وأفادت التقارير بأن المتظاهرين في بعض المناطق واجهوا قوات الأمن ورددوا هتافات بأن "المحكمة العليا باتت تحت سيطرة الحرس الثوري الإيراني". مما أسفر- حسب مصادر طبية عراقية- عن 20 قتيلا، بالإضافة إلى أكثر من 700 مصاب، بينهم عدد من رجال الأمن.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي أنصار مقتدى الصدر في بغداد وهم يزيلون من شوارع بغداد صور قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكذلك صور أبو مهدي المهندس القائد السابق بالحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران.
وبينما يمر العراق بأزمة سياسية خانقة بشأن تشكيل الحكومة، نشر الصدر اليوم الاثنين 29 أغسطس (آب) بيانا على حسابه في "تويتر" كتب فيه: "أعلن الاعتزال النهائي وغلق كافة المؤسسات".
كما انتقد زعيم التيار الصدري زعماء الشيعة لعدم اهتمامهم بدعواته للإصلاح.
وأشار الصدر إلى بيان اعتزال السيد الحائري من المرجعية، وقال: "رغم تصوري أن اعتزال المرجع لم يكن بمحض إرادته.. وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضا.. إلا أنني كنت قد قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية.
وأضاف الصدر أن مقبرة أبيه الذي توفي منذ أكثر من 20 عاما، والمتحف وهيئة تراث آل صدر سوف تستمر في نشاطها.
وجاء في بيان الصدر: "وإن متّ أو قتلت فأسألكم الفاتحة والدعاء".
وأثار اعتزال الصدر من المشهد السياسي العراقي ردود فعل واسعة حتى الآن، وقد طالب رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان ومجلس القضاء الأعلى في العراق هذا الزعيم بالعودة إلى الحوار لحل الأزمة السياسية.
وكتبت وكالة أنباء "رويترز" أن إعلان اعتزال الصدر قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من التوترات في العراق وسوف يكثف أنصاره احتجاجاتهم.
واعتصم أنصار الصدر أمام البرلمان العراقي منذ أكثر من شهر وطالبوا بإجراء تغييرات لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
وكان الصدر قد دعا جميع الأحزاب السياسية، بما في ذلك أعضاء حزبه، بالتخلي عن المناصب الحكومية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة وتشكيل حكومة جديدة.
يشار إلى أن التيار الصدري يعارض على وجه الخصوص، التدخلات الإيرانية في العراق عبر جماعاتها الموالية ويتهم هذه الجماعات بتأجيج الفساد في البلاد والاعتماد على الخارج.