أعلن رئيس محطة بوشهر النووية، رضا بنازاده، أن إيران تعتزم بناء وحدتين إضافيتين في هذه المحطة خلال السنوات القادمة.
وأوضح أنه في الوقت الحالي تحتوي المحطة على وحدة واحدة فقط، مضيفًا: "بناء الوحدة الثانية سيستغرق 10 سنوات، والثالثة حوالي 8 سنوات".
وأضاف بنازاده: "مع اكتمال بناء هاتين الوحدتين، سيُضاف ما مجموعه 3100 ميغاواط من الكهرباء إلى شبكة إنتاج الطاقة في البلاد".
وأشار إلى أن حاليًا يعمل نحو 2000 شخص في الوحدة الأولى، وأن الوحدتين الجديدتين سيتم تشغيلهما قبل نهاية الخطة التنموية السابعة.


كشفت نتائج دراسة جديدة في إيران عن 101 حالة من "العنف الرمزي" في عناصر مختلفة من نظام التربية والتعليم في إيران .
وبحسب نتائج هذه الدراسة، يُمارس العنف الرمزي في جميع عناصر المنهاج الإيراني، بما في ذلك الأهداف، المحتوى، بيئة التنفيذ، استراتيجيات التعليم والتعلّم، وطرق التقييم.
كما أظهرت هذه الدراسة أن المدارس، كأداة للنظام التعليمي، تعيد إنتاج التفاوتات الفردية والاجتماعية من خلال المنهاج الدراسي.
وقد أُجريت هذه الدراسة بالتعاون بين باحثين من جامعتي "شهيد بهشتي" و"الزهراء"، وشارك فيها فرشته أشكان، وكوروش فتحي واجاركاه، ومحبوبه عارفي، ومهناز أخوان تفتي.
وقد نُشرت نتائج هذا البحث في العدد الأخير من مجلة "الأفكار التربوية الحديثة" الصادرة عن جامعة الزهراء.
ووفقًا لهذه الدراسة، فإن العنف الرمزي هو نوع من العنف يحدث بتواطؤ ضمني من الذين يُمارَس عليهم هذا العنف وأيضًا من الذين يمارسونه، لأن كلا الطرفين غير مدركين له.
هذا العنف "هادئ وخفي" ويظهر بشكل غير مرئي في المعاني الداخلية المقبولة اجتماعيًا وثقافيًا.
النتائج الرئيسية للدراسة
من خلال إجراء مقابلات مع 15 مختصًا في مجالات المنهاج الدراسي، وعلم النفس التربوي، وعلم اجتماع التربية والتعليم، حدد الباحثون 101 رمزًا نهائيًا مرتبطًا بالعنف الرمزي تم تصنيفها ضمن خمس محاور رئيسية و36 محورًا فرعيًا.
وأظهرت المراجعات أن الأهداف التعليمية لا تتناسب مع جوانب نمو الطلاب، وأن محتوى المنهاج الدراسي صُمّم دون مراعاة الفروقات الفردية.
هذا الوضع يجعل جميع الطلاب مضطرين للتكيف مع برنامج واحد موحّد.
كذلك، يحدث التدمير العاطفي في العملية التعليمية من خلال تهميش الطلاب المختلفين، والسخرية من أصحاب اللهجات المحلية، والممارسات التمييزية.
إضافة إلى ذلك، لا يتمتع الطلاب والمعلمون وحتى المديرون بفرصة المشاركة في اتخاذ القرارات.
كما أن التفاوت ونقص الإمكانيات التعليمية والتربوية في مختلف مناطق البلاد من المشكلات الأخرى التي تم التعرف عليها.
علاوة على ذلك، فإن استخدام الأساليب التقليدية التي يهيمن فيها المعلم ويكون فيها الطالب في وضع سلبي، إلى جانب أساليب التقييم غير الفعّالة وغير العادلة، تُعد من المظاهر الأخرى للعنف الرمزي في المنهاج الدراسي التي تم تحديدها.
ومن أهم نتائج هذه الدراسة وجود تفاوت واضح في الإمكانيات التعليمية بين مناطق البلاد المختلفة.
مدارس شمال المدينة ذات المباني الجميلة والكبيرة والفصول قليلة الاكتظاظ والخدمات الأفضل، في مقابل مدارس جنوب المدينة التي تعاني من قلة الكم والكيف.
دور الأسرة في إعادة إنتاج التفاوت
ووفقًا لنتائج هذه الدراسة، فإن أسرة كل طفل تنقل له نوعًا معينًا من المعرفة الثقافية.
أبناء الطبقة المهيمنة يتلقّون منذ البداية معرفة ومهارات وأسلوب تواصل ومعايير ثقافية مختلفة من آبائهم، تختلف عن رأس المال الثقافي لأبناء الطبقات الدنيا، ويتم تشجيع هذا النمط من قبل المدرسة.
سبل تقليص العنف الرمزي
أوصى الباحثون المسؤولين عن قطاع التعليم في إيران بأن يأخذوا بعين الاعتبار مراحل نمو الطلاب، واحتياجاتهم المختلفة، والفروقات الفردية بينهم عند إعداد وتخطيط المناهج الدراسية.
كما أكّدوا على ضرورة مراعاة القوميات المختلفة والثقافات الفرعية للطلاب عند إعداد البرامج التعليمية.
ومن التوصيات الأخرى في هذه الدراسة، توفير فرص متساوية لمشاركة الجميع في عمليات اتخاذ القرار، وتحقيق العدالة في الوصول إلى الإمكانيات التعليمية، واحترام الفروقات والخصائص الفردية لكل طالب.
كما ينبغي للكوادر التنفيذية والتعليمية في المدارس استخدام أساليب تدريس نشطة، بحيث يكون للطلاب دور أكثر حيوية.
وتؤكد هذه الدراسة على أن القضاء على العنف الرمزي في النظام التعليمي في البلاد يتطلب تحولات جوهرية في رؤية وأداء مسؤولي التربية والتعليم.
والهدف النهائي هو أن تتحول المدارس من أدوات لإعادة إنتاج التفاوت إلى مراكز للعدالة التعليمية.

أفاد عشرات المواطنين، من خلال رسائل أرسلوها إلى حملة "خط الأزمة" التابعة لقناة "إيران إنترناشيونال"، بأنّ انقطاع التيار الكهربائي، وما يترتب عليه من انقطاع المياه، قد عطّل حياتهم اليومية وأفلس أعمالهم التجارية وتسبب في خسائر فادحة.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد طرحت، يوم الاثنين 2 يونيو (حزيران)، سؤالًا على متابعيها حول تأثير الانقطاع اليومي للكهرباء على أعمالهم ومهنهم.
أزمة الطاقة تشل المهن
وقال مواطن يُدير مغسلة سيارات إنّ انقطاع الكهرباء والماء يتسبب في تعطيل زبائنه لمدة خمس إلى ست ساعات يوميًا، ما يؤدي إلى تراجع عمله وتكبد خسائر.
كما أشار موظف في محطة نقل المسافرين إلى أن النظام المخصص لإصدار التذاكر والفواتير يتوقف عن العمل بعد كل انقطاع، ما يؤدي إلى وقوع مشكلات وتعطيل رحلات الكثيرين.
وكان بعض المواطنين قد شبّهوا، في الأيام الماضية، الانقطاع اليومي للكهرباء بـ"شلل" يصيب حياة الناس.
وعلى الرغم من أنّ البلاد كانت تواجه في السنوات الماضية أزمة كهرباء صيفية، إلا أن الأزمة الحالية، والتي تصفها السلطات بـ"الاختلال في التوازن"، بدأت هذا العام في وقت مبكر، منذ شهر مايو (أيار).
وقال أحد باعة المواد الغذائية الطازجة، كالدواجن والبيض ومنتجات الألبان والأسماك الحية، إنّ انقطاع الكهرباء يعطل الثلاجات، ما يؤدي إلى فساد البضائع إذا لم تُبع في اليوم نفسه، الأمر الذي يجبره على التخلص منها.
وأضاف أن انقطاع التيار يؤدي كذلك إلى توقف مضخة الهواء الخاصة بأحواض تربية سمك السلمون المرقط، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك.
وأظهر مقطع فيديو وصل إلى "إيران إنترناشيونال"، يوم الإثنين 2 يونيو (حزيران)، تجمعًا لباعة سوق السمك في بندر عباس أمام ممثل وزارة الصحة في المحافظة، احتجاجًا على غياب المكيفات رغم درجات الحرارة المرتفعة.
كساد واسع في الأعمال الصغيرة
في اليوم الأول من الحملة الثانية لـ"خط الأزمة" في 1 يونيو (حزيران)، أبلغ عدد من أصحاب المهن، كخياطي الملابس، والخبازين، والمزارعين، وأصحاب المشاريع الصغيرة، عن اضطراب أعمالهم اليومية والخسائر التي لحقت بهم نتيجة انقطاع الكهرباء.
ووصف أحد أصحاب المحلات السوق بأنه "كساد تام"، مشيرًا إلى أنّ جميع المنتجات المخزّنة في الثلاجات والمجمدات تتعرض للتلف، وأن أصحاب الأعمال يتكبدون خسائر كبيرة دون أي استجابة أو تعويض من الجهات المعنية.
وأبلغ مزارع عن خسائر كبيرة في بساتين العنب نتيجة انقطاع الكهرباء، موضحًا أن نظام الري بالتنقيط يُبرمج كل 18 يومًا ولمدة 8 ساعات، وأنّ فقدان موعد الري يؤدي إلى تلف المحصول.
وكانت تقارير سابقة، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، قد أشارت إلى اضطراب في عمل المخابز بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.
الانقطاع المنزلي وتكاليفه الخفية
وأشار العديد من المواطنين، في رسائل متطابقة، إلى أن انقطاع الكهرباء أدى إلى حوادث مثل احتجازهم في المصاعد، واحتراق العديد من الأجهزة الإلكترونية، وانقطاع المياه المرتبطة بالمضخات الكهربائية.
وقال مواطن إنّ لوح التحكم في فرن المايكرويف الخاص بمنزله احترق بسبب تقلبات الكهرباء، وأنّ تكلفة استبداله تبلغ ثلاثة ملايين تومان.
وبعد بيان شركة الكهرباء (توانير) الصادر في 26 أبريل (نيسان) بشأن "الارتفاع المبكر في درجات الحرارة وزيادة استهلاك الكهرباء"، بدأت سلسلة من الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي في جميع أنحاء إيران.
وذكر أحد المواطنين أن ثلاجته القديمة احترقت بسبب الانقطاع المتكرر، كما أشار إلى أنه يعيش في الطابق السادس عشر، وأن المصعد تعطل بسبب كثرة الانقطاعات.
واشتكى مواطن من انقطاع الكهرباء أثناء حفل نهاية العام الدراسي لابنته، في حين ذكر آخر أنه يعمل ليلًا، وحين أراد النوم نهارًا في ذروة الحر، تم قطع الكهرباء لمدة ساعتين، مما جعله غير قادر على الراحة.
وأفاد أحد المواطنين أن الجدول الزمني الرسمي لانقطاع الكهرباء لا يتطابق مع أوقات الانقطاع الفعلية، مما يسبب مشكلات كبيرة للناس، موضحًا أن أسرته كانت قد خططت لمغادرة المنزل بعد انتهاء الانقطاع من أجل نقل جدته إلى جلسة غسيل الكلى، لكن الكهرباء لم تعد في الوقت المعلن، ولم يكن بالإمكان النزول من الطابق السابع دون مصعد، ما أدى إلى تأخير الجلسة وتدهور صحة الجدة.

أفادت مصادر حقوقية، بنقل أبو الفضل قدیاني، السجين السياسي الإيراني البارز البالغ من العمر 80 عامًا والمحتجز في سجن إيفين، إلى أحد مستشفيات طهران، حيث أُدخل وحدة العناية المركزة بعد إصابته بالتهاب وعدوى في الرئة. ويُعرف قدیاني بانتقاده العلني للمرشد علي خامنئي.
وقال مرتضى قدیاني، نجل أبو الفضل، يوم الإثنين 2 يونيو (حزيران) عبر قناة "امتداد" على تلغرام، إن والده نُقل إلى وحدة العناية المركزة دون تكبيل يديه أو قدميه، بعد الموافقة على إرساله إلى المستشفى.
وأوضح أن والده يعاني منذ عدة أشهر من التهاب في الرئة، وقال: "راجعنا مرارًا، وقد زار والدي عيادة السجن أكثر من مرة، وكانوا يعطونه مضادات حيوية فقط! وللأسف، لم يتم علاج الالتهاب حتى الآن".
وأضاف: "الطبيب أكد الآن أن على والدي البقاء في المستشفى لبدء علاج الرئة، كما أبلغونا بضرورة إجراء فحص كامل للقلب، لأن التهاب الرئة قد يكون أثر عليه".
وقد أُثيرت مرارًا في السنوات الماضية تقارير عن الإهمال الطبي أو التأخير في علاج السجناء السياسيين في إيران، وانتهاك حقهم في الحصول على رعاية صحية مناسبة. كما وثّقت منظمات حقوقية ومدنية حالات عديدة لوفاة سجناء بسبب الضغط، والتعذيب، وعدم توفير العلاج، دون أن تعترف إيران بأي مسؤولية عنها.
وأكد مرتضى قدیاني في جزء آخر من حديثه أن والده لا يعترف بشرعية النظام القضائي في إيران، وليس مستعدًا للامتثال لشروطه، قائلاً: "للأسف، يتم أحيانًا نقل المتهمين السياسيين، وخاصة من يسمونهم متهمي القضايا الأمنية، بطريقة غير لائقة إلى المراكز الطبية. ووالدي بطبيعة الحال رفض الخضوع لهذا الأسلوب من النقل".
وأشار إلى أن والده يبلغ الآن 80 عامًا، ويعاني من أمراض قلبية منذ عام 1999، وتم تركيب أكثر من 7 دعامات في قلبه، كما يعاني من مرض مناعي ذاتي أصيب به عام 2017، إضافة إلى معاناته من مرض في المعدة يرجع إلى تعرضه للتعذيب في سجون النظام الملكي قبل الثورة.
وختم بالقول إن والده أُصيب بالتهاب في الرئة خلال فترة سجنه في إيفين، وأوضح أن الطب الشرعي حكم مؤخرًا بأن على قدیاني أن يقضي عقوبته في بيئة صحية خالية من التوتر والضغط، وأضاف متسائلًا: "لا أعلم إن كان السجن أصلًا يمكن أن يوفر مثل هذه المعايير".
يذكر أن قدیاني يقضي منذ 30 سبتمبر (أيلول) 2024 عقوبة بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر في سجن إيفين، بتهمتي "إهانة المرشد" و"الدعاية ضد النظام".
ويُعتبر هذا الناشط السياسي، المولود عام 1945، من الأعضاء البارزين في "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية في إيران"، وكان من بين السجناء السياسيين عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في عام 2009.
وفي السنوات الأخيرة، عُرف قدیاني بنقده الحاد لعلي خامنئي ومناهضته للاستبداد في إيران. وكان قد كتب رسالة من سجن إيفين في 14 أبريل (نيسان) الماضي قال فيها: "الحل لوقف الظلم هو إزاحة خامنئي وسقوط نظام طهران".
كما كتب في 29 مارس (آذار) رسالة أخرى من السجن قال فيها: "إذا تقدّمت المفاوضات مع أميركا، فسيكون مصير خامنئي السقوط، وإن لم تُثمر، فسيواجه سقوطًا تدريجيًا وتحللًا داخليًا".

وافقت واشنطن ضمنًا على خطة القيادة الجديدة في سوريا لضم آلاف المقاتلين الأجانب السابقين إلى الجيش، ممن كانوا قد حاربوا في السابق ضد حكومة بشار الأسد. وجاءت هذه الموافقة بشرط أن تتم عملية الانضمام بشفافية كاملة، وهو ما أكده المبعوث الخاص لرئيس الولايات المتحدة لشؤون سوريا.
ونقلت وكالة "رويترز"، الاثنين 2 يونيو (حزيران)، عن ثلاثة مسؤولين في وزارة الدفاع السورية، أن الخطة تتضمن تنظيم نحو 3500 مقاتل أجنبي– معظمهم من الإيغور الصينيين ومواطنين من دول الجوار– ضمن فرقة جديدة أُسست تحت اسم "الفرقة 84 في الجيش السوري".
وتتكون هذه الفرقة من مزيج من القوات السورية والأجنبية.
وقال توماس باراك، السفير الأميركي في تركيا والذي عُيّن الشهر الماضي مبعوثًا خاصًا لدونالد ترامب لشؤون سوريا، في رده على سؤال لمراسل "رويترز" في دمشق حول موقف واشنطن من هذه الخطة: "يمكن القول إنه في حال توافرت الشفافية، فهناك نوع من التفاهم".
وأضاف أن الاحتفاظ بهؤلاء المقاتلين– الذين يدين كثير منهم بالولاء للقيادة السورية الجديدة – ضمن هيكل حكومي منظم، هو أفضل من تركهم في فراغ غير منظم.
وبعد قرابة 13 عامًا من الحرب الأهلية في سوريا بين جماعات المعارضة وحكومة بشار الأسد، كانت مسألة المقاتلين الأجانب المنضوين في صفوف "هيئة تحرير الشام" (HTS) من أبرز العوائق أمام تقارب الحكومة السورية الجديدة مع الغرب.
وتمكنت "تحرير الشام"، التي كانت في السابق فرعًا لتنظيم القاعدة، العام الماضي من إزاحة الأسد والسيطرة على دمشق.
وحتى أوائل مايو (أيار)، كانت الولايات المتحدة تطالب بإقصاء المقاتلين الأجانب بشكل واسع من الأجهزة الأمنية السورية، لكن بعد زيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط في مايو، تغيّر موقف واشنطن تجاه دمشق.
فقد ألغى ترامب العقوبات التي كانت مفروضة خلال فترة حكم الأسد، والتقى في الرياض بأحمد الشرع، الرئيس المؤقت لسوريا، وعيّن توماس باراك، أحد أقرب أصدقائه، مبعوثًا خاصًا في سوريا.
وقال مصدران مقربان من وزارة الدفاع السورية لـ"رويترز" إن الشرع ومستشاريه أبلغوا الجهات الغربية أن إدماج المقاتلين الأجانب في الجيش يشكل خطرًا أمنيًا أقل من التخلي عنهم، إذ إن إقصاءهم قد يدفعهم مجددًا نحو الانضمام إلى القاعدة أو داعش.
وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية والناطق باسم الحكومة السورية عن التعليق على الموضوع.
قلق صيني من وجود الإيغور في الجيش السوري
كان الآلاف من المسلمين السنة من دول مختلفة قد التحقوا بصفوف المعارضين في بداية الحرب الأهلية السورية لمحاربة حكومة الأسد، التي كانت تحظى بدعم ميليشيات شيعية مؤيدة لإيران.
وقد شكّل بعض هؤلاء المقاتلين فصائل مستقلة، فيما انضم آخرون إلى جماعات مثل داعش، التي أعلنت لفترة وجيزة "خلافتها" المزعومة في سوريا والعراق قبل أن تُهزم لاحقًا.
وكان المقاتلون الأجانب في "تحرير الشام" معروفين بانضباطهم، وولائهم، وخبراتهم القتالية، وقد شكّلوا جزءًا كبيرًا من وحدات النخبة الانتحارية في الجماعة.
وبعد أن انفصلت "تحرير الشام" عن القاعدة، خاض هؤلاء المقاتلون معارك ضد داعش وفروع أخرى من القاعدة.
والإيغور الصينيون ومواطنو آسيا الوسطى ينتمون غالبًا إلى جماعة "الحزب الإسلامي التركستاني" (TIP)، وهي جماعة تصنّفها الحكومة الصينية كتنظيم إرهابي.
وقال مسؤول سوري ودبلوماسي أجنبي لـ"رويترز" إن بكين طلبت من دمشق الحد من نفوذ هذه الجماعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "الصين تأمل أن تتصدى سوريا لجميع أشكال الإرهاب والتطرف، وأن تأخذ بعين الاعتبار مخاوف المجتمع الدولي".
وأعلن عثمان بغرا، القيادي السياسي في "الحزب الإسلامي التركستاني"، في بيان خطي أرسله إلى "رويترز"، أن الجماعة قد تم حلّها رسميًا ودمجها في الجيش السوري.
وكتب: "في الوقت الراهن، تعمل الجماعة بشكل كامل تحت إمرة وزارة الدفاع السورية، وتتبع السياسة الوطنية، ولا تربطها أي صلات بكيانات أو جماعات خارجية".
منح الجنسية للجهاديين وتعيينات مثيرة للجدل
في يناير (كانون الثاني) الماضي، أثارت تعيينات عدد من المقاتلين الجهاديين الأجانب من "تحرير الشام" في مناصب عسكرية عليا قلقًا في الحكومات الغربية، وأثارت شكوكًا حول توجهات الحكومة السورية الإسلامية الجديدة.
وقبل عقد اللقاء التاريخي بين ترامب والشرع، كانت إحدى أبرز نقاط الخلاف مع واشنطن والدول الغربية الأخرى هي المطالبة بتعليق هذه التعيينات وطرد المقاتلين الأجانب من الجيش السوري.
وقد أعلن الشرع أنه من الممكن منح الجنسية السورية للمقاتلين الأجانب وأسرهم، تقديرًا لدورهم في إسقاط نظام الأسد.
وقال عباس شريفا، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية في دمشق، لـ"رويترز" إن المقاتلين الذين تم ضمهم إلى الجيش "أظهروا ولاءهم للقيادة السورية وتم إخضاعهم لفرز أيديولوجي".
وحذّر بقوله: "إذا تم التخلي عن هؤلاء المقاتلين، فسوف يصبحون فريسة لداعش أو لجماعات متطرفة أخرى".

تُنشر تقارير متضاربة حول مصير المفاوضات النووية بين إيران وأميركا. وقد أفادت "رويترز" أن طهران تعتزم رفض المقترح الأميركي الجديد، في حين ذكر موقع "أكسیوس"، أن الولايات المتحدة سمحت لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3 في المائة.
ورغم ذلك، لم يُدلِ أي من الطرفين بتصريحات رسمية بشأن تفاصيل هذا المقترح.
لذا، لا يمكن الجزم بعد ما إذا كان هناك اتفاق في الأفق أم أن فشل المفاوضات سيفضي إلى تصاعد التوترات وربما اندلاع مواجهة عسكرية. لكن السؤال المطروح: ماذا سيحدث إذا رفضت إيران هذا المقترح؟ وما هي التبعات المحتملة لذلك؟
ما هي "آلية الزناد"؟
تشير "آلية الزناد" إلى آلية يُسمح من خلالها للدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي (ألمانيا، فرنسا، وبريطانيا) بإعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة التي تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي، في حال خرق إيران التزاماتها.
في حال فشل المفاوضات، يمكن لتفعيل هذه الآلية من قبل الدول الأوروبية الثلاث أن يعيد قرارات مجلس الأمن السابقة ضد طهران. وعلى الصعيد الداخلي، سيكون أول أثر لهذا الفشل هو ارتفاع أسعار الدولار والذهب، وهو ما سبق وشهدته إيران في حالات مماثلة.
أما على الصعيدين السياسي والعسكري، فقد يؤدي فشل المفاوضات إلى تشدد دونالد ترامب في مواقفه، وهو الذي سبق له القول إن الملف النووي الإيراني سيُحل إما عبر الدبلوماسية أو بالقوة العسكرية. وبذلك، قد يعني الفشل توجه الولايات المتحدة نحو الخيار العسكري، سواء بشكل مباشر أو عبر دعم هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية.
ونظرًا لأن منشآت مثل "نطنز" و"فردو" تقع تحت الأرض، فإن العديد من الخبراء العسكريين يرون أن مهاجمتها بنجاح لا يمكن أن تتم إلا عبر تدخل مباشر من الولايات المتحدة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.
وإذا ما وقع هجوم كهذا، فمن المرجح أن ترد إيران، وقد يشمل الرد ضربات على إسرائيل أو قواعد أميركية في المنطقة، ما قد يزجّ بواشنطن في مواجهة عسكرية مباشرة.
من جهة أخرى، يُظهر التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي سيُطرح قريبًا أمام مجلس محافظي الوكالة، أن إيران امتنعت عن التعاون الكافي، ولم تُجب عن أسئلة متعلقة بأنشطتها السابقة، ورفعت مستوى تخصيبها لليورانيوم.
وبحسب التقرير، تمتلك إيران الآن أكثر من 408 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة تفوق 60٪، وهي كمية تكفي لصنع نحو عشر قنابل نووية.
وإذا ما أسفر هذا التقرير عن صدور قرار حاد ضد إيران، فقد يُستخدم كذريعة لتفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الأممية.
بين عامي 2007 و2011، أصدر مجلس الأمن ستة قرارات ضد إيران، أدّت إلى شلل اقتصادي وانخفاض حاد في صادرات النفط. آنذاك، وبإدراك منه لعمق الأزمة، كلّف المرشد الإيراني وزير خارجيته حينها، علي أكبر صالحي، بإجراء مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان، والتي أفضت لاحقًا إلى التوصّل إلى الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة".
وبحسب تقرير صادر عن مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني، فإن فشل المفاوضات وعودة العقوبات قد يؤديان إلى انهيار اقتصادي وحكومي شامل.
وفي دفاعها عن برنامجها النووي، تصرّ إيران دومًا على أن التخصيب "حق للشعب الإيراني"، وقد قال عباس عراقجي إنه لا يمكن التراجع عنه بعد أن فُرضت عليه كلفة باهظة.
لكن السؤال الجوهري يبقى: هل تم احترام باقي حقوق الشعب، كالحصول على مياه شرب نظيفة، وكهرباء، ورعاية صحية، وسكن، وحريات سياسية واجتماعية؟ وإذا لم يُستفتَ الشعب يومًا بشأن البرنامج النووي، فكيف تدّعي إيران الآن أنها تدافع عن "حق الشعب"؟
في نهاية المطاف، يتوقف مصير المفاوضات على قرار المرشد الإيراني. فهو يدرك تمامًا ما قد يترتب على الاتفاق أو على فشله. فالتوصّل إلى اتفاق قد يُنظر إليه على أنه تراجع أو إهانة، بينما الفشل قد يقود إلى حرب تهدد بقاء النظام برمّته.
وبالنظر إلى تضارب المصالح، وتعقيدات الوضع الدولي، والضغوط الداخلية والخارجية، فإن اتخاذ القرار في هذه اللحظة يشكل مهمة بالغة الصعوبة للنظام الإيراني.
