ويشير التقرير، استنادًا إلى معطيات عدّة، إلى تسارع إعادة بناء القدرات العسكرية لدى الطرفين، وتعليق طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والغموض بشأن كفاءة منشآتها النووية، وتصاعد التنسيق بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بشأن البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى تصعيد هجمات الحوثيين على إسرائيل، كل تلك العوامل تجعل من اندلاع موجة جديدة من التصعيد أمرًا غير مستبعد.
تسريع إعادة بناء المنشآت العسكرية
أشارت "نيوزويك" إلى تقرير لموقع "ميدل إيست آي" تحدث عن إرسال الصين أنظمة دفاع جوي أرض- جو إلى إيران، واستعداد وزارة الدفاع الصينية لبيع مقاتلات متعددة المهام من طراز J-10 لـ "الدول الصديقة". وخلصت المجلة إلى أن إيران تعمل على تحديث دفاعاتها الجوية.
وفي المقابل، رصدت المجلة تحركات إسرائيلية تعكس استعدادًا لمواجهة محتملة، تشمل:
* تكثيف الدوريات الجوية فوق لبنان.
* تشكيل وحدات أمن داخلي لحماية المدنيين.
* تفعيل قوات الاحتياط لدعم خطوط الجبهة.
كما رأت أن تسريع إرسال الولايات المتحدة معدات عسكرية متطورة لإسرائيل، لا سيما الذخائر الدقيقة وأنظمة الدفاع الصاروخي، يدلّ على رغبة واشنطن في تعويض الخسائر الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة مع إيران، التي استمرت 12 يومًا.
غموض بشأن القدرات النووية الإيرانية
لفتت "نيوزويك" إلى عدة عوامل تُفاقم من احتمالية التصعيد بين إيران وإسرائيل، ومن أهمها:
* عدم وضوح حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية.
* استمرار التصريحات الإيرانية بشأن تخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي.
* تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
* تراجع آفاق المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
تحالف متزايد بين ترامب ونتنياهو
يستنتج كاتب التحليل أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن مؤخرًا، كشفت عن تقارب غير مسبوق بينه وبين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فيما يتعلق بمواجهة البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لقواتها بالوكالة في المنطقة.
ويرى أن هذا التحالف السياسي- العسكري قد يكون بمثابة ناقوس خطر جديد لطهران.
تصعيد هجمات الحوثيين
أبرزت "نيوزويك" أيضًا تصاعد هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على إسرائيل، واصفة إياها بأنها "هجمات منسقة تُظهر تطور القدرات العسكرية للحوثيين، وهي جزء من استراتيجية أوسع لإيران تهدف إلى الضغط على إسرائيل وتعطيل خطوط الملاحة الحيوية في المنطقة".
وتحذر المجلة من أن استمرار هذه الهجمات قد يدفع الولايات المتحدة إلى الانخراط مجددًا في ساحة المواجهة بالشرق الأوسط.
وتختتم "نيوزويك" تحليلها بأن طهران، وإن كانت تبدي حذرًا نسبيًا، إلا أنه لا توجد مؤشرات على نيتها وقف برامجها النووية أو الصاروخية، وفي المقابل، تظل إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك قدرات نووية عسكرية.
وبناءً عليه، يبقى خطر اندلاع مواجهة مباشرة بين الطرفين خطرًا جديًا ومتصاعدًا.