تأكيدات أميركية ونفي إيراني.. تضارب حول تراجع طهران عن طلب وقف تحقيقات "الوكالة الذرية"

أعلن مسؤول أميركي كبير أن طهران تنازلت عن بعض مطالبها الرئيسية فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي، بما في ذلك طلبها بإغلاق ملف تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منشآتها النووية غير المعلنة، لكن السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية ما زالت تصر على وجود هذا الطلب.

ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء، يوم الثلاثاء 23 أغسطس (آب)، عن مسؤول أميركي كبير لم تذكر اسمه: "تريد إيران ضمانًا بأن الوكالة ستغلق جميع التحقيقات [تحقيقات الوكالة]، قلنا إننا لن نقبل هذا [طلب إيران] أبدًا".

ووصف مستشار الفريق التفاوض الإيراني، محمد مرندي، تقرير "رويتز" بأنه "مضلل للغاية"، وكتب أنه قيل منذ شهور إن "إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية" ليس شرطا مسبقا، ولن يتم تنفيذ أي اتفاق قبل إغلاق "ملف الاتهامات الكاذبة" لمجلس محافظي الوكالة بشكل دائم، و"لن يتم تفكيك برنامج إيران النووي".

وكتب موقع "نور نيوز"، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أن استمرار التوجهات السياسية من قبل المدير العام للوكالة ضد إيران، في ظل تفاؤل المسؤولين الغربيين ووسائل الإعلام بالتوصل إلى اتفاق، يدل على أن رفائيل غروسي وإسرائيل لا يزالان العقبة الرئيسية أمام إنهاء المفاوضات.

كما قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، يوم الثلاثاء، عن تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المراكز النووية غير المعلنة للنظام الإيراني: "القضايا المزعومة، والأماكن المزعومة، والوثائق المزعومة، ملفقة من قبل أعداء الثورة والنظام الصهيوني، وقد تم الرد عليها عدة مرات".

وقال إسلامي: "بعد ذلك يمكن ايقاف التحقيق".

وأكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع شبكة "سي إن إن": "التخلي عن التحقيق ليس شيئًا يمكن للوكالة القيام به دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".
وبشأن التحقيق في إيران، أضاف غروسي: "مفتاح هذا شيء بسيط: هل ستتعاون إيران معنا؟".

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أصدر، في وقت سابق، قرارًا ضد إيران في هذا الصدد بأغلبية ساحقة وطلب من طهران التعاون مع الوكالة للمضي قدمًا في التحقيق.

وقد تضاربت التصريحات والتقارير عن طلب إيران إغلاق ملف هذا التحقيق، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، مساء الاثنين، إنه لا يوجد ضمان للاتفاق لأن "الثغرات لا تزال قائمة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنه على الرغم من أن إيران تخلت عن بعض مطالبها غير البناءة، إلا أنه لا تزال هناك عقبات أخرى.

وأشار إلى أن أحد المطالب غير البناءة التي تخلت عنها إيراني هي شطب اسم الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية.

من ناحية أخرى، أعلن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أنه من المتوقع أن ترد الولايات المتحدة هذا الأسبوع على النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي، وأعلن عن عدة مطالب من إيران لتغيير هذا النص.