"أنونيموس" للمتظاهرين الإيرانيين: لا توقفوا الثورة نحن ندعمكم

اخترق قراصنة من مجموعة "أنونيموس" موقعي وزارتي النفط والاقتصاد في إيران، وأعلنوا اختراق قاعدة بيانات البرلمان ونشروا أرقام تلفونات ومعلومات جميع النواب.

اخترق قراصنة من مجموعة "أنونيموس" موقعي وزارتي النفط والاقتصاد في إيران، وأعلنوا اختراق قاعدة بيانات البرلمان ونشروا أرقام تلفونات ومعلومات جميع النواب.
وكتب القراصنة بعد الهجوم السيبراني على مواقع الوزارة "لا يمكنكم استخدام أموالكم الملطخة بالدماء بينما يموت الناس".
وقال هؤلاء القراصنة أيضًا في رسالة بعد اختراق قاعدة بيانات البرلمان الإيراني: "دعمنا لاحتجاجات الإيرانيين مستمر، كما تعلمون جميعًا، ستفعل الحكومة أي شيء لإيقافكم، لا تستسلموا ولا تتركوا الشوارع، لا توقفوا الثورة".
وأضافت هذه الرسالة: "البرلمان الإيراني يدعم الديكتاتور بينما ينبغي عليه أن يدعم الشعب، وسننشر كل ما لديه من معلومات".
ونشر هؤلاء القراصنة في مقطع فيديو صورا لأرقام الهواتف المحمولة الخاصة بالنواب وكتبوا: راسلوهم واسألوهم عن سبب دفاعهم عن الديكتاتور.
وأمس الأحد، اخترقت مجموعة من القراصنة الإيرانيين تسمى "بك ريوارد" في خطوة احتجاجية موقع مؤسسة الإسكان. وأعلنت هذه المجموعة في رسالتها أنها ستقاتل النظام الإيراني بأسلوبها الخاص.
وفي 20 سبتمبر، أعلنت مجموعة قراصنة "أنونيموس" أنها بدأت عملياتها الإلكترونية ضد النظام الإيراني دعما لاحتجاجات الشعب الإيراني.
وقال عضو في "أنونيموس" علی تويتر يوم الثلاثاء في رسالة للشعب الإيراني: "نحن هنا معكم، بدأت العملية ضد إيران، انتظرونا".
وبعد ساعات، تعطّل الموقع الإلكتروني للحكومة الإيرانية والموقع الإعلامي للمتحدث الرسمي باسم الحكومة، وتبنت "أنونيموس" المسؤولية عن هذه الهجمات.
وواصلت "أنونيموس"، وهي واحدة من أشهر المجموعات السيبرانية في العالم، هجماتها على مختلف المواقع ذات الصلة بالنظام الإيراني، بما في ذلك الموقع الرسمي لعلي خامنئي ومركز أبحاث الطب الشرعي، في الأيام الأخيرة.
في غضون ذلك، وتماشيا مع جهود النظام الإيراني للتعامل مع انتشار الاحتجاجات، تعطلت شبكة الإنترنت في إيران.
في حين أن بعض برامج كاسر الحجب (vpn) نشطة داخل إيران، تم حجب تطبيقي Instagram و WhatsApp.
وأكدت نت بلوكس NetBlocks))، وهي منظمة غير حكومية تُراقب حرية الإنترنت في مختلفِ دول العالم، يوم الأربعاء تقييد الوصول إلى تطبيقي واتساب وإنستغرام في إيران، وقطع إنترنت مشغلي الهواتف المحمولة "المحمول الأول" و"إيرانسل"، وحدوث اضطرابات بالإنترنت في محافظات مختلفة أثناء الاحتجاجات، وأعلنت أن إيران تشهد أشد قيود الإنترنت منذ نوفمبر 2019.

واصل عدد كبير من الإيرانيين الاحتجاج لليوم التاسع على التوالي، وسط أنباء على سيطرة المحتجين على بعض الشوارع، فيما دعا دبلوماسي سابق، مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، دعا زملاءه السابقين في الخارجية الإيرانية للانشقاق عن النظام.
وميدانيا، خرج المحتجون في طهران، مساء اليوم الأحد، وهتفوا ضد المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد علي خامنئي.
وقد أصدر المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين بيانا، أشار فيه إلى المظاهرات الجارية وقمع الاحتجاجات الشعبية، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية واعتقال التلاميذ والمحتجين في الشوارع". وطلب من المعلمين والتلاميذ الامتناع عن الذهاب إلى المدارس يومي الاثنين والأربعاء.
كما دعا مركز التعاون بين الأحزاب الكردستانية الإيرانية، في بيان له، إلى تسريع الحوار والعمل الشامل والموحد لجميع المنظمات والمؤسسات الشعبية والتيارات السياسية لدعم الانتفاضة الشعبية واستمرار الاحتجاجات بأشكالها المختلفة.
وتظهر المقاطع التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" جموعا كبيرة من المتظاهرين في حي "ستارخان" بالعاصمة الإيرانية طهران. وردد المتظاهرون هتافات ضد النظام والمرشد خامنئي.
وانطلقت المظاهرات المسائية في العاصمة الإيرانية، وهتف المتظاهرون في حي صادقية: "سأقتل من قتل أختي". والأمر نفسه في مدينة شيراز وفي حي "إكباتان" بالعاصمة طهران هتفوا: "الموت للباسيجي".
أما وكالة أنباء "فارس" الإيرانية فقد أفادت بمقتل أحد عناصر الباسيج التابع للحرس الثوري، ويدعى عباس فاطمية، في مدينة أرومية، شمال غربي إيران، خلال الاحتجاجات الأخيرة.
إلى ذلك أفادت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية بمقتل أحد عناصر الباسيج التابع للحرس الثوري يدعى ميلاد استاد، أثناء احتجاجات حي "هفت حوض" بطهران.
وفي المقابل، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لشقيقة جواد حيدري، أحد ضحايا الاحتجاجات الجارية في قزوين الإيرانية، وهي تقص شعرها على قبره.
فيما خرج وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، مهددا المحتجين: "نتوقع أن يتعامل النظام القضائي مع الجناة الأساسيين وقادة الشغب بطريقة قانونية وحاسمة وسريعة".
كما وردت أنباء عن اشتباكات مسلحة في بعض مدن بلوشستان إيران بين المتظاهرين وقوات الأمن الإيرانية وأن المحتجين سيطروا على بعض الشوارع.
نشاط الجاليات الإيرانية في الخارج
وحول نشاط الجاليات الإيرانية في الخارج، تواصلت، مساء الأحد، احتجاجات الإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية في مختلف مدن العالم؛ فقد قام عدد من الإيرانيين أثناء وقفة احتجاجية في ميلان بإيطاليا بالاعتداء على رجل يعمل لصالح النظام الإيراني، حيث كان يلتقط الصور ومقاطع الفيديو ليرسلها لاحقا إلى إيران. وتدخلت الشرطة لإنقاذه من المحتجين الغاضبين بعد أن تلقى منهم عددا من الضربات.
وفي لندن، منعت الشرطة البريطانية المتظاهرين الإيرانيين من دخول سفارة نظام طهران،حيث تجمع الآلاف من الإيرانيين أمام السفارة دعما للاحتجاجات في داخل البلاد.
ونظم الإيرانيون في ألمانيا مسيرة في هامبورغ تزامنا مع مظاهرات مشابهة في مدن أوروبية وعالمية أخرى.
في باريس تحرك المتظاهرون الإيرانيون نحو سفارة نظام الجمهورية الإسلامية لاقتحامها لكن الشرطة الفرنسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد واشتبكت مع المتظاهرين.
وفي فرنسا استخدمت قوات الشرطة الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الإيرانيين أمام سفارة طهران في باريس.
وقامت قوات بريطانية خاصة في لندن بحراسة السفارة الإيرانية من المحتجين الغاضبين بعد محاولة اقتحامها.
ومن الأحداث اللافتة، ما تداولته وسائل الإعلام لرفرفة علم المعارضة الإيرانية، الذي يتضمن صورة الأسد والشمس، على مبنى المركز الإسلامي في لندن. ويعرف هذا المركز بأنه من المقرات الرئيسية لدعاية النظام الإيراني في بريطانيا وأوروبا، وتشرف مؤسسة المرشد على تمويله.
دعم دولي وقلق دبلوماسي
وعلى المستوى الدبلوماسي استدعت طهران السفير البريطاني للاحتجاج على تغطية قنوات فارسية للمظاهرات في إيران.
وقارن مستشار الأمن القومي الأميركي، جاك سوليفان، بين موقف الإدارة الأميركية الحالية من الاحتجاجات، وموقف إدارة أوباما من احتجاجات 2009، وقال بشكل ضمني إن إدارة الرئيس بايدن تعلمت من خطأ إدارة أوباما، وأدركت ضرورة أن يكون موقف واشنطن من الاحتجاجات الإيرانية "حاسما وواضحا ومبدئيا".
وأشار مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال"، لارنس نورمن، إلى بيان المجلس الأوروبي حول قمع السلطات الإيرانية للاحتجاجات. وقال نقلا عن دبلوماسيين إن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على النظام الإيراني بسبب قمعه للمتظاهرين.
وأضاف نورمن في تغريدة له بأن الاتحاد الأوروبي سيدرس كافة الخيارات الممكنة لمتابعة ملف مقتل مهسا أميني وطريقة تعاطي السلطات الأمنية في إيران مع الاحتجاجات.
كما صرح الدبلوماسي الإيراني السابق، حسين علي زاده، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، داعيا زملاءه السابقين في الخارجية الإيرانية للاستقالة والانشقاق عن النظام.
وفي رد فعل النظام الإيراني على الجهود الدولية لفك التعتيم الذي تفرضه السلطات على الأحداث في إيران، كتب موقع "نورنيوز" المقرّب من مجلس الأمن القومي الإيراني، معلقا على الإذن الأميركي بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين: "وصول أميركا إلى هذا المستوى من التدخل في شؤون إيران الداخلية ليس أمرًا يمكن تجاهله وسيكون بالتأكيد مصحوبًا بالرد اللازم".
مقاومة حجب المعلومات
ووفقا للتقارير الواردة من إيران، فإن نظام طهران قام بحجب خدمة "غوغل"، وكذلك محرك بحث "بينغ"، ومحرك بحث "داك داك غو"، في موجة من عمليات الححب التي طالت مواقع وتطبيقات إلكترونية عدة.
ومن جهته، نقل عضو مركز "كارنيغي" كريم سجاد بور، عن إيلون ماسك، قوله إن خدمة "ستارلينك" تم تشغيلها الآن في إيران، ولكنها تحتاج طبقا لاقطا وجهاز توجيه (راوتر)، داخل إيران، وهو ما "أعتقد أن الحكومة الإيرانية لن تدعمه، لكن يمكن الاستفادة من هذه الخدمة لو توفر الطبق والراوتر.
وفي سياق متصل، اخترق قراصنة تابعون لمجموعة "أنونيموس" المختصة في الهجمات السيبرانية، اخترقوا موقعي وزارتي النفط والاقتصاد الإيرانيتين. كما أعلنوا عن اختراق موقع "سبه" الإيراني وتعطيله عن العمل. وكتب المخترقون: "لا يمكنك استخدام أموالك الملوثة بالدماء بينما يموت الشعب الإيراني".
مشاهير وفنانون على خط الأزمة
وفي تطور لافت، كتب اللاعب السابق في المنتخب الإيراني لكرة القدم، مهدي مهدوي كيا، كتب على صفحته في "إنستعرام" متضامنا مع الاحتجاجات: "لا يمكنكم قتل فتاة بسبب الحجاب، بينما أولادكم وبناتكم يتجولون بحرية في دول العالم".
وكتبت الممثلة الإيرانية، ترانه علي دوستي، مؤكدة دعمها للاحتجاجات الشعبية في إيران. وقالت في منشور لها مخاطبة المتظاهرين: "صمودكم الأسطوري يصنع التاريخ، لا شيء أعلى من وحدتكم". وأضافت: "العالم كله ينظر إليكم".
وتعليقا على شجاعة المحتجين الشباب، علق الممثل والكاتب الإيراني، سروش صحت، على الاحتجاجات التي يشارك فيها الشباب والمراهقون على نطاق واسع، قائلا: "لقد نسيت الشجاعة والجرأة على الكلام، أساسا أنا لم أتعلمها، والآن يعلمني الشباب الذين ولدوا في القرن الحالي".

رغم الانقطاع المتعمد للإنترنت والقمع "الدموي" للمتظاهرين، الأسبوع الماضي، دخلت الاحتجاجات في مدن إيرانية مختلفة يومها التاسع، اليوم الأحد 25 سبتمبر (أيلول)، وأفادت الأنباء بأن الأجواء الأمنية تسيطر على معظم المدن الإيرانية اليوم.
وفي الأثناء كتب موقع "نورنيوز" المقرّب من مجلس الأمن القومي الإيراني، ردًا على الإذن الأميركي بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين: "وصول أميركا إلى هذا المستوى من التدخل في شؤون إيران الداخلية ليس أمرًا يمكن تجاهله وسيكون بالتأكيد مصحوبًا بالرد اللازم".
وقد أظهرت مقاطع فيديو تلقتها "إيران إنترناشيونال"، اليوم الأحد أن حشدًا كبيرًا من طلاب جامعة طهران رددوا هتافات مثل: "الجامعة يقظة، إنها مشمئزة من القمع"، خلال مساء أمس السبت.
انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر الشباب المحتجين على مقتل مهسا أميني وهم يضعون حواجز حول جسر منتزه "وي" في طهران، لمنع قوات الأمن من الوصول إلى مكان التجمع.
كما أعلنت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، عن "اختطاف" عناصر الأمن الإيرانية، الطفل أمين خالقي (14 عاما)، خلال احتجاجات مدينة أشنوى غربي إيران. وأضافت "هنغاو" أنه لا توجد معلومات عن الطفل حتى الآن.
وحصلت "إيران إنترناشيونال" على مقطع فيديو لمحتجين إيرانيين يضرمون النار في صورة للمرشدين الإيرانيين خامنئي والخميني في كرج
وكان عناصر الأمن قد اشتبكوا، مساء أمس السبت، لليوم الثامن على التوالي، مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع رداً على مقتل مهسا (جينا) أميني.
وتظهر الصور والأخبار المنشورة المتظاهرين في شيراز وقد تجمعوا مرة أخرى في شارع زند، مساء أمس السبت، مرددين شعار "الموت للديكتاتور".
كما تظهر مقاطع الفيديو المرسلة من إيران، استمرار الاشتباكات، أمس السبت، بين المحتجين وعناصر الأمن في شوارع شاهين شهر، وزرين شهر، في محافظة أصفهان وآمل في محافظة مازندران.
وفي اليوم نفسه، نُشر مقطع فيديو للاعتقال العنيف لمواطنة في زنجان، حيث اعتدى رجل أمن في ثياب مدنية على إحدى المعتقلات بصاعق في رقبتها.
وقد انطلقت الاحتجاجات في العاصمة طهران، أمس السبت، من جامعة طهران، بالتزامن مع بداية العام الدراسي.
يذكر أن التجمعات الضخمة للطلاب المحتجين استمرت على الرغم من الأجواء الأمنية المشددة وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان سابقًا عن أن دروس جامعة طهران ستعقد عبر الإنترنت في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر.
وتُظهر مقاطع الفيديو المنشورة الطلاب المحتجين وهم يصرخون على قوات الأمن في ثياب مدنية: "لا يمكنكم إيقافنا بعد الآن".

تتصاعد موجة الدعم العالمي لاحتجاجات الشعب الإيراني على مقتل مهسا أميني، وقد أشاد مختلف المسؤولين والشخصيات بالدور المركزي للمرأة في هذا النضال، واستنكروا ممارسات النظام الإيراني القمعية، معربين عن تضامنهم مع نضال الشعب الايراني من أجل الحرية.
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران، روبرت مالي: "في الوقت الذي تقوم فيه إيران بمعاملة المتظاهرين السلميين بوحشية وتحاول منع وصول الإيرانيين إلى شبكة الإنترنت العالمية، فإن الولايات المتحدة تكثف جهودها لمساعدة الشعب الإيراني على التواصل مع بعضهم البعض".
وفي إشارة إلى احتجاجات الشعب الإيراني، حذر عدد من نشطاء حقوق الأقليات في بيان، الدول الداعمة لحقوق الإنسان من أن أي اتفاق وتفاوض مع النظام الإيراني "يعني تأكيد المجزرة وقتل الملايين من الناس، وخاصة الأقليات".
وأعلن التنظيم السياسي لأكراد شمال سوريا، في بيان له: "أصبحت مهسا أميني رمزا لنضال جديد حوّل إيران إلى جحيم للجمهورية الإسلامية". هذه ثورة. ثورة بريادة النساء هزت نظام الملالي. نريد دعم انتفاضة الشعب الإيراني".
وفي غضون ذلك، تجاوز هاشتاغ مهسا أميني، الذي تداوله مستخدمو "تويتر" على نطاق واسع بعد مقتلها، 80 مليونًا.
من ناحية أخرى، كتبت "واشنطن بوست" في تحليل للاحتجاجات الإيرانية: "على الرغم من أن قوات الأمن في إيران تبدو وكأنها تسيطر على الوضع، إلا أن مؤشرات هشاشة نظام الجمهورية الإسلامية أكبر بكثير مما كانت عليه في الأسابيع التي سبقت الثورات في مصر و تونس عام 2010".
ووصف مقال صحيفة "واشنطن بوست" الاحتجاجات في إيران بأنها "ثورة وطنية تقودها فتيات ضد الأجداد الذين حكموا البلاد منذ 4 عقود". وأضاف: "قد لا يكون انتقال إيران من الحكم الديني إلى الديمقراطية بسيطًا وسلميًا ووشيكًا، لكن هذا الحدث هو المفتاح الأهم والوحيد للتحول في الشرق الأوسط".
وأكد الموسيقار كيهان كلهر، في منشور على "إنستغرام"، الحاجة إلى مواصلة الأنشطة الثقافية بالتزامن مع احتجاجات إيران، قائلاً: "ستكون جميع المراحل التي أعزف فيها على الآلات بمثابة منصة للأشخاص المحبين للحرية والأحرار الذين يعانون من الظلم في إيران. يدا بيد وخطوة بخطوة بجانبكم".
وقال كيهان كلهر مخاطباً "النخب الحاكمة": "في هذه العقود الأربعة حاولنا التحدث معكم بلغة الثقافة التي نشأت من حضارتنا، بدلًا من لغة اللعنات والإعدامات، لكن من الواضح أنكم لم تتعلموا وما زلتم مصرين على غروركم وتفرعنكم، بالطبع، الأمويون لم يتعلموا أيضًا، وحدث ما كان يجب أن يحدث".
كما قال أصغر فرهادي في فيديو على "إنستغرام": "من خلال هذا الفيديو أدعو الفنانين والمخرجين والمثقفين ونشطاء الحقوق المدنية حول العالم وكل من يؤمن بالكرامة الإنسانية، أدعوهم إلى التضامن مع الرجال والنساء الأقوياء والشجعان في إيران؛ من خلال إنشاء مقاطع فيديو أو كتابة مقالات أو بأي طريقة أخرى".
كما ارتدى الممثل والكاتب وعارض الأزياء الألماني، ريكاردو سيمونتي، في عرض أحد أفلام (الملكة)، ملابس باسم "مهسا أميني" دعمًا لمهسا والنساء الإيرانيات.
وقال إيرج جنتي عطائي، كاتب الأغاني الإيراني، في رسالة: "أتمنى أن يكتسب شعبنا قريبًا تجربة العيش في مجتمع يعيش بحرية.. من الممكن أن لا نكون ضحية لهذا الرعب الرهيب".
وبالتزامن مع مظاهرات الشعب الإيراني على مستوى البلاد، تجمع نشطاء وإيرانيون في الخارج في واشنطن العاصمة، وبرلين وهامبورغ في ألمانيا، وهلسنكي في فنلندا، واستكهولم في السويد، وباريس، وملبورن، وتورنتو، وفانكوفر.
ونظم آلاف الإيرانيين الذين يعيشون في تورنتو بكندا، تجمعا كبيرا في شارع يونغ، أطول شارع في العالم، وأعربوا عن تضامنهم مع احتجاجات إيران، ورددوا شعارات ورفعوا لافتات تطالب بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
ويعتزم ناشطون وإيرانيون مقيمون في كندا بمدينة فانكوفر تنظيم تجمع احتجاجي أمام صالة العرض الفنية بهذه المدينة، اليوم الأحد، في تمام الساعة الثالثة والنصف ظهرًا لدعم مهسا أميني والمتظاهرين الإيرانيين.
وفي غضون ذلك، تجمع محتجون إيرانيون أمام مبنى "بي بي سي" في لندن احتجاجا على سياسات "بي بي سي" الفارسية فيما يتعلق بتغطية التطورات في إيران، ورددوا هتافات مثل "بي بي سي عار عليكم".

في تحليل لاحتجاجات إيران، كتبت "واشنطن بوست" أنه "على الرغم من أن قوات الأمن الإيرانية تبدو وكأنها تسيطر على الوضع، إلا أن مؤشرات هشاشة النظام الإيراني أكبر بكثير مما شوهد في الأسابيع التي سبقت ثورات الربيع العربي في مصر وتونس عام 2010".
ووصف مقال صحيفة "واشنطن بوست" الاحتجاجات في إيران بأنها تمرد وطني بقيادة فتيات ضد الأجداد الذين حكموا البلاد منذ 4 عقود.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه "لا يزال من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كانت هذه الاحتجاجات ستؤدي إلى تغيير ذي مغزى أم ستضيف ببساطة شرخًا آخر إلى جسد هذا النظام الفاسد الذي يعد مصدر تنوعه الوحيد هو اللونان الأبيض والأسود لعمامات الملالي".
وأكد هذا المقال على أن احتجاجات إيران بعد وفاة مهسا أميني يجب أن تغير إلى الأبد الطريقة التي يتفاعل بها العالم مع السلطات الإيرانية، كما أشار المقال إلى أن حكومة بايدن وسعت أيضًا من استراتيجيتها ضد إيران، فبالإضافة إلى التركيز على مواجهة النوايا المدمرة، تعزز رغبة الشعب الإيراني في العيش في مجتمع حر وفي سلام مع العالم.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن قضايا انتهاكات حقوق الإنسان في إيران لا تقتصر على مهسا أميني، وقالت إن منظمات حقوقية تتحدث عن مضايقات لملايين النساء الإيرانيات كل عام بسبب ارتدائهن الحجاب، وحُكم على بعض النساء بارتكاب جرائم، أكثر من 10 سنوات في السجن.
وأضاف هذا المقال: "بما أن الحجاب من الركائز الأساسية للنظام الديني الإيراني، إلى جانب "الموت لأميركا"، و"الموت لإسرائيل"، فإن "علي خامنئي" يعارض بشدة التسوية في قضية الحجاب.
وفي إشارة إلى تصريح خامنئي بضرورة الحفاظ على حجاب المرأة من أجل تجنب الفساد في المجتمع، أشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذا الرأي هو نتاج وجهة نظر تلقي باللوم على ضحايا التحرش الجنسي بسبب الملابس غير اللائقة، وشددت على أن هذا الرأي يجب أن تتم مکافحته أينما كان في العالم.
وأضاف هذا التحليل: "بما أن إيران أظهرت أنها لا تتنازل إلا بعد الضغط الموحد، قال: "يجب على الحكومات الأجنبية ووكالات الأنباء الدولية والمنظمات الحكومية التوقف عن إضفاء الشرعية على التمييز بين الجنسين في إيران".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست": "كان رد النظام الوحيد على الاحتجاجات الداخلية منذ 43 عاما هو المزيد من القمع، لكن في الوقت الراهن بينما يتهيأ النظام لنقل محتمل للقيادة من خامنئي البالغ من العمر 83 عامًا، فإن الشروخ في قاعدة النظام تزداد اتساعًا".
وأكد هذا المقال: "عقب الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني في إيران، على حكومة بايدن إعادة النظر في استراتيجيتها فيما يتعلق بإيران، لأن الجهود غير المثمرة من الغرب لإحياء الاتفاق النووي ما هي إلا رد فعل على أعراض المرض، بينما في مثل هذه الحالة، يعتبر التعامل مع جذور المشكلة أمرًا ضروريًا".
وشددت "واشنطن بوست" على أن "انتقال إيران من الحكم الديني إلى الديمقراطية قد لا يكون سهلاً أو سلمياً أو وشيكاً، لكن هذا الحدث هو المفتاح الوحيد الأكثر أهمية للتحول في الشرق الأوسط".

رد الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قائلا إن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات للمساعدة في إقامة الاتصال عبر توفير الإنترنت بين الإيرانيين.
وقال روبرت مالي يوم السبت ، 24 سبتمبر، عبر تغريدة علی تویتر: بينما يقوم النظام الإيراني بمعاملة المتظاهرين السلميين بوحشية ويحاول منع وصول الإيرانيين إلى الإنترنت العالمي، تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لمساعدة الشعب الإيراني على التواصل مع بعضهم البعض.
وأثار الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، هذا الموضوع رداً على تصريحات ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية.
عقب تحرك الحكومة الأميركية لإعفاء شركات التكنولوجيا من العقوبات الإيرانية لتقديم خدمات الإنترنت للإيرانيين، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، من أن محاولات انتهاك السيادة الإيرانية لن تمر دون رد.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في تغريدة: "أميركا سعت دائمًا لزعزعة أمن واستقرار إيران، لكنها فشلت بالطبع" مؤكدا أن محاولات انتهاك سيادة ايران لن تمر دون رد ". حسب تعبيره
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان يوم أمس، في إشارة إلى القرار الخاص بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين، إن الغرض من هذا القرار هو مکافحة الرقابة على الإنترنت في إيران ودعم التدفق الحر للمعلومات.
كما قال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو يوم الجمعة: "بينما نزل الشعب الإيراني الشجاع إلى الشوارع للاحتجاج على مقتل مهسا أميني ، فإن الولايات المتحدة تزيد من دعمها للتداول الحر للمعلومات للمواطنين الإيرانيين مرة أخرى".
وحذرت وزارة الخزانة الأميركية من أن النظام الإيراني يعتزم حظر وصول 80 مليون إيراني إلى الإنترنت لمنع مشاهدة القمع العنيف للمتظاهرين.
