أوضاع مأساوية لمنكوبي الزلزال في إيران والنظام يمنع المساعدات الأهلية رغم اعترافه بالتقصير

Wednesday, 02/01/2023

لليلة الرابعة على التوالي يبيت أهالي مدينة خوي المنكوبة والتي ضربها الزلزال، شمال غربي إيران، في الشارع في أجواء طقس قارسة تتدنى درجات الحرارة فيها دون الصفر، وسط غياب وتجاهل من مسؤولي النظام الإيراني.

واعترف محمد مخبر، النائب الأول للرئيس الإيراني، بالتقصير وضعف الأداء لدى المؤسسات المعنية، وأكد أن أهالي المنطقة المنكوبة "ليس لديهم خبز ولا ماء ولا خيام".

وبعث أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو من مدينة خوي، مساء الثلاثاء 31 يناير (كانون الثاني)، قال فيه إن قوات الباسيج تقوم بضرب وإهانة المنكوبين على الرغم من أوضاعهم المأساوية.

وأثار تقاعس وضعف الأداء لدى المؤسسات الحكومية والعامة حفيظة محمد مخبر والذي حمّل منظمة الهلال الأحمر الإيرانية مسؤولية "هذا الأداء غير المسؤول".

ووجه مخبر خطابه إلى الهلال الأحمر قائلا: "لماذا تخبرونا بأن الأوضاع جيدة في المناطق المنكوبة بالزلزال، وقد تم متابعة كل شيء؟ الناس يقولون إنهم ينامون في البرد، وأنتم تقولون قمنا بتوزيع الخيام؟ كنا نعتقد أن الأوضاع جيدة بناء على تقاريركم".

واعترف مخبر أنه على الرغم من مرور عدة أيام على الزلزال، لا يزال بعض المواطنين "ليس لديهم خبز ولا ماء ولا خيام".

وتفيد التقارير الواردة من المناطق المنكوبة بالزلزال في مدينة خوي بحدوث كارثة إنسانية، وأن العديد من المنكوبين محرومون من الحصول على حاويات للسكن أو الخيام وأجهزة التدفئة والبطانيات وحتى الطعام.

وورد أن المواطنين يباتون في الشارع ليلا في برودة طقس قارسة تصل درجتها تحت الصفر، إضافة إلى غياب عملية إغاثة مناسبة وسريعة مما يثير المخاوف بارتفاع عدد الضحايا.

وشهدت مدينة خوي منذ أول أيام الزلزال أجواء أمنية وعسكرية، وقد انقطعت الإنترنت في معظم المناطق كما يتم منع النشطاء والصحافيين من الدخول للمناطق المنكوبة بالزلزال.

وتفيد تقارير أخرى أن القوات الأمنية تمنع في مدخل مدينة خوي دخول مساعدات إنسانية للمنكوبين.

لكن "إيران إنترناشيونال" تلقت مقاطع فيديو يظهر استمرار توفير وإرسال المساعدات الشعبية إلى المنكوبين في غياب عمليات إغاثة مناسبة من قبل الحكومة.

ويظهر أحد المقاطع مواطنا إيرانيا يقوم بجمع تبرعات لأهالي خوي المنكوبين، ويقول فيه: "بصفتي إيرانيًا، وجدت من واجبي أن أكون إلى جانب أهالي خوي".

وأوقف النظام الإيراني الحساب البنكي لمدرب فريق برسبوليس الإيراني، كريم باقري، بعدما اعتزام الأخير جمع مساعدات شعبية إلى المنكوبين، وتم منعه من جمع هذه التبرعات العفوية وغير الحكومية إلى المواطنين في خوي.

وعلقت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية على وقف حساب كريم باقري، بأن الأخير أعلن قبول التبرعات الشعبية "بدون تنسيق وأخذ ترخيص من المنظمات المعنية"، وأضافت أن حسابه البنكي تم وقفه بطلب من منظمة الهلال الأحمر الإيرانية وبأوامر قضائية.

وكان القضاء الإيراني قد قام بمنع المساعدات الشعبية إلى المنكوبين بالكوارث الطبيعية، لأول مرة في زلزال مدينة كرمانشاه، غربي إيران.

وبناء على القرار المذكور، تم حجب حسابات بنكية لشخصيات إيرانية شهيرة مثل لاعب كرة القدم، علي دائي، الذي كان قد أعلن قبوله مساعدات شعبية إلى منكوبي الزلزال.

علما أن قرار النظام الإيراني هذا جعل من المستحيل جمع المساعدة العامة خارج الهيكل الحكومي، وبدون تنسيق مع مافيا الجمعيات الخيرية التابعة للنظام.

ولقي ما لا يقل عن 3 أشخاص مصرعهم وأصيب أكثر من 440 بعد الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة على مقياس ريختر في منطقة خوي ومناطق أخرى بمحافظة أذربيجان الغربية، شمال غربي إيران، كما أصيب العديد من الأشخاص في مدينة سلماس.

مزيد من الأخبار

جهان‌نما
خبرها
خبر
کاوش

شارك بآرائك

شارك بآرائك ورسائلك ومقاطع الفيديو حتى نتمكن من نشرها