هواء خطر وسماء ملوثة.. أزمة الغبار تهدد صحة الإيرانيين في خوزستان
أفادت الإدارة العامة للأرصاد الجوية في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، بأن موجة الغبار والجزيئات الدقيقة جعلت جودة الهواء في حالة خطرة؛ حيث تجاوزت مستويات الجزيئات الملوثة في هواء مدينة الحميدية أكثر من 26 ضعف الحد المسموح به.
وأعلن نظام مراقبة جودة الهواء الوطني أن جودة الهواء في مدن مختلفة بمحافظة خوزستان، بما في ذلك الأهواز، وعبادان، والعميدية، ومعشور، والحميدية، والمحمرة، ودزفول، ورامشير، والخفاجية، وتستر، وهنديجان، والحويزة، وكتوند، كانت غير صحية لجميع الفئات العمرية، يوم الجمعة 2 مايو (أيار).
وأرسل متابعو قناة "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو من الأهواز، أوضحت تكرار عواصف الغبار والوضع الحرج للهواء في هذه المدينة.
وأشار أحد سكان مدينة الأهواز إلى عجز الحكومة الإيرانية عن السيطرة على الجزيئات الدقيقة وتطوير المساحات الخضراء، منتقدًا أداء النظام في إدارة الأزمات البيئية.
وأعلن مدير العلاقات العامة في الإدارة العامة للأرصاد الجوية في خوزستان، شهريار عسكري، أن تركيز الجزيئات الملوثة في الحميدية وصل إلى أكثر من 26 ضعف الحد المسموح به.
وأضاف عسكري أن الحد المسموح للملوثات في الهواء هو 150 ميكرو غرامًا لكل متر مكعب، وقال: "تركيز جزيئات الغبار الملوثة في الحميدية بلغ 4004 ميكرو غرامات لكل متر مكعب، وعبادان 1258، والمحمرة 1002، ومعشور 1027، والأهواز 564، والخفاجية 457، والحويزة 495، وهنديجان 329، ودزفول 262 ميكرو غرامًا لكل متر مكعب".
ومن جهة أخرى، طلبت منظمة حماية البيئة وجامعة العلوم الطبية في الأهواز من المواطنين، وخاصة كبار السن والأطفال والمصابين بأمراض القلب والرئة، تجنب الخروج غير الضروري من المنزل وتقليل الأنشطة البدنية إلى الحد الأدنى.
وفي شهر أبريل (نيسان) الماضي أيضًا، تسببت موجة الغبار، التي بدأت من غرب البلاد في تعطيل أو شبه تعطيل محافظات: خوزستان، وكرمانشاه، ولرستان، وبوشهر، وإيلام، وزنجان.
وتحولت جميع المدارس والجامعات في خوزستان إلى التعليم عن بُعد، في 17 أبريل الماضي، وانتقلت الإدارات إلى العمل عن بُعد أيضًا، فيما ارتفعت الجزيئات العالقة إلى 67 ضعف الحد المسموح به.
ومع بداية ظاهرة الجزيئات الدقيقة في خوزستان، هرع المواطنون، بناءً على تجارب سابقة، لشراء الكمامات المزودة بفلاتر.
ظاهرة الجزيئات الدقيقة وتأثيراتها
حظيت ظاهرة الجزيئات الدقيقة باهتمام أكبر منذ العقد الأول من القرن الحالي، وقد كانت تأثيرات هذه الظاهرة أكثر وضوحًا في غرب إيران، وخاصة في خوزستان؛ حيث تسببت الجزيئات المعروفة بـ "PM2.5" في زيادة الإصابة بالربو، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض القلب في المحافظة.
منشأ الأزمة
تعد صحاري العراق المنبع لما يُقدر بنحو 55 في المائة من الجزيئات الدقيقة في إيران، وخاصة الأراضي المعرضة للتصحر في دجلة والفرات، التي تنتج الجزيئات الدقيقة بسبب الجفاف، وتنقلها الرياح الموسمية في الربيع، مما يجعل محافظات غرب إيران تواجه ظروفًا حرجة كل عام.
كما أن الجفاف، وبناء السدود، والاستغلال المفرط للموارد الجوفية، في شرق سوريا وشمال السعودية، تعد من العوامل التي تساهم في أزمة الجزيئات الدقيقة في إيران.
وبالإضافة إلى هذه الأسباب، هناك مشكلة أخرى، وهي الإدارة غير المستدامة داخليًا في بؤر خوزستان، التي تمتد على 350 ألف هكتار، خاصة جنوب شرق الأهواز، إلى جانب سهل سيستان، وأراضي هامون الرطبة، ونهر زاينده رود الجاف، وصحراء لوت؛ لدرجة أن نحو نصف الأراضي الرطبة في إيران تحولت الآن إلى بؤر للغبار الدقيق.
ويُشار إلى أنه منذ 2001 حتى الآن، أدى عجز النظام الإيراني عن التعاون الدولي، خاصة مع العراق وسوريا وتركيا، للحد من الجزيئات الدقيقة، إلى تفاقم الأوضاع في محافظات غرب البلاد سنويًا.