معارض إيراني: سبب الاحتجاجات "كراهية شرطة الأخلاق".. واستمرارها فاجأ النظام

قال صادق زيباكلام، وهو "ثوري سابق"، قبل أن يصبح من أشد المعارضين المتشددين في إيران، قال إن الاحتجاجات المستمرة فاجأت سلطات النظام الإيراني.

قال صادق زيباكلام، وهو "ثوري سابق"، قبل أن يصبح من أشد المعارضين المتشددين في إيران، قال إن الاحتجاجات المستمرة فاجأت سلطات النظام الإيراني.
وأضاف زيباكلام، الذي مُنع مؤخرًا من التدريس في جامعة طهران بسبب تصريحاته اللاذعة المتكررة ضد النظام، في مقابلة يوم أمس الأحد، إن الحجم الهائل للاحتجاجات فاجأ الجميع، بمن فيهم رجال الدولة، وأولئك الذين يخدمون في الحكومة، والبرلمان والسلطة القضائية.
وتابع المحلل الإصلاحي أن المسؤولين ليسوا متأكدين من كيفية الرد على مثل هذه الانتفاضة الضخمة وهم في حيرة من أمرهم بسبب عدم وجود ردود مناسبة.
وذكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة آزاد أنه هو نفسه مندهش من الدور الكبير للجامعات في الاحتجاجات، مشيرًا إلى أنه حتى الطلاب والأساتذة في العديد من فروع جامعة آزاد- الذين لا يشاركون عادةً في المسيرات المناهضة للنظام- شاركوا في المظاهرات على مستوى البلاد.
وشدد على أنه لا يريد "تجاهل المشاكل الاقتصادية"، وأن السبب الرئيسي للموجة الحالية من الاحتجاجات هو الكراهية ضد ما يسمى "شرطة الأخلاق" أو دوريات تطبيق الحجاب، مضيفا أن "وقود وذخيرة هذه الاحتجاجات هو الاستياء الاجتماعي"، مشيرًا إلى أن النساء والجيل الثالث من الثورة الإيرانية هما المجموعتان الرئيسيتان من المتظاهرين.
يذكر أن الانتفاضة الشعبية انطلقت بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في الحجز واندلعت المسيرات الاحتجاجية لأول مرة في مسقط رأسها سقز والعاصمة طهران. وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء البلاد. وحصلت على دعم الجاليات الإيرانية في جميع أنحاء العالم وكذلك الحكومات والمسؤولين الأجانب.


استأنف طلاب العديد من الجامعات الإيرانية، اليوم الاثنين 17 أكتوبر (تشرين الأول)، تجمعاتهم الاحتجاجية مرددين هتافات ضد النظام، ورفضوا دخول قاعات الدرس. كما أفادت التقارير الواردة بهجوم قوات أمنية بزي مدني على طلاب جامعة أردبيل، شمال غربي إيران.
وبحسب التقارير ومقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، اليوم الاثنين، نظم الطلاب الجامعيون في أردبيل تجمعات لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على "ضرب وإهانة الطلاب وإراقة دم أحدهم والأجواء الأمنية والقمعية" السائدة في المحافظة.
ويظهر مقطع فيديو تلقته "إيران إنترناشيونال" أحد عناصر القوات الأمنية بزي مدني وهو يهاجم تجمعا لطلاب جامعة أردبيل للعلوم الطبية.
ونظم طلاب جامعة شهركرد الأهلية تجمعا اليوم الاثنين، رفعوا خلاله شعار "الحرية". وتجمع أيضا طلاب جامعة بوشهر جنوب، ومازندران شمالي إيران في حرم الجامعة.
كما نظم طلاب جامعة نجف آباد الأهلية وسط إيران مظاهرة عارمة ضد النظام في إيران ورفعوا شعار: "يجب أن يرحل الملالي".
وتجمع طلاب جامعة الفن الإسلامي في تبريز، شمال غربي إيران ورفعوا شعار: "لو قتل شخص واحد، فسيخرج ألف شخص لدعمه".
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاجات المستمرة للطلاب الجامعيين في إيران انطلقت منذ يوم 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، أي بعد يومين من انتشار خبر وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، على يد "شرطة الأخلاق" الإيرانية.
وبعد أن أدان المعهد الألماني للتبادل الأكاديمي القمع العنيف للاحتجاجات الطلابية في إيران، بما في ذلك طلاب جامعة شريف، اتهمت وزارة العلوم في إيران، مساء أمس الأحد، هذا المعهد "بالتدخل في الشؤون السياسية الإيرانية".

بالتزامن مع التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" حول عدم معالجة حالة بعض السجناء المصابين في حريق سجن إيفين، أفادت وكالة أنباء القضاء الإيراني بأن عدد القتلى ارتفع إلى 8 أشخاص.
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد تم نقل الجرحى في حريق سجن إيفين إلى مستشفيي طالقاني ومدرس، ولا يزال المناخ الأمني مسيطراً على السجن.
ووفقًا لهذا التقرير، فقد تم إدخال ما لا يقل عن 12 سجينًا إلى مستشفى سجن إيفين. ولا زال بعض السجناء الأربعين الذين نُقلوا إلى سجن رجائي شهر، بمن فيهم أمير عباس أزرم وند، لا زالوا في السجن على الرغم من أن الرصاص في أجسادهم ولم يتلقوا أي علاج.
وفي وقت سابق، أفادت "إيران إنترناشيونال"، بأن حالة عدد من السجناء تدهورت بسبب استنشاق كميات كبيرة من الدخان والغاز وتم نقلهم إلى المستشفى، كما أصيب عدد من السجناء الآخرين بجروح ناجمة عن طلقات من بنادق صيد ونقلوا إلى مستشفى السجن.
كما تم نقل عدد من المعتقلين السياسيين من العنبر 8 في سجن إيفين من قبل الحرس الخاص بعد انتهاء الاشتباكات، ولا توجد معلومات حول حالتهم.
ووفقًا للسلطات الإيرانية، فقد وقع هذا الحريق في محيط العنبرين 7 و8 بسجن إيفين وفي ورشة عمل.
وبحسب الأنباء، بعد الحريق، حاول عدد من السجناء من العنابر الأخرى، بما في ذلك العنبر الرابع وعنبر النساء، مغادرة العنابر إلى ساحة السجن، لكن حراس الأمن أطلقوا الغاز المسيل للدموع عليهم.
كانت "إيران إنترناشيونال" قد أعلنت عن مقتل 4 أشخاص في حريق سجن إيفين، وبعد ساعات قليلة، أكدت وكالة أنباء القضاء هذا الأمر.
وذكرت وكالة الأنباء هذه، اليوم الاثنين، أن 4 سجناء آخرين لقوا مصرعهم وبلغ عدد القتلى 8 اشخاص. ولم تعلن السلطات القضائية أسماء هؤلاء السجناء الثمانية واكتفت بالإعلان عن اتهامهم بالسرقة.
هذا ونشر المسؤولون الحكوميون ووسائل الإعلام تقارير متضاربة حول الحريق في سجن إيفين. فيما أفاد موقع "مشرق نيوز"، المقرب من الأجهزة الأمنية، عن مقتل 7 سجناء بسبب وقوعهم في حقل ألغام أرضية.
كما ذكرت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن سبب أصوات الانفجار بعد الحريق في إيفين، مرتبطة بخروج بعض السجناء الهاربين من السجن ووقوعهم في "حقل الألغام" الواقع في الجانب الشمالي من سجن إيفين، لكنها بعد دقائق نفت الخبر نقلا عن "مصدر مطلع".
ووصفت وكالة "فارس" حريق سجن إيفين بأنه نتج عن حرق "مستودع الملابس وورشة العمل في السجن، في خطوة تم الإعداد لها مسبقاً" بعد "اشتباك مفتعل" بين سجناء العنبرين 7 و8.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء "إيرنا"، نقلاً عن مسؤول أمني كبير، أن هناك اشتباكا حدث بين السجناء وموظفي سجن إيفين، ثم اشتعلت النيران في مستودع ملابس السجناء.

تقترب الحملة الموجهة إلى قادة مجموعة الدول الصناعية السبع في العالم لاستدعاء سفرائها من إيران وطرد مسؤولي النظام الإيراني من 200 ألف توقيع.
وتشير هذه الحملة الموجهة لوزراء خارجية بريطانيا وكندا وأميركا واليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا إلى "القمع الوحشي والعنيف" للاحتجاجات العامة في إيران بعد مقتل مهسا أميني.
وتطلب من رؤساء هذه الدول اعتبار "سفراء إيران أو ممثليها في المنظمات الدولية" على الفور بأنهم "أشخاص غير مرغوب فيهم"، وطردهم "احتجاجًا على المعاملة غير القانونية وغير الإنسانية للمتظاهرين في إيران".
هذه الحملة، التي بادر بها المحامي والناشط الحقوقي المقيم في كندا، كاوه شهروز، في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، تناشد هذه الدول أيضا لـ"المطالبة بحزم وعلانية بالإفراج عن السجناء من السجون الإيرانية".
كما نشر المتحدث باسم رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، حامد إسماعيليون، في إشارة إلى حريق سجن إيفين مساء أول من أمس السبت، نشر دعوة هذه الحملة عبر حسابه على "تويتر".
وفي نص هذه الحملة، التي نُشرت على أكبر منصة إلكترونية لجمع التوقيعات (Change.org)، تم الإعراب عن القلق العميق من قبل "أعضاء مجموعة الإيرانيين المدافعين عن العدالة وحقوق الإنسان، إلى جانب الموقعين الآخرين" بشأن الأحداث التي جرت في الأسابيع الخمسة الماضية في إيران.
وجاء فيها: "نحن قلقون من أن حياة العديد من السجناء الذين تم سجنهم فقط لمعارضتهم النظام (بما في ذلك السجناء السياسيون والنشطاء المدنيون والفنانون وممثلو الأقليات الدينية والعرقية والنشطاء العماليون وغيرهم) والسجناء مزدوجو الجنسية معرضون لخطر جسيم".
يذكر أن الهدف من هذه الحملة هو الوصول إلى 200 ألف توقيع.

يواصل الشعب الإيراني انتفاضته ضد النظام للأسبوع الخامس، وقد اشتعلت الاحتجاجات بمناطق متفرقة من البلاد.
وتظهر مقاطع الفيديو التي وردت من طهران إلى "إيران إنترناشيونال" أن المحتجين من بلدة أكباتان تجمعوا مساء الأحد 16 أكتوبر ورددوا هتافات مثل "أيها الحرس الثوري الداعشي، إلى متى ستقتل الأطفال؟" و"(مهسا)نا .. (نيكا)نا... نداء حريتنا".
وردد مواطنون في مناطق مختلفة من طهران وكرج هتافات مناهضة للنظام الإيراني وعلي خامنئي من منازلهم مثلما حدث الليلة الماضية.
وتشير مقاطع الفيديو المرسلة أيضًا إلى أن المتظاهرين أشعلوا النار بشارع كاشاني في طهران.
وفي منطقة "شوش" بطهران هاجم عناصر الأمن تجمع المتظاهرين وأطلقوا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
كما واصل الطلاب، الذين كانوا أحد أركان هذه الحركة منذ بداية الاحتجاجات على مقتل "مهسا أميني"، تظاهراتهم في الجامعات.
ففي جامعة شريعتي بطهران، احتشدت مجموعة من الطلاب في حرم الجامعة ورددوا شعارات مثل "أخذوا (نيكا)نا وجاءوا بجثتها" و"المرأة، الحياة، الحرية". كما تظهر مقاطع الفيديو الواردة أن الطلاب، ردًا على كلام امرأة مناصرة للنظام، قالوا: "إنك تقاومين الحقيقة والواقع ولا تنفعيننا بشيء".
كما كتبت الطالبات في سكن البنات بجامعة بهشتي شعارات "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور" و"زين زنده آزادي" على الجدران.
وفي كرج تجمع طلاب الجامعة الحرة ( آزاد) وهتفوا: "لا غزة ولا لبنان، أضحي بحياتي من أجل إيران"، "المرأة الحياة، الحرية... الرجل، الوطن، العمران". كما هتفوا باسم "علي كريمي" لاعب كرة القدم الإيراني السابق الذي وقف داعمًا للمحتجين.
واحتشدت مجموعة من طلاب جامعة تبريز للعلوم الطبية في حرم هذه الجامعة ورددوا شعارات مثل "أذربيجان أوياخدي كردستان داياخدي" التي تعني "أذربيجان مستيقظة، إنها تدعم كردستان".
وفي الوقت نفسه، نظم طلاب جامعة نجف آباد مسيرة احتجاجية ورددوا هتافات "كل محايد هو عديم شرف بالتأكيد" و"هذا العام هو عام الدم وستتم الإطاحة بعلي خامنئي" و"لا للحجاب ولا للذلة؛ نعم للحرية والمساواة".

طالبت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، اليوم الأحد 16 أكتوبر (تشرين الأول) "بتشكيل آلية تحقيق مستقلة تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة، للتحقيق في قتل المحتجين وأحداث سجن إيفين، لـ"منع حدوث كوارث أكبر".
وفي إشارة إلى سجل النظام الإيراني في التكتم على الحقائق وتاريخ القتل في السجون، وبالنظر إلى أن الكذب أمر طبيعي لدى المسؤولين الإيرانيين، أعلنت المنظمة أنها لا تقبل الإيضاحات الرسمية فيما يتعلق بالحريق في سجن إيفين.
هذا وكانت تقارير قد نشرت، مساء أمس السبت، عن وقوع حريق وانفجارات عديدة وأصوات طلقات نارية داخل سجن إيفين وفي محيطه.
وأعلنت وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في إيران عن مقتل 4 سجناء من "المدانين بالسرقة إثر استنشاق الدخان الناتج عن الحريق"، وإصابة 61 سجيناً، ومن بين 10 سجناء تم نقلهم إلى المستشفى حالة 4 منهم حرجة.
وذكرت الوكالة أن سبب الحادث هو وقوع اشتباك بين بعض السجناء في العنبر الخاص بسجناء السرقة والمدانين بقضايا مالية وإحراق مخزن الملابس وورشة الخياطة في السجن.
وفي تقرير آخر، أعلنت وكالة "فارس" عن مقتل عدد من السجناء بسبب وقوعهم في حقل للألغام أثناء فرارهم من السجن، ولكنها نفت الخبر بعد ساعات من نشره.
يشار إلى أن اندلاع الحريق في سجن إيفين والذي يضم عدداً كبيراً من سجناء الاحتجاجات الأخيرة، وأيضاً التصريحات المتناقضة للمسؤولين الإيرانيين في هذا الصدد، قوبلت بردود فعل داخلية ودولية واسعة.
وفي غضون ذلك، ذكرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن الطريق الوحيد لفهم الحقائق ومعرفة المسؤول عن هذه الكوارث هو تدخل المجتمع الدولي بشكل فوري في هذه القضية وإنشاء آلية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة.
يأتي الحريق في سجن إيفين بعد أسبوع من من نشر خبر حول وقوع عصيان واشتباك بين السجناء والقوات الأمنية في سجن رشت المركزي (لاكان)، شمالي إيران.
وبحسب تقارير غير مؤكدة فقد لقي 6 سجناء حتفهم في هذه الاشتباكات.