قراصنة يدعمون احتجاجات الشعب الإيراني يواصلون مهاجمة مواقع نظام طهران

واصلت مجموعة هاكرز «إنونيموس» هجماتها على مواقع النظام الإيراني دعما للاحتجاجات الجارية التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني.

واصلت مجموعة هاكرز «إنونيموس» هجماتها على مواقع النظام الإيراني دعما للاحتجاجات الجارية التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني.
وأعلنت هذه المجموعة مساء أمس الأربعاء أنها اخترقت مركز أبحاث الطب الشرعي الإيراني وحصلت على قاعدة بياناته.
كما أعلنت "إنونيموس" عن اختراق موقع رئاسة الجمهورية الإيرانية.
وبعد ساعات، تعطل موقع وكالة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني دوليا ولم يفتح إلا من داخل إيران فقط. وأعلنت مجموعة هاكرز «إنونيموس» أن هذا الموقع كان قد تعطل قبل استهدافه حيث "أوقفت" منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيراني الموقع بسبب "الخوف" من هجوم هذه المجموعة.
في غضون ذلك، وتماشيا مع سياسة النظام الإيراني للتعامل مع الاحتجاجات، تم تعطيل شبكة الإنترنت في إيران حيث هناك خلل كبير في الوصول إلى تطبيقات واتساب وإنستغرام.
وأكدت "نت بلوكس"، المنظمة غير الحكومية التي تشرف على الإنترنت في العالم، صعوبة الوصول إلى تطبيقي "واتساب" و"إنستغرام"، وأن إنترنت الهواتف المحمولة في إيران معطلة أثناء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وأعلنت أن إيران طبقت أكثر القيود على الإنترنت منذ نوفمبر 2019.


وصف أمجد أميني، والد مهسا أميني، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، تقرير وكالة أنباء "فارس" بأن مهسا أغمي عليها عدة مرات في مكان عملها، بأنه "كذبة" وقال: "إذا كانوا صادقين، فعليهم إحضار شاهد واحد فقط على هذا الادعاء".
وقال في هذه المقابلة: "لم يظهروا لنا أي أشعة مقطعية لمهسا، في الطب الشرعي، تم تغطية وجهها وجسدها لدرجة أنه لا يمكن رؤية أي شيء. شاهدنا فقط جزءا من ساقها، وأيضا ظهرت عليه كدمات واضحة، وعندما تابعت القضية، لم يعطوني أي إجابة".
وأضاف: اتصلت بي الفتيات اللواتي اعتقلن مع ابنتي وأكدن أن مهسا تعرضت للضرب في مكان الاعتقال.
وقال: "لقد عرضوا علينا فيلما مقطّعا وخضع للرقابة الكاملة ولم يتضح فيه ما حدث لمهسا أثناء احتجازها". 100 % تعرضت مهسا لسوء المعاملة في الحجز خصوصا وأنها لم تكن تعاني من مشاكل صحية".
وأشار والد مهسا أميني: "طلبت مراجعة الكاميرات داخل سيارة شرطة الإرشاد، لكنهم قالوا إن شحن الكاميرات نفد، ولم يظهروا لي أي شيء. كيف يمكن لشحن هذه الكاميرات أن ينفد؟ "حتى عندما تم نقل مهسا إلى المستشفى، لم يذهب أي ممثل للشرطة مع سيارة الإسعاف".
وقال أميني: دخلت في شجار مع الطبيب المسؤول في الطب الشرعي والتقطت صورة منه، لأنني طلبت منه أن يكتب الحقيقة فقط، وفقا لليمين الذي يؤديه كطبيب لكنه قال: اخرج أنت، وسأكتب ما أريد".
وأكد والد مهسا لـ "إيران إنترناشيونال": "يجب استجواب ومحاكمة هؤلاء أمام الشعب على ما ارتكبوه. فلو لم يكن شقيقها معها، فليس من الواضح كيف كنا سنعرف بمصير مهسا. أنا حزين للغاية وأريد أن يعاقب المسؤولون عن ذلك على أفعالهم".
وكان أحد أطباء مهسا أميني قد قال لـ "إيران إنترناشيونال": لقد تم تهديد أخصائيي الأشعة وطب وجراحة الأعصاب وطب الطوارئ بأنهم إذا قدموا أي رأي علمي حول التصوير المقطعي المحوسب لمهسا، فسيتم إلغاء رخصتهم الطبية.
ووفقًا للمعلومات الواردة من مصدر قضائي في طهران لـ"إيران إنترناشيونال"، تمت إزالة إحدى الكاميرات المطلة على مكان اعتقال مهسا أميني، والتي توثق ضربها بالقرب من المترو، بأمر من مدعي عام طهران، والكاميرا الآن في يد السلطات القضائية.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن أحد موظفي الأجهزة الحكومية الإيرانية، والذي شاهد بعينه حادث ضرب مهسا أميني عندما تم إحضارها إلى سيارة "شرطة الإرشاد"، تعرض لتهديدات من قبل السلطات الأمنية للتكتم على الحادث.
وقد تم القبض على مهسا أميني مع شقيقها بالقرب من مترو حقاني في طهران، أثناء وجودهما في حديقة طالقاني، ولا تظهر مقاطع الفيديو التي نشرتها الشرطة حتى الآن لحظة الاعتقال.
وتُظهر الصور الحصرية لـ "سي تي إسكن" مهسا أميني، والتي قدمتها مجموعة قراصنة إلى "إيران إنترناشونال"، كسرًا في الجمجمة بالجانب الأيمن من رأسها بسبب مضاعفات ناجمة عن ضربة مباشرة للرأس.

استمرارا للاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني بعد مقتل مهسا أميني على يد قوات الشرطة، انتفضت عشرات المدن الإيرانية الكبيرة مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، إضافة إلى المدن الكردية، وخرج عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى الشوارع، هاتفين ضد النظام ومطالبين برحليه.
وبدأت احتجاجات اليوم، الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول)، بمظاهرات في الجامعات الإيرانية مثل جامعة "الزهراء" في طهران، وجامعة "تبريز" شمالي البلاد.
في الوقت نفسه، أفادت وكالة "مهر" للأنباء، اليوم الأربعاء، أنه ولأول مرة تم استخدام قوات الوحدة النسائية الخاصة لقمع المتظاهرين في الاحتجاجات الحالية.
وأظهرت فيديوهات تلقتها "إيران إنترناشيونال" وأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي خروج عشرات الآلاف من المواطنين في مختلف المدن الإيرانية، رغم القمع الشديد من قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي والغاز لتفريق المحتجين.
وبدا لافتا أن أغلب الشعارات التي استخدمها المتظاهرون كانت تندي بـ"سقوط الديكتاتور" و"الموت للديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الإيراني، على خامنئي، فيما قام بعض المتظاهرين بإحراق صوره.
مصادمات واسعة مع الأمن وهروب القوات
وشهدت أغلب المدن مصادمات واسعة مع قوات الأمن، وقام المتظاهرون بحرق عدة حافلات تابعة للشرطة، وسيارات إسعاف كانت تستخدمها قوات الأمن في تنقلاتها للتخفي وسط المتظاهرين، أو ترحيل المعتقلين لمراكز الاعتقال.
كما أظهرت الفيديوهات هروب قوات الأمن من عدة أماكن بعد رشقها من الحجارة من قبل المتظاهرين، فيما قام المحتجون في مدينة "آمل"، شمالي إيران، بإشعال النار في مبنى قائمقام المدينة.
وحسب المعلومات الواردة من إيران فإن خدمة الإنترنت تواجه ضعفا شديدا أو انقطاعا تاما في معظم المدن والمحافظات الإيرانية التي تشهد احتجاجات عارمة منذ 5 أيام، فيما أفاد نشطاء بوقف تطبيق "إنستغرام" عن العمل في إيران، وهو التطبيق الوحيد الذي تسمح به السلطات الإيرانية.
رئيسي يتوعد للثأر لسليماني والإيرانيون يمزقون صوره في الشارع
وفي وقت اشتعلت فيه المظاهرات في أغلب المدن الإيرانية، ومزق المتظاهرون صور قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني وحرقوها، رفع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال كلمته في الأمم المتحدة بنيويورك صورة سليماني، الذي قُتل في عملية مكافحة الإرهاب للولايات المتحدة، مهددًا بالانتقام لمن أمر بقتله.
وقال الرئيس الإيراني اليوم، الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول)، في الجمعية العامة للأمم المتحدة:"ترامب وقع وثيقة الجريمة الهمجية وغير المشروعة ضد قاسم سليماني".
ولم يشر الرئيس الإيراني إلى المظاهرات الحاشدة التي تشهدها المحافظات الإيرانية احتجاجًا على مقتل مهسا أميني على يد قوات الشرطة، لكنه قال دون أن يذكر اسم أميني: "المعايير المزدوجة لبعض الحكومات هي أهم سبب لانتهاكات حقوق الإنسان، ومن ذلك المواقف العديدة بشأن حادثة قيد التحقيق في إيران، والصمت القاتل على مقتل العشرات من النساء المشردات في إحدى الدول الغربية".
في غضون ذلك وصف نائب وزير الخارجية البريطاني مقتل مهسا أميني بأنه "صادم"، وقال عن الاحتجاجات الجارية في إيران: "نطالب طهران باحترام الحق في التجمع السلمي، وضبط النفس، وإطلاق سراح المحتجين الذين اعتقلوا ظلما".
كما قال العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، جیم ریش إن "مقتل مهسا أميني تذكير صادم بما يعتقده النظام الإيراني وما يعرفه الإيرانيون. من خلال الاستمرار في المفاوضات النووية، فأميركا فقط تعزز النظام ويجب أن نوقفها".
وزعم الرئيس الإيراني في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن النظام "حامل لواء العدل ونبذ الظلم"، وأن "طهران لديها واحدة من أكثر الآليات فعالية لحماية حقوق الإنسان".
سقوط قتلى من المحتجين
وتأتي هذه التصريحات في وقت أكدت فيه منظمات حقوق الإنسان سقوط 8 قتلى من المتظاهرين على الأقل نتيجة اعتداء قوات الأمن واستخدامها الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.
قد حُددت هوية 7 محتجين فيما بقيت هوية متظاهر قتيل مجهولة حتى الآن. وأسماء هوية القتلى كالتالي: مينو مجيدي، فريدون محمودي، زكريا خيال، فرجاد درويشي، فؤاد قديمي، محسن محمدي، رضا لطفي. وقد سقطوا برصاص قوات الأمن الإيرانية في مدن كرمانشاه، وسقز، وبيرانشهر، وأرومية، وديواندره، ودهكلان.

علق العديد من الشخصيات الإيرانية والعالمية، بينهم فنانون وكتّاب ورياضيون ونشطاء مدنيون وسياسيون، على مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني تحت تعذيب "شرطة الإرشاد". ودعموا الاحتجاجات الغاضبة في العديد من المحافظات الإيرانية.
فنانون وكتاب عالميون
وفي هذا السياق، نشر التيك توكر وأحد المشاهير على تطبيق "إنستغرام"، خابي لام صورة للشابة مهسا أميني، وعلق عليها: "أكبر حرب من أجل حقوق المرأة وحقوق الإنسان تحدث في إيران. إذا كنتم تعيشون على الأرض وتلتزمون الصمت، فلن تتمكنوا من التحدث عن حقوق المرأة مرة أخرى".
ونشرت الممثلة الأميركية، شارون ستون مقطع فيديو على قصتها في "إنستغرام" لمقابلة مع الصحافية الإيرانية مسيح علي نجاد، مع قناة "سي إن إن" وعلقت عليها: "أرجوكم ابعدوا أيديكم عن أجسادنا".
وأعربت بيلا حديد، عارضة الأزياء الأميركية الشهيرة، عن تعاطفها مع أسرة أميني ونشرت صورة لهذه الفتاة على صفحتها في تطبيق "إنستغرام"، وكتبت أن مهسا أميني لا تستحق مثل هذا الموت.
كما نشرت الممثلة التركية، أدا أجه صورة الشابة مهسا على قصتها اليومية في تطبيق "إنستغرام"، وقالت: "أنا أدعم النساء الإيرانيات".
وكتبت الممثلة السينمائية والتلفزيونية التركية نورغول يشيلتشاي في تغريدة أعربت فيها عن دعمها لمهسا أميني، وكتبت: "مهسا أميني، يا حسرتي عليكِ أيتها الصغيرة، يا حسرتي على جميع نساء العالم".
وغردت الفنانة التركية إبرو غوندش على هاشتاغ مهسا أميني، كما نشرت صورة الفتاة الإيرانية على قصصها اليومية في تطبيق "إنستغرام".
ونشرت الممثلة وعارضة الأزياء التركية، ديميت أوزديمير صورة مهسا أميني وبيان منظمة العفو الدولية بهذا الخصوص.
وعلق الممثل التركي، جوكهان ألكان على مقتل أميني في صفحته على "إنستغرام"، وكتب: "افعلوا شيئا لإيران".
وأعادت جي كي رولينغ، الكاتبة البريطانية ومؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر، نشر فيديو للصحافية مسيح علي نجاد يظهر قص النساء الإيرانيات شعرهن أو حرق حجابهن احتجاجا على الحجاب الإجباري، وكتبت رولينغ: "هذه هي الشجاعة الحقيقية".
وكتب الممثل الأسترالي، ناثانيل بوزوليك تعليقا على مقتل مهسا أميني على صفحته في "إنستغرام": "لماذا يلتزم العالم الصمت؟".
وعلقت الممثلة الأميركية، ليا ريميني على مقتل الشابة أميني: "يأمل القادة الاستبداديون أن يتم تشتيت انتباه الناس حتى يتمكنوا من الاستمرار. لذلك دعونا نستمر في مشاركة اسمها وقصتها [أميني]".
كما نشرت بورجو بيريجيك، الممثلة التركية الشهيرة صورة لمهسا أميني وأعربت فيها عن مواساتها للشعب الإيراني.
إلى ذلك، قالت كايلي موغيلبرت، الباحثة الأسترالية- البريطانية، وهي سجينة سابقة في إيران، قالت في مقابلة مع إذاعة "إي بي سي" إن هناك قدرا هائلا من الغضب في إيران، مضيفة: "لا ينبع هذا الغضب من سوء عمل شرطة الأخلاق فحسب، بل هو نابع أيضا من سوء الإدارة والفساد والاستياء العام من النظام في إيران.
وأضافت هذه السجينة السياسية السابقة: "الحجاب رمز النظام، وإيران من الدول القليلة في العالم التي تجبر النساء على ارتداء لباس لا يرغبن فيه".
شخصيات سياسية ومدنية
وأعلن ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، يومي الأحد والاثنين الماضيين، حدادا عاما للإيرانيين. وقال إن "مقتل مهسا أميني الصادم على يد نظام الجمهورية الإسلامية المناهض لإيران والمعادي للمرأة أضر بمشاعر الأمة الإيرانية. هذا الشعور العام، والحداد الوطني، والغضب، هو رمز لقرار شعب يقف في وجه الموت للحصول على حقوقه".
كما نشرت الشهبانو فرح بهلوي زوجة شاه إيران السابق بيانا حول "مقتل مهسا أميني الفظيع بيد نظام إيران المعادي للمرأة".
من جهتها، قالت الممثلة والمدافعة عن حقوق الإنسان وسفيرة منظمة العفو البريطانية نازنين بنيادي: "شعب من ثقافة واحدة يعارضون بشكل واسع الحجاب الإجباري ويتعرضون للسجن والتعذيب والقتل بسبب احتجاجاتهم. الحجاب الإجباري لا علاقة له بالثقافة أبدا".
كما أعربت أسر الضحايا السياسيين السابقين في إيران، بما فيها أسر ضحايا احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، أعربت عن احتجاجها لمقتل الشابة مهسا أميني.
وقالت فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الراحل، أكبر هاشمي رفسنجاني في تطبيق "كلوب هاوس": "تعامل الجمهورية الإسلامية مع الشعب والسجناء أسوأ من تعامل إسرائيل. فبينما أفرجت إسرائيل مؤخرا عن سجينة أضربت عن الطعام، فإن السلطات الإيرانية تهمل إضراب الكثير من السجناء السياسيين".
فنانون إيرانيون: لا يجوز الصمت بعد الآن!
وفي واحدة من أحدث ردود الفعل على مقتل مهسا أميني والاحتجاجات في إيران، كتب مطرب موسيقى البوب، محسن تشاووشي على "تويتر": "اليوم وفي كل هذه السنوات، أينما تحدثت من خوزستان إلى كردستان وفي جميع أنحاء هذا البلد، كان من أجل حب الناس فقط. وهؤلاء الناس هم الذين يتعرضون بطريقة جبانة للضرب المبرح اليوم، دون ذنب ارتكبوه".
وكتب أيضا: "أنا محسن تشاووشي، بصحة وسلامة عقلية، أعلن من اليوم إنهاء كل تعاوني مع وزارة الإرشاد و... للتصاريح وما شابه، وأغني كعادتي لإرادة الناس وحبهم. لا يجوز الصمت بعد الآن".
من ناحية أخرى، قامت بعض الفنانات الإيرانيات مثل شيوا إبراهيمي، وشبنم فرشادجو، وعدد من ممثلات السينما والتلفزيون، بخلع الحجاب الإجباري ونشر صور لهن دون حجاب.
كما نشرت الممثلة السينمائية والتلفزيونية، مريم بوباني، صورة لها دون حجاب على صفحتها في "إنستغرام"، دعما لمهسا أميني، وكتبت: "بعد 40 عاما من المعاناة لم أصبغ شعري، وقد تركت هذا البياض على رأسي مكرهةً بسبب الحجاب، احتراما وتضامناً مع جميع النساء والفتيات في بلدي".
وقد حلقت الفنانة السينمائية والتلفزيونية أناهيتا همتي شعرها في مقطع فيديو، حداداً على مهسا أميني ودعمًا لموجة الاحتجاجات على وفاتها.
وقالت الممثلة المشهورة كتايون رياحي في مقابلة مع برنامج "تيتير أول" حول خلع الحجاب: "خلع الحجاب لمن كانت ترتدي الحجاب، لكنني لم أرتدِ الحجاب من قبل، و[الآن] أنا فقط أظهر الحقيقة".
وأضافت رياحي: "صورونا محجبات منذ سنوات ولكن هذا غير صحيح. كفى أكاذيب".
وفي رده على مقتل مهسا أميني على يد عناصر شرطة الإرشاد، نشر الممثل والمخرج الإيراني، رضا عطاران، صورة لمهسا أميني على صفحته في "إنستغرام"، وكتب: "لقد متنا منذ زمن طويل".

أعلن موقع "نت بلاكس"، الذي يراقب اضطرابات الإنترنت وانقطاعها في العالم، أن الوصول إلى الإنستغرام، أحد آخر منصات التواصل الاجتماعي المتاحة في إيران، قد فُقد وسط الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني.
وفي الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، تعطل الوصول إلى الإنترنت بشدة في العديد من المدن. وقبل إعلان موقع "نتربلاكس" حول تقييد الوصول إلى الإنستغرام، تم نشر تقارير حول عدم تمكن المستخدمين من الوصول إلى هذه الشبكة الاجتماعية.
قبل ذلك بقليل، كانت هناك تقارير عن اختراق مواقع عدة مؤسسات حكومية. كما تم نشر خبر اختراق وكالة أنباء "فارس".
وفقًا للتقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد حدث خلل شديد في الإنترنت في مدن كرج، وسقز، وكرمانشاه، وسنندج، وأورميه، يوم الأربعاء 21 سبتمبر.
تم الإعلان عن الخلل الشديد في الإنترنت في إيران بعد وقت قصير من إعلان وزير الاتصالات عيسى زارع بور صباح الأربعاء،أنه "بسبب القضايا الأمنية اليوم، هناك احتمال أن تفرض الأجهزة الأمنية قيودًا على سرعة الإنترنت، وهو أمر عادي."
مع تصاعد الاحتجاجات في إيران، كان من المتوقع أن يفرض النظام الإيراني قيودًا على الإنترنت، ولهذا السبب، وفي أعقاب الطلب من إيلان ماسك إيصال إنترنت قمر "ستارلينك" إلى إيران، طالب ماسك إعفاءه من العقوبات المتعلقة بإيران بهدف توفير الإنترنت عبر "ستارلينك".
واستجابة لهذا الطلب، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنه من الممكن تصدير بعض معدات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية إلى إيران.
ومع ذلك، قال وزير الاتصالات الإيراني حول إمكانية وصول الإنترنت عبر الأقمار الصناعية"ستارلينك" إلى إيران: "إذا كانوا يريدون تقديم خدمات لإيران، فيجب عليهم الامتثال لقواعد بلدنا. لا أعتقد أنه سيتم تفعيل خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" في إيران قريبًا."
في 17 سبتمبر، أعلنت "نت بلاكس": "بعد وفاة مهسا أميني، تم تسجيل انقطاع كبير في الإنترنت بطهران، وتظهر بيانات الشبكة أن الاتصال بالإنترنت قد وصل إلى 67% من الأوقات العادية".
وفي وقت سابق، اعترف عضو في البرلمان الإيراني بأن المجلس الأعلى لفضاء الإلكتروني تجاوز البرلمان وتمت الموافقة على خطة حماية الفضاء الإلكتروني بمعزل عن البرلمان.
وقبل ذلك، وبعد الانقطاع الواسع للإنترنت في إيران، أكد غلام رضا نوري قزلجة، ممثل بستان آباد ورئيس كتلة المستقلين في البرلمان الإيراني، دور حكومة إبراهيم رئيسي في إحداث هذه الاضطرابات وقال إن الحكومة تعمل مع مؤسسات أخرى لإبطاء وتعطيل الإنترنت.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تقييد الوصول إلى الإنترنت بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة للنظام في مدن مختلفة من إيران.

لليوم الرابع على التوالي واصل الطلاب الإيرانيون في الجامعات انتفاضتهم احتجاجا على قتل الشابة مهسا أميني على يد قوات الشرطة، حيث هتف المحتجون ضد المرشد و"النظام"، وخلعت بعض الطالبات حجابهن ووقفن أمام قوات الباسيج.
ونظم طلاب جامعة "الزهراء" تجمعًا مرددين هتافات: مثل "لا للحجاب ولا للظلم.. الحرية والمساواة"، "لم تعد تجدي الأسلحة.. على الملالي أن يرحلوا".
وردد طلاب كلية الآداب بجامعة "العلامة الطباطبائي" في تجمعهم الاحتجاجي هتافات من قبيل: "كلنا مهسا.. قاتل كي نقاتل"، "الشوارع مليئة بالدماء وأساتذتنا صامتون".
كما تجمع طلاب جامعة "طهران" لليوم الرابع، ورددوا هتافات مثل: "الموت للديكتاتور"، "عار علينا عار علينا.. الباسيج الجاهل".
كما تجمع طلاب جامعة "آزاد للعلوم والبحوث" احتجاجا على مقتل مهسا أميني، ورددوا هتافات: "سأقتل.. سأقتل من قتل أختي".
وبدأ تجمع الطلاب في الجامعات في مختلف أنحاء إيران، يوم الأحد، مع تجمع الطلاب في طهران، وفي يومي الاثنين والثلاثاء، نظم طلاب جامعات طهران بالإضافة إلى عدد من المدن الأخرى، بما في ذلك أصفهان وتبريز ويزد وكرج، تجمعات احتجاجية.
وتتواصل الاحتجاجات ضد مقتل مهسا أميني على يد عناصر دورية الإرشاد في إيران، فيما تتواجد النساء بشكل بارز في هذه الاحتجاجات، ويخلعن الحجاب كعلامة احتجاج على سياسات النظام الإيراني، وفرض الحجاب الإجباري، كما تم نشر صور لحرق الأوشحة.
وبدأت الاحتجاجات ضد مقتل مهسا أميني في سقز حيث كانت تعيش مهسا، وفي مدن أخرى في إقليم كردستان إيران، وامتدت إلى مدن إيرانية أخرى.
في غضون ذلك، وبحسب تقارير منظمات حقوقية، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضد مقتل مهسا أميني، فإن 6 متظاهرين على الأقل هم: فريدون محمودي، زكريا خيال، فرجاد درويشي، فؤاد قديمي، محسن محمدي، رضا لطفي، قتلوا إثر إطلاق قوات الأمن النار في مدن سقز، وبيرانشهر، وأورميه وديواندره، ودهغلان.
وخلال مراسم تشييع جنازة الشاب فرجاد درويشى البالغ من العمر 23 عاما الذى قتل في احتجاجات أورميه، ردد الحاضرون شعار "الموت للديكتاتور" و" الشهيد لا يموت".