذا التحدي، بالإضافة إلى تنفيذ الزراعة الذكية مناخيًا في مراحل الزراعة والرعاية والحصاد.
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقدَّم إلى مجلس المحافظين، تحت عنوان "اتفاقية الضمانات في إطار معاهدة عدم الانتشار النووي" (NPT)، وأفادت بأن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة لا يُعدّ محظورًا وفقًا للمعاهدة.
وأضافت الصحيفة أن عمليات التخصيب ومخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تجري تحت إشراف ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما أشارت الصحيفة إلى تقرير الوكالة بشأن وجود مواد نووية غير معلنة أو أجهزة ملوثة بشدة نتيجة برنامج نووي غير مُعلَن، وذكرت الصحيفة أن "الأجهزة الأمنية الإيرانية اكتشفت مؤخرًا دلائل جديدة تشير إلى أن أعمال تخريب أو هجمات عدائية ربما كانت السبب في تلويث تلك المواقع".
قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي: "لن نضع مبدأ الصناعة النووية وتخصيب اليورانيوم على طاولة التفاوض، والحفاظ على التكنولوجيا النووية وتطويرها من أهم أهداف الدولة والنظام، ولا يمكن التنازل عنها".
وأكد أن "التفاوض لم يكن ولن يكون على مبدأ الصناعة أو حق التخصيب في إيران"، مضيفاً: "قد نتفاوض حول نسبة التخصيب، لكن لا ينبغي للولايات المتحدة أن تساوم أو تصرّ على مبدأ الصناعة النووية نفسها".

قال ولي الله سيف، الرئيس السابق للبنك المركزي، إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة قد تكون حاسمة، حيث إن كثيراً من البرامج الاقتصادية تعتمد على نتائجها.
لكنه أضاف مخاطبًا الفريق الاقتصادي في الحكومة: "يجب علينا عدم انتظار نتيجة المفاوضات، بأي حال من الأحوال، فحياتنا لا تعتمد كلياً على المفاوضات، ويمكننا أن نجد الطرق المناسبة، وسننجح ونحقق تقدماً".

قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاءالدين بروجردي، إن إصرار الأميركيين والغربيين على منع إيران من تخصيب اليورانيوم غير مقبول بأي شكل.
وأضاف: "أي تفاهم أو مفاوضة لرفع العقوبات يجب أن تتم مع الحفاظ على هذه القدرات، وإلا فلن يكون هناك أي اتفاق".
وتابع: "الحفاظ على التخصيب هو مبدأ ثابت في سياسات إيران النووية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، بعد أن تيقنت من إصرار إيران على ذلك، طرحت فكرة "الكونسورتيوم".
وقال: "الدول التي ورد اسمها في الكونسورتيوم لا تملك أصلًا المعرفة الفنية اللازمة للمشاركة فيه، وفي النهاية فإن أي تعاون ممكن فقط مع الدول الأخرى مع الحفاظ على مبدأ التخصيب الوطني داخل إيران".
واختتم بقوله: "إصرار أميركا على وقف التخصيب ليس سوى فرض للإرادة بالقوة، ونحن لسنا شعباً يقبل بالإملاءات بالقوة".

