قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، علاءالدين بروجردي، إن إصرار الأميركيين والغربيين على منع إيران من تخصيب اليورانيوم غير مقبول بأي شكل.
وأضاف: "أي تفاهم أو مفاوضة لرفع العقوبات يجب أن تتم مع الحفاظ على هذه القدرات، وإلا فلن يكون هناك أي اتفاق".
وتابع: "الحفاظ على التخصيب هو مبدأ ثابت في سياسات إيران النووية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة، بعد أن تيقنت من إصرار إيران على ذلك، طرحت فكرة "الكونسورتيوم".
وقال: "الدول التي ورد اسمها في الكونسورتيوم لا تملك أصلًا المعرفة الفنية اللازمة للمشاركة فيه، وفي النهاية فإن أي تعاون ممكن فقط مع الدول الأخرى مع الحفاظ على مبدأ التخصيب الوطني داخل إيران".
واختتم بقوله: "إصرار أميركا على وقف التخصيب ليس سوى فرض للإرادة بالقوة، ونحن لسنا شعباً يقبل بالإملاءات بالقوة".


بعد أن رشّح دونالد ترامب الأدميرال براد كوبر لتولي قيادة القوات المركزية الأميركية (سنتكوم) في الشرق الأوسط، أشارت وسائل إعلام أميركية إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، مؤكدة أن كوبر يُعد من أشد المنتقدين لإيران ومن المؤيدين لإسرائيل.
وكتبت مجلة نيوزويك: "قيادة العمليات الأميركية في الشرق الأوسط تقوم بأدوار حيوية للجيش في ظل التوترات المتصاعدة مع إيران، والهدنة الهشة مع الحوثيين في اليمن." وأشارت المجلة إلى أن اختيار كوبر يعكس أولوية العمليات البحرية وتكامل القوات المشتركة في المنطقة، خصوصاً مع تصاعد الحديث عن احتمال توجيه ضربة لإيران.
في السياق ذاته، حذّر ترامب من أنه إذا فشلت المفاوضات مع النظام الإيراني، فإنه سيلجأ إلى الخيار العسكري.
وفي حال صدق مجلس الشيوخ على ترشيح كوبر، فسيتم ترقيته إلى رتبة جنرال بأربع نجوم، ليحل محل الجنرال مايكل إريك كوريلا، الذي يُتوقع أن يتقاعد في صيف هذا العام.

قال وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، فيما يتعلق بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، في إشارة إلى عدم اليقين بشأن موعد ومكان الجولة المقبلة من المفاوضات: "تلقينا مؤخرًا اقتراحًا من الولايات المتحدة، وسنرد عليه في الأيام المقبلة".
وأضاف أننا دولة دينية، وإنتاج هذا السلاح محرم.
وأكد عراقجي أن طهران لا ترغب في امتلاك الأسلحة النووية، وأضاف: "هذه القضية متجذرة في عقيدتنا وفتوى المرشد، لأن امتلاك مثل هذه الأسلحة محرم، وبما أننا بلد متدين، فمن المستحيل علينا الانحراف عن هذه الفتوى".
وتابع عراقجي: "نحاول أن نثبت من خلال الحوار والمفاوضات النووية أن برنامجنا سلمي بحت، وإذا كانت هناك أي أسئلة أو مخاوف فإننا نستطيع الرد عليها من خلال بناء الثقة وإحباط المؤامرات الإسرائيلية".

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عدة مراكز تحت الأرض تابعة لحزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، قال إنها تُستخدم لتصنيع الطائرات المُسيّرة، وزعم أن هذه الأنشطة تتم بإشراف ودعم مسؤولي النظام الإيراني، بهدف التحضير لحرب محتملة مع إسرائيل.
وأفادت مصادر أمنية ووسائل إعلام محلية، مساء الخميس 5 يونيو (حزيران)، بأن ما لا يقل عن عشر غارات جوية طالت مناطق مختلفة من الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي منطقة تُعد أحد المعاقل التقليدية لحزب الله، وذلك بعد إصدار تحذيرات بإخلاء عدد من المباني في جنوب لبنان.
وأعقب هذه الغارات تصاعد أعمدة دخان كثيفة حتى منتصف الليل من المناطق المستهدفة، واضطر آلاف السكان إلى مغادرة منازلهم، ولجأ العديد منهم إلى منازل أقاربهم، سيرًا على الأقدام، بينما اضطر آخرون للبقاء في الشوارع. وتسببت الهجمات في اختناقات مرورية شديدة على الطرق المؤدية إلى الضاحية.
ولم يصدر حزب الله حتى الآن ردًا رسميًا على هذه الضربات، إلا أن الحزب سبق أن نفى مرارًا وجود أي منشآت عسكرية في المناطق السكنية.
وقد أثارت هذه الضربات، التي تزامنت مع عطلة عيد الأضحى، مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وتعد هذه المرة الرابعة التي تهاجم فيها تل أبيب هذه المنطقة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية أخرى على بلدة "عين قانا" في جنوب لبنان.
وقبيل تنفيذ هذه الهجمات، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، رسالة عبر منصة "إكس"، أرفقها بخريطة تُظهر عدة مبانٍ في بلدة عين قانا، دعا فيها السكان للابتعاد مسافة لا تقل عن 500 متر عن تلك النقاط، مشيرًا إلى أن هذه المباني تقع قرب منشآت تابعة لحزب الله.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن قواته استهدفت منشآت تحت الأرض تابعة لحزب الله، صُممت لتصنيع آلاف الطائرات المُسيّرة. وزعم أن هذه الأنشطة تتم بإشراف ودعم مالي من مسؤولي النظام الإيراني، بهدف التحضير لحرب محتملة مع إسرائيل.
وأضاف البيان أن حزب الله، بانتهاكه الواضح للتفاهمات المبرمة بين لبنان وإسرائيل، قد أضعف سيادة الدولة اللبنانية، وأن الضربات جاءت ردًا على "الأنشطة الاستفزازية" للحزب.
وبعيد الإعلان عن هذه الهجمات، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الجيش اللبناني دخل بعض المباني، التي كانت إسرائيل قد حدّدتها مسبقًا كأهداف للغارات الجوية.
وفي بيان له على منصة "إكس"، قال مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان إن هذه الهجمات "أثارت موجة من الذعر والقلق بين المواطنين، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى".
ومن جهته، أدان كل من الرئيس اللبناني، جوزاف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، الضربات الإسرائيلية، واعتبراها "انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية".
ووفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ بوساطة أميركية في نوفمبر 2024، كان من المفترض أن يسحب حزب الله قواته ومعداته العسكرية من جنوب لبنان، وأن تُجرد كل الجماعات المسلحة غير النظامية من السلاح. إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات في الأشهر الأخيرة بشأن خرق الاتفاق.
كما أعلن الجيش اللبناني أنه أرسل قواته، يوم الخميس الماضي، إلى إحدى مناطق الضاحية بعد تلقي معلومات عن احتمال وجود معدات عسكرية فيها، لكنه لم يعثر على أي مؤشرات تدل على نشاط عسكري. وأضاف أن محاولته العودة إلى الموقع لمنع الغارة الإسرائيلية باءت بالفشل، بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية حالت دون دخول القوات اللبنانية.
وتأتي هذه التطورات بينما تصاعد التوتر مؤخرًا بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الشمالية؛ حيث حذّر المسؤولون الإسرائيليون مرارًا من أنهم لن يتسامحوا مع أي نشاط عسكري لحزب الله على الأراضي اللبنانية.
ويُذكر أن المواجهات الحالية تتزامن مع مرور قرابة عام على اندلاع الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله، التي بدأت بعد هجوم صاروخي شنه الحزب على مواقع عسكرية إسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دعمًا لحركة حماس. وقد ردّت إسرائيل حينها بغارات جوية عنيفة دمّرت جزءًا كبيرًا من ترسانة الحزب، وقتلت عددًا من قياداته، بينهم الأمين العام السابق للحزب، حسن نصر الله.

قدّمت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضد مواطن عربي إسرائيلي من سكان القدس الشرقية، تتهمه بالتواصل مع عنصر استخباراتي تابع للنظام الإيراني، وتنفيذ مهام تجسسية لصالحه.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الجمعة 6 يونيو (حزيران) أن لائحة الاتهام المقدمة إلى المحكمة المركزية في القدس تتعلق برجب صلاح، البالغ من العمر 30 عامًا، وتتهمه بالتعاون مع عنصر استخبارات إيراني مقابل مبالغ مالية، لتنفيذ مهام تشمل التصوير في مواقع حساسة، وإحراق زي عسكري تابع للجيش الإسرائيلي، وبث مباشر من مواقع في القدس.
ووفقًا لما ورد في لائحة الاتهام، فإن الشخص الذي تواصل مع صلاح قدّم نفسه في البداية باسم مستعار "آفي"، ثم عرّف عن نفسه لاحقًا باسم "علي"، كعنصر في جهاز أمني تابع لإيران.
ووفقًا للائحة، فقد بدأ التواصل عندما كتب صلاح في مجموعة على تطبيق "تلغرام" أنه يبحث عن عمل، فبادر العنصر الإيراني إلى التواصل معه، وطلب منه تنفيذ مهام مثل تصوير مواقع كـ"حائط المبكى"، وسوق "محنيه يهودا"، ومبنى بلدية القدس.
كما استخدم صلاح تطبيقًا للبث المباشر لتنفيذ هذه المهام. وبتوجيه من العنصر الإيراني، طلب من شقيقه التقاط صورة داخل المسجد الأقصى وهو يحمل لافتة كُتب عليها رسالة معينة ورابط لموقع إلكتروني.
وتضيف لائحة الاتهام أن صلاح اشترى زيًّا عسكريًا إسرائيليًا، وقام بإحراقه إلى جانب لافتة ذات رسالة سياسية، كما علّق لافتة أخرى في نفق "نعومي شِمير" في القدس أظهر فيها دعمه لرئيس سابق لجهاز "الشاباك".
وفي مهمة أخرى، أخفى صلاح هاتفه المحمول في متجر بشارع الملك جورج، وبثّ بشكل مباشر صوتًا وصورةً لمدة تتراوح بين 10 إلى 14 ساعة، في محاولة لاختبار قدرته على تنفيذ مهام سرية مستقبلية.
ومع مرور الوقت، أصبحت المهام أكثر تطرفًا وعنفًا، حيث طلب العنصر الإيراني من صلاح جمع معلومات حول إمكانية شراء سلاح ناري وقنبلة يدوية، كما طُلب منه دراسة طرق الوصول إلى منطقة "حائط المبكى".
وقد عبّر العنصر الإيراني في المراسلات عن كراهيته لليهود، بينما قال صلاح إنه يرغب في الانتقام من اليهود.
وفي أحدى الاقتراحات، عرض عليه العنصر الإيراني السفر إلى إيران، وقد وافق صلاح على الفكرة من حيث المبدأ.
كما طرح اقتراحا بإشعال حريق في غابة مقابل 10 آلاف شيكل، إلا أن صلاح رفض تنفيذ هذا الطلب خوفًا من الاعتقال ومسؤوليته تجاه أسرته، لكنه اقترح شخصًا آخر لتنفيذ المهمة، قبل أن يتراجع عندما رفض الطرف الإيراني دفع دفعة مسبقة.
التجسس لصالح إيران داخل إسرائيل
في 20 مايو (أيار) 2025، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعليقًا على اعتقال جاسوسين مرتبطين بإيران كانا يخططان لتركيب كاميرات مراقبة قرب منزله، إن الجمهورية الإسلامية هي "رأس أخطبوط الإرهاب".
وفي 18 مايو 2025، أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) في بيان مشترك اعتقال موشيه أتياس، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عامًا من منطقة "يونه"، بتهمة تنفيذ جرائم أمنية، حيث قام بجمع معلومات داخل قسم القلب في أحد مستشفيات وسط إسرائيل أثناء تلقي رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت العلاج هناك.
أما في 24 مارس (آذار) 2025، فقد أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن النيابة العامة قدّمت لائحة اتهام ضد إدوارد يوسفوف، البالغ من العمر 65 عامًا والمقيم في مدينة "نتيفوت"، بتهمة التجسس لصالح إيران.
وفي 28 فبراير (شباط) 2025، أعلنت الشرطة و"الشاباك" عن اعتقال مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر 26 عامًا يُدعى دانييل كيتوف، بتهمة التجسس لصالح إيران، حيث اتُّهم بتنفيذ رسومات غرافيتي ذات طابع سياسي في أماكن عامة بمدينتي "بتاح تكفا" و"روش هاعين" بتوجيه من عنصر استخبارات إيراني، مقابل مبالغ مالية.
وفي 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أعلنت إسرائيل كشف خلية تجسس جديدة، مشيرة إلى أن المعتقلين هما زوجان من أذربيجان، كانا على اتصال بعناصر من إيران طوال سنوات، وجمعا معلومات عن مواقع عسكرية وأهداف استراتيجية وشخصيات بارزة داخل إسرائيل.

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مصادر مطلعة لم تكشف هويتها، بأن طهران تسعى في خضم مفاوضاتها النووية المتوترة مع الولايات المتحدة إلى إعادة بناء قدراتها العسكرية، وطلبت آلاف الأطنان من المواد اللازمة لإنتاج صواريخها الباليستية من الصين.
وذكرت الصحيفة، يوم أمس الخميس 5 يونيو (حزيران)، أن هذه الشحنات تتضمن مادة نترات الأمونيوم، والتي تُعد مكونًا أساسيًا في تصنيع وقود الصواريخ الباليستية ذات الوقود الصلب، وفقًا للمصادر، ومن المقرر أن تصل هذه المواد إلى إيران، خلال الأشهر المقبلة.
وأضافت الصحيفة أن جزءًا من هذه المواد من المرجّح أن يُرسل إلى ميليشيات ووكلاء للنظام الإيراني في المنطقة، ومنها جماعة الحوثيين في اليمن.
وبحسب التقرير، فإن النظام الإيراني يسعى بالتزامن مع المفاوضات النووية المتوترة مع الولايات المتحدة إلى تعزيز حلفائه الإقليميين، وإعادة بناء ترسانته الصاروخية. كما تواصل طهران تطوير مخزونها من اليورانيوم المخصب حتى حدود الاستخدام العسكري، وأعلنت بشكل صريح رفضها التفاوض بشأن برنامجها الصاروخي.
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الأربعاء 4 يونيو الجاري، إنه تحدث هاتفيًا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن المفاوضات مع إيران، وصرّح قائلًا: "الوقت ينفد أمام إيران لاتخاذ قرار بشأن السلاح النووي".
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن شركة إيرانية تُدعى "پيشگامان تجارت رفيع نوين" قد قدمت في الأشهر الماضية طلبية إلى شركة في هونغ كونغ تُدعى "Line Commodities Holdings".
وقد امتنع مدير هذه الشركة في هونغ كونغ، وممثلو الشركة الإيرانية، ومندوب إيران لدى الأمم المتحدة عن الرد على طلب الصحيفة للتعليق.
ومن جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحيفة إنه لا علم له بهذه الصفقة، مؤكدًا أن "الصين تفرض دائمًا رقابة صارمة على تصدير المواد ذات الاستخدام المزدوج وتلتزم بالتزاماتها الدولية".
وأشار التقرير إلى أن طهران تحاول إعادة بناء "محور المقاومة" بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة، بفعل الحرب والضربات العسكرية. كما أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية على مواقع الحوثيين في اليمن أضعفتهم، رغم استمرار تهديداتهم ضد إسرائيل.
ووفقًا للمصادر المطلعة، فقد نقلت إيران مؤخرًا صواريخ باليستية إلى ميليشيات شيعية في العراق، وهي جماعات سبق لها مهاجمة القوات الأميركية والإسرائيلية. وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية قد نشرت تقارير مماثلة في وقت سابق.
ومنذ اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، على يد الولايات المتحدة عام 2020، أطلقت الميليشيات الشيعية في العراق ما لا يقل عن 12 صاروخًا باليستيًا على قاعدة عين الأسد الأميركية.
ويؤكد مسؤولون أميركيون أن إيران تمتلك واحدًا من أضخم برامج الصواريخ الباليستية في المنطقة، وأن مادة نترات الأمونيوم تُعتبر عنصرًا رئيسًا في وقود صواريخها الفعالة.
وفي وقت سابق من هذا العام، قامت سفينتان إيرانيتان كانتا راسيتين في الصين بشحن أكثر من ألف طن من "بيركلورات الصوديوم"، وهي مادة تُستخدم في تصنيع نترات الأمونيوم. وقد وصلت هذه المواد إلى الموانئ الإيرانية في منتصف فبراير (شباط) وأواخر مارس (آذار) الماضيين، وكانت كافية لتأمين وقود نحو 260 صاروخًا قصير المدى، وفقًا للتقديرات.
ووفقًا لأحد المسؤولين، فإن الصفقة الجديدة لاستيراد نترات الأمونيوم، والتي وُقعت على الأرجح قبل اقتراح ترامب في مارس لاستئناف المفاوضات النووية مع المرشد الإيراني، ستكفي لإنتاج وقود لنحو 800 صاروخ.
وفي 29 أبريل (نيسان) الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ستة أفراد وست مؤسسات في إيران والصين؛ بسبب مشاركتهم في توريد المواد الأولية للصواريخ، ومن بينها بيركلورات الصوديوم. وبعد أسبوعين، فرضت واشنطن عقوبات إضافية على كيانات وأفراد في الصين وهونغ كونغ.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية: "إن الكيانات والأفراد الصينيين قد دعموا البرنامج الصاروخي الإيراني، وساهموا كذلك في تصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة لجماعة الحوثي، ولهذا سنواصل التعرف عليهم وفرض العقوبات عليهم".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، أعلنت البحرية الأميركية أنها احتجزت سفينة في خليج عُمان كانت تحمل أكثر من 70 طنًا من نترات الأمونيوم، في مسار معروف تستخدمه طهران لتزويد الحوثيين بالسلاح.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استهدفت إسرائيل نحو 12 جهازًا من نوع "الخلاط الكوكبي" تُستخدم في إنتاج وقود الصواريخ، ما ألحق ضررًا كبيرًا بقدرات إيران في تصنيع صواريخ الوقود الصلب.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين المطلعين أن إيران بدأت أعمال إصلاح هذه الخلاطات، ولذلك فإن جزءًا من المواد المستوردة سيُستخدم محليًا، بينما سيُرسل جزء منها إلى حلفائها مثل الحوثيين.
واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن تخزين هذه المواد القابلة للاشتعال ينطوي على مخاطر عالية. ففي أبريل الماضي، وقع انفجار كبير في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس الإيرانية، وهو أحد أهم موانئ الحاويات في إيران، أسفر عن عشرات القتلى. وقد ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الانفجار نتج عن تخزين سيئ للمواد المتفجرة من قِبل وحدة تابعة لفيلق القدس، وقال أحد المسؤولين إن جزءًا من مادة بيركلورات الصوديوم المستوردة قد دُمّر في هذا الانفجار.
