وزير خارجية إيران بشأن قمع المحتجين: لدينا ديمقراطية كاملة .. تعالوا وانظروا بأنفسكم

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في مقابلة مع "مونيتور"، عن قمع الاحتجاجات: "هناك ديمقراطية كاملة في إيران .. تعالوا وانظروا بأنفسكم".

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في مقابلة مع "مونيتور"، عن قمع الاحتجاجات: "هناك ديمقراطية كاملة في إيران .. تعالوا وانظروا بأنفسكم".
ووصف صور وفيديوهات قمع المتظاهرين بأنها "مزورة"، وأضاف أن هناك "حرية تعبير، وحرية للمواطنين لفعل ما يريدون" في شوارع طهران.
وقال أمير عبد اللهيان إن وفاة مهسا أميني "أحزنتنا جميعا، وأضاف أن "كل فروع السلطة في إيران تعمل على رؤية ما سيحدث".
هذا على الرغم من نشر العديد من الأدلة والبراهين على تأكيد مقتل مهسا أميني على يد "شرطة الأخلاق".
كما قُتل عدد من المتظاهرين على أيدي قوات الأمن الإيرانية أثناء مقاومة القمع، وهو ما نفاه أمير عبد اللهيان أيضًا وقال: "هؤلاء الأشخاص لم يقتلوا جميعًا على أيدي قوات الأمن".
وقال وزير خارجية إيران إن قمع الاحتجاجات أمر طبيعي وأضاف: "يجب أن نرد على الاضطرابات بطريقة قوية وعنيفة".
ووجه أصابع الاتهام لدول ومؤسسات خارج إيران، منها الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ووسائل الإعلام الفضائية والافتراضية، وكذلك "دولة معينة في المنطقة".
وقال عبداللهيان، دون أن يذكر دور الحجاب الإجباري في تشكيل الاحتجاجات العامة وإنكار شرعية النظام، إن النساء في إيران "ملتزمات بالحجاب كما يردن".
لكن مع استمرار المظاهرات الليلية في مختلف مدن إيران، تعطلت شبكة الإنترنت بشكل أكثر حدة من ذي قبل، لكي يصعب انتقال أصوات المحتجين خارج البلاد.
في الوقت نفسه، تم نشر المزيد من الأدلة على مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، بما في ذلك أقوال شاهدة عيان كانت حاضرة بالمعتقل في نفس الوقت الذي تم فيه اعتقال مهسا أميني.
وقالت لـ"إيران إنترناشيونال": إن مهسا أميني كان تمسك برأسها عندما تم نقلها إلى مركز احتجاز شرطة الأخلاق، وقالت "أخ.. رأسي يوجعني" عدة مرات، وعندما سألناها عن السبب، قالت إن الضباط ضربوها في الرأس.
وفي السابق، قدمت مجموعة قراصنة صورًا حصرية من الأشعة المقطعية لمهسا أميني، لـ"إيران إنترناشونال" تظهر كسرًا في الجمجمة بالجانب الأيمن من رأسها بسبب مضاعفات ناجمة عن ضربة مباشرة للرأس.
وعلی الرغم من نزول المتظاهرين إلى الشوارع في مدن مختلفة ويبدو أن إضرابات واسعة النطاق تتشكل، قال عبداللهيان: "الوضع تحت السيطرة بالكامل".


بدأ اليوم الحادي عشر من الاحتجاجات العارمة في إيران بمشاهد الاحتجاج في الشوارع، وإصدار البيانات الخاصة بالإضراب في عدد من الجامعات، وسط إدانات غير مسبوقة على المستوى الدولي.
وقد كان لافتا اليوم ما صرحت به شاهدة عيان كانت في مركز الاعتقال الوزاري أثناء اعتقال مهسا أميني، حيث قالت لـ"إيران إنترناشيونال": "عندما تم نقل مهسا أميني إلى مركز الاحتجاز، كانت تمسك برأسها وتصرخ من شدة الوجع، وعندما سألناها عن السبب، قالت إن عناصر الشرطة ضربوها على رأسها".
وفي الوقت نفسه أفادت مجموعة "أنونيموس" المختصة في مجال القرصنة الإلكترونية، بأنها اخترقت البنك الوطني الإيراني (بنك ملي) في إطار هجومها ضد النظام الإيراني، ودعم المحتجين ضد نظام الملالي.
ومع استمرار الاحتجاجات في مختلف المدن والمحافظات الإيرانية، أفادت التقارير الإعلامية بأن خدمة الإنترنت تشهد خللا أشد من الأيام الماضية، فيما لا يزال إنترنت الهاتف المحمول مقطوعا بالكامل.
اتساع التظاهر
وميدانيا بدأت سيدات تظاهرن في لاهيجان شمالي إيران بإشعال النار في الحجاب، كما قام المئات من النساء في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، شمالي سوريا، بقص شعرهن، وحرق الحجاب.
وأظهرت مقاطع فيديو من مدينة كرج غربي العاصمة طهران انطلاق الاحتجاجات لليوم الحادي عشر على التوالي. وقد هتف المتظاهرون ضد المرشد علي خامنئي. وهو نفسه ما حدث في حي "نارمك " بطهران، وحي "كوهر دشت" بكرج، غربي إيران، مساء اليوم الاثنين، الذين هتفوا: "الموت للديكتاتور".
ورفع أحد المتظاهرين علم المعارضة على أحد كباري طهران، وتعرض لاستهداف من عناصر الشرطة، فيما قام قائد قوات الأمن الخاصة، حسن كرمي، بوصف المتظاهرين ضد النظام الإيراني بأنهم "غوغائيون"، و"أراذل". وقال إنه في حال عودة المتظاهرين إلى الشارع فإن قوات الأمن "مستعدة خلال 4 أو 5 أيام للسيطرة على الأوضاع".
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه "إيران إنترناشيونال" عنصرا من الأمن الإيراني وهو يعتدي على سيدة حاولت اعتراض طريقه ومقاومته.
من جهة ثانية انطلقت الاحتجاجات في جامعة "تربيت مدرس" بطهران بهتافات ضد النظام الإيراني، وهو ما حدث أيضا في جامعة فردوسي في مشهد، شمال شرقي إيران، حيث انضم طلاب الجامعة إلى الإضراب العام لتعطيل الصفوف الدراسية.
وفي جامعة أمير كبير وقّع الطلاب بيانا انضموا فيه إلى الإضراب العام لمقاطعة الفصول الدراسية. كما أصدر عدد من طلاب "جامعة بهشتي" بطهران بيانا تزامنا مع الإعلان عن الإضراب الجامعي على مستوى البلاد الأسبوع القادم، وجاء في البيان أن المشاركة في المحاضرات الدراسية ستكون خيانة للطلاب ودماء الشباب المهدرة ظلما".
وقد تلقت "إيران إنترناشيونال" تفارير عن تعرض أهالي المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة الذين تجمعوا أمام سجن إيفين بطهران للضرب على أيدي القوات الأمنية الإيرانية وتم استخدام رذاذ الفلفل لتفريقهم. كما تعرض أهالي السجناء للشتائم.
إلى ذلك، ردد المتظاهرون في مدينة "قروه" بمحافظة كردستان، غربي ايران، هتافات توعدوا فيها بالثأر لمقتل مهسا أميني، كما هتفوا ضد المرشد علي خامنئي.
وأفادت لجنة تنسيقيات عمال شركات النفط الإيرانية بأنه "إذا لم ينته القتل الذي يتعرض له الشعب، فإننا سنتوقف عن العمل".
وحقوقيا، أفادت التقارير الواردة من إيران بأن السلطات الأمنية في طهران اعتقلت، مساء أمس الأحد، المحامي الحقوقي، بابك باك نيا وقادته إلى جهة غير معلومة.
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن عدد ضحايا الاحتجاجات الجارية في إيران ارتفع إلى ما لا يقل عن 76 شخصا.
وخارج إيران تواصل الاحتجاج في عدد من عواصم العالم وأظهرت مقاطع فيديو أحد الموالين لنظام طهران في لندن وهو يتلقى ضربا مبرحا على يد محتجين إيرانيين.
اضطراب أركان النظام
وردا على مواقف المشاهير الإيرانيين صرح رئيس القضاء الإيراني، محسني إيجه إي، مرة أخرى بالقول: "ليس من نزل إلى الشارع هو فقط المجرم بل إن محرضي مثيري الشغب ومؤيديهم مجرمون أيضا وسيتم التعامل معهم". وأضاف: "سنعاقب الأشخاص الذين اشتهروا بدعم النظام لهم، وبدلاً من أن يكونوا معنا في اليوم الصعب تحالفوا مع العدو".
ونشر موقع "إيسنا" التابع للنظام مقطع فيديو للرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وهو يزور مصابي القوات الأمنية بطهران إثر اشتباكات مع المحتجين.
وكان رئيسي قد هدد بعد عودته من نيويورك بقمع المتظاهرين، ووصفهم بـ"مثيري الشغب". يذكر إن جرحى المحتجين يتم إسعافهم في المنازل خوفا من الاعتقال.
ورغم مرور أكثر من 10 أيام على الاحتجاجات العارمة في إيران، والتي ترددت فيها هتافات "الموت لخامنئي"، و"الموت للديكتاتور"، ورغم تصريح عدد من المسؤولين الإيرانيين، لكن المرشد الإيراني لم يبد حتى الآن أي رد فعل. في حين تؤكد بعض التقارير الخاصة أن خامنئي يعاني من مرض شديد يمنعه من قيادة قمع الاحتجاجات مثل المرات السابقة.
إدانة دولية غير مسبوقة
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية إن بلاده استدعت سفير طهران في برلين بخصوص قمع الاحتجاجات في إيران.
وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو: "شاهدنا مرات عديدة انتهاك النظام الإيراني لحقوق الإنسان، والآن نشاهد ذلك من خلال مقتل مهسا أميني وقمع الاحتجاجات"، وأضاف ترودو مخاطبا النساء الإيرانيات: "نحن نقف بجانبكن".
وأعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، فرض عقوبات على عشرات المسؤولين والمؤسسات الإيرانية، بما فيها "شرطة الأخلاق".
وبدوره قال وزير الخارجية الكندي إن بلاده ستفرض عقوبات على الجهات الإيرانية المسؤولة عن موت مهسا أميني.
وفي الولايات المتحدة الأميركية تم وضع رابع طائرة إيرانية على قائمتها السوداء بسبب نقضها للعقوبات المفروضة على روسيا. وتتبع هذه الطائرة شركة "ساها" للخطوط الجوية، وهي تابعة للجيش الإيراني.
وفي رده على مراسلة "إيران إنترناشيونال"، التي تساءلت عما إذا كان دعم رجال ونساء إيران الشجعان أكثر أهمية للمصالح الأميركية أم التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران؟ قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "كلاهما يتماشى مع مصالحنا وقيمنا الوطنية".
وأصدرت 6 منظمات والحزب الجمهوري الديمقراطي الإيراني، بيانا جاء فيه: "نشكر المتظاهرين ونعتقد أن استمرار الاحتجاجات في الشارع سيمهد الطريق للإطاحة بنظام الملالي. يجب أن يعلم النظام المدمر أن قمع وقتل المتظاهرين ليس له نتيجة سوى زيادة غضب الناس الذين يطالبون بحقوقهم الطبيعية.
وأضاف البيان: "نعلن عن دعمنا الكامل لإضراب المعلمين والطلاب، وندعو العمال والشركات والمحلات التجارية للانضمام إلى الإضراب".
إلى ذلك طالبت باريس إيران "بإنهاء القمع الوحشي، والاحترام الكامل لالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، وخاصة الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واحترام حرية التجمع السلمي. كما يجب ضمان حرية الرأي والتعبير وخاصة على شبكة الإنترنت".
وأضافت وزارة الخارجية الفرنسية: "ندرس الخيارات المتاحة مع شركائنا الأوروبيين للرد على هذا الانتهاك الجديد والواسع النطاق لحقوق المرأة وحقوق الإنسان في إيران".
وقد واجهت طهران هذا الموقف الدولي بالرفض، حيث علق كبير مفاوضي إيران في المحادثات النووية، على احتجاج أوروبا على القمع في إيران بالقول: "دول أوروبا التي ترفض تقديم حتى الأدوية والضمادات اللازمة للمرضى، كيف لها أن تشعر بالقلق إزاء حالة حقوق الإنسان في إيران؟".

مع تصاعد احتجاجات الشعب الإيراني بعد مقتل مهسا أميني، أضاف المتظاهرون أساليب جديدة لاحتجاجاتهم، فإلى جانب احتجاجات الشوارع، لجأوا إلى إجراءات مثل التوسع في كتابة الشعارات على الجدران، وترديد الهتافات من النوافذ والأسطح.
وأكد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي أن كتابة الشعارات وتشويه صور المسؤولين لها تأثير أكثر ديمومة، وأن محو الشعارات يتطلب طاقة إضافية من القوى القمعية.
يشجع المستخدمون أيضًا الأشخاص الذين لا يستطيعون التواجد في الشوارع على الهتاف من النوافذ وأسطح المنازل.
وتُظهر مقاطع الفيديو التي نُشرت في الأيام الأخيرة المواطنين وهم يرددون الشعارات بشكل متزايد من النوافذ وأسطح المنازل.
وفي المقابل، تشير التقارير إلى إنهاك القوى الأمنية. وقد انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث فيه رئيس القضاء، غلام حسين محسني إيجه إي، عن الليالي العديدة التي قضتها القوى القمعية دون نوم، وعملهم حتى في يوم العطلة.
كما نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا مختلفة لأطفال يرتدون ملابس ومعدات قمع في الشوارع، مما يظهر أن قوات الأمن تستخدم الأطفال بسبب إنهاك هذه القوات.
في مقطع فيديو حصلت عليه "إيران إنترناشيونال"، يظهر محتجون يصرخون في شارع "سازمان آب" بطهران عددا من عناصر الأمن قليلا للغاية وهم يطلبون من الناس البقاء في الشوارع.
ومع تزايد غضب المحتجين تتواصل مساعي النظام الإيراني لتشويه حقائق قضية مقتل مهسا أميني. ووفقًا للأخبار الحصرية التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، طلب فريدون نوحي، أحد الأطباء الموثوق بهم لعلي خامنئي، الأسبوع الماضي، من ثلاثة أطباء قلب، على الأقل، أن يدرجوا في السجل الطبي لمهسا أميني أنها تعاني من مشكلة في القلب.
يذكر أن نوحي هو زوج كبرى خزعلي ورئيس مستشفى رجائي للقلب في طهران.
وفي الوقت نفسه، تجاوز هاشتاغ مهسا أميني على "تويتر" 98 مليونًا ويدعم المستخدمون المتظاهرين الإيرانيين من خلال نشر هذا الوسم.
كما اخترق قراصنة من مجموعة "أنونيموس" موقع وزارتي النفط والاقتصاد في إيران، وأعلنوا اختراق قاعدة بيانات البرلمان ونشروا أرقام التليفونات ومعلومات جميع النواب.
وكتب المتسللون بعد الهجوم الإلكتروني على مواقع الوزارة: "لا يمكنكم استخدام الأموال الملطخة بالدماء بينما يموت الناس".
وقال هؤلاء المتسللون أيضًا في رسالة بعد اختراق قاعدة بيانات البرلمان: "دعمنا لاحتجاجات إيران مستمر. كما تعلمون جميعًا، سيفعل النظام أي شيء لإيقافكم. لا تستسلموا. لا تتركوا الشوارع. لا توقفوا الثورة".
من ناحية أخرى، تتواصل جهود توفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للمتظاهرين الإيرانيين. وفي هذا الصدد، كتب كريم سجادبور، عضو معهد كارنيغي، نقلاً عن إيلون ماسك أن "ستارلينك" تم تشغيلها الآن في إيران وأن استخدامه يتطلب أجهزة (طبقا لاقطا وجهاز توجيه/ راوتر) داخل البلاد، والتي "أعتقد أن الحكومة الإيرانية لن تدعمها، لكن إذا استطاع المرء أن يحضر المعدات، يمكنه تفعيلها".
وأوضح سجادبور أن مسؤولي إدارة بايدن جاهزون للمساعدة في نقل محطات ستارلينك إلى إيران، لكن هناك تحديين ماليين ولوجستيين رئيسيين. ووفقًا لما ذكره سجادبور، فإن إنشاء وصيانة آلاف محطات "ستارلينك" في إيران يكلف ملايين الدولارات. هذا التحدي قابل للحل، لكن التحدي الأكبر هو اللوجستيات.

أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن عدد القتلى في الاحتجاجات الحالية وصل إلى 76 شخصا على الأقل.
وأضافت هذه المنظمة أنه بسبب التعطيل الواسع للإنترنت، لم تتمكن بعد من تأكيد عدد كبير من التقارير الواردة.
وكانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق أنه في كثير من الحالات، لن يتم تسليم جثث القتلی إلى عائلاتهم إلا إذا وافقوا على عدم إقامة تشييع جنازة عام.
في الوقت نفسه، أفاد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، نقلاً عن أهالي المتوفين، أنه في إعلانات الوفاة تم ذکر الأمراض المختلفة کسبب للوفاة، وتعرضت بعض العائلات لضغوط لدفن أحبائها ليلاً.
ويوم السبت، أفاد موقع هنغاو لحقوق الإنسان أن أربعة أطفال على الأقل قتلوا في المسيرات الاحتجاجية بالمناطق الكردية.
وبحسب مصادر إخبارية حقوقية، أصيب عشرات المتظاهرين واعتقل مئات الأشخاص.
وفي بعض مقاطع الفيديو المتعلقة بالاحتجاجات الحالية، والمنشورة على الشبكات الاجتماعية، شوهدت الوحدات الخاصة والمتخفون في الثیاب المدنية، يطلقون النار مباشرة على المحتجين.

أعربت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن تضامنها مع الاحتجاجات النسائية في إيران.
وغردت غرينفيلد: "إلى النساء اللاتي انتفضن في إيران من أجل الحريات الأساسية: تضامنًا معكن، نقف إلى جانبكن".
وأضافت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة: "شجاعتكن مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم".
يذكر أنه إثر مقتل مهسا أميني في حجز الشرطة، شهدت مدن إيران المختلفة احتجاجات حاشدة على مدار الأيام التسعة الماضية.
ولعبت النساء دورًا بارزًا في هذه الاحتجاجات، وتم نشر مقاطع فيديو للعديد من الإيرانيات على مواقع التواصل الاجتماعي، في مدن مختلفة يخلعن أوشحتهن ويواجهن قوات الأمن.
وتقول منظمات حقوقية إن 36 شخصًا على الأقل قتلوا في هذه الاحتجاجات.

اخترق قراصنة من مجموعة "أنونيموس" موقعي وزارتي النفط والاقتصاد في إيران، وأعلنوا اختراق قاعدة بيانات البرلمان ونشروا أرقام تلفونات ومعلومات جميع النواب.
وكتب القراصنة بعد الهجوم السيبراني على مواقع الوزارة "لا يمكنكم استخدام أموالكم الملطخة بالدماء بينما يموت الناس".
وقال هؤلاء القراصنة أيضًا في رسالة بعد اختراق قاعدة بيانات البرلمان الإيراني: "دعمنا لاحتجاجات الإيرانيين مستمر، كما تعلمون جميعًا، ستفعل الحكومة أي شيء لإيقافكم، لا تستسلموا ولا تتركوا الشوارع، لا توقفوا الثورة".
وأضافت هذه الرسالة: "البرلمان الإيراني يدعم الديكتاتور بينما ينبغي عليه أن يدعم الشعب، وسننشر كل ما لديه من معلومات".
ونشر هؤلاء القراصنة في مقطع فيديو صورا لأرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالنواب وكتبوا: راسلوهم واسألوهم عن سبب دفاعهم عن الديكتاتور.
وأمس الأحد، اخترقت مجموعة من القراصنة الإيرانيين تسمى "بك ريوارد" في خطوة احتجاجية موقع مؤسسة الإسكان. وأعلنت هذه المجموعة في رسالتها أنها ستقاتل النظام الإيراني بأسلوبها الخاص.
وفي 20 سبتمبر، أعلنت مجموعة قراصنة "أنونيموس" أنها بدأت عملياتها الإلكترونية ضد النظام الإيراني دعما لاحتجاجات الشعب الإيراني.
وقال عضو في "أنونيموس" علی تويتر يوم الثلاثاء في رسالة للشعب الإيراني: "نحن هنا معكم، بدأت العملية ضد إيران، انتظرونا".
وبعد ساعات، تعطّل الموقع الإلكتروني للحكومة الإيرانية والموقع الإعلامي للمتحدث الرسمي باسم الحكومة، وتبنت "أنونيموس" المسؤولية عن هذه الهجمات.
وواصلت "أنونيموس"، وهي واحدة من أشهر المجموعات السيبرانية في العالم، هجماتها على مختلف المواقع ذات الصلة بالنظام الإيراني، بما في ذلك الموقع الرسمي لعلي خامنئي ومركز أبحاث الطب الشرعي، في الأيام الأخيرة.
في غضون ذلك، وتماشيا مع جهود النظام الإيراني للتعامل مع انتشار الاحتجاجات، تعطلت شبكة الإنترنت في إيران.
في حين أن بعض برامج كاسر الحجب (vpn) نشطة داخل إيران، تم حجب تطبيقي Instagram و WhatsApp.
وأكدت نت بلوكس NetBlocks))، وهي منظمة غير حكومية تُراقب حرية الإنترنت في مختلفِ دول العالم، يوم الأربعاء تقييد الوصول إلى تطبيقي واتساب وإنستغرام في إيران، وقطع إنترنت مشغلي الهواتف المحمولة "المحمول الأول" و"إيرانسل"، وحدوث اضطرابات بالإنترنت في محافظات مختلفة أثناء الاحتجاجات، وأعلنت أن إيران تشهد أشد قيود الإنترنت منذ نوفمبر 2019.