أكد المتحدث باسم جامعة "كوبرنيكوس" البولندية في مقابلة حصرية مع "راديو فردا"، أن أحد أساتذة هذه الجامعة مسجون في إيران منذ ما يقرب من عام، وصدر ضده حكم بالسجن ثلاث سنوات ويقضي حاليًا العقوبة.
وقال مارتن تشينيفسكي، المتحدث باسم جامعة "نيكولاس كوبرنيكوس" في بولندا لـ"راديو فردا" اليوم الخميس 7 يوليو (تموز): "لسوء الحظ، يمكنني تأكيد هذه المعلومات، لكن هذه المعلومات ليست جديدة، تم القبض على ثلاثة أساتذة من جامعتنا في سبتمبر (أيلول) 2021، وتم الإفراج عن اثنين منهم، لكن أحد أساتذتنا ما زال مسجونا في إيران، ونحن على تواصل دائم مع وزارة الشؤون الخارجية البولندية، وكذلك مع أسرة هذا الأستاذ".
ونشرت وكالة أنباء "إيرنا" الحكومية، ووكالة أنباء "فارس"، القريبة من الحرس الثوري، والتلفزيون الإيراني الرسمي، يوم الأربعاء، لقطات أنتجتها استخبارات الحرس الثوري أظهرت مساعد السفير البريطاني في طهران وعدة أشخاص آخرين وهم، كما وصفتهم الوكالتان، "يتجسسون" ويأخذون عينات من التربة من المناطق العسكرية.
ووفقًا للادعاء الوارد في هذا الفيديو، كان من بين هؤلاء الأشخاص أجنبي آخر يُدعى "ماتسي والتشاك"، والذي كان أستاذًا جامعيًا في بولندا وسافر إلى إيران كسائح.
ووالتشاك وزملاؤه الثلاثة متهمون في هذا الفيلم الإخباري للتلفزيوني الحكومي بأخذ عينات من التربة من منطقة صحراوية في إيران خلال برنامج التبادل العلمي.
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن تحركهم تزامن مع اختبار صاروخ للحرس الثوري الإيراني في محافظة كرمان.
الآن، أكدت جامعة "كوبرنيكوس" في بولندا أن والتشاك لم يغادر البلاد منذ اعتقاله في إيران الصيف الماضي، بل حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ويقضي حاليًا عقوبة السجن.
وبحسب المتحدث باسم هذه الجامعة، فإن قرار الحفاظ على سرية هذه الحادثة اتخذته الجامعة ووزارة الخارجية البولندية، وقال: "أردنا مساعدة وزارة خارجيتنا وكذلك أستاذ جامعتنا في هذا الصدد".
ووصفت وزارة الخارجية البولندية، في بيان قصير نُشر يوم الخميس، والتشاك بأنه "عالم حسن السمعة" وقالت إنه يتمتع بخدمات قنصلية وقانونية في إيران. في الوقت نفسه، تقول الوزارة إنه لن يتم نشر أي معلومات أخرى حول هذه القضية.
وقال المتحدث باسم جامعة كوبرنيكوس لـ"راديوفردا" بشأن الوصول إلى والتشاك: "لسنا على اتصال مباشر معه، نحن نتحدث مع دبلوماسيين بولنديين في طهران، وهم قد تمكنوا من مقابلته مرتين".
وورد في شريط الفيديو الذي أعدته استخبارات الحرس الثوري الإيراني أن "دبلوماسيين"، بمن فيهم دبلوماسي بريطاني كبير وزوجة المستشار الثقافي النمساوي، تم رصدهم والتعرف عليهم بواسطة طائرة بدون طيار تابعة للحرس الثوري الإيراني أثناء "أخذ عينات من أرض المنطقة المحظورة" في وسط الصحراء إيران المركزية.
ويأتي إثارة تهمة أخذ عينات من تربة المنطقة ضد الأستاذ البولندي بالجامعة وهؤلاء الأشخاص في حين أنه وفقًا لما قاله جيفري لويس، أحد خبراء مركز جيمس مارتن في مونتيري، كاليفورنيا، إنه يمكن الحصول على معلومات قليلة جدًا من التركيب الكيميائي لعينة التربة بعد فترة من المناورات العسكرية.
وقال لويس: لذلك لا أرى أي قيمة كبيرة في الحصول على عينة من التربة (في إيران)، وأظن أن هذا (الحادث) ربما يكون من عمل جهاز أمني، وليس مساعد السفير البريطاني.
كما كتب السفير البريطاني في طهران، سيمون شيركليف، في رسالة على "تويتر"، يوم الخميس: "هذه التقارير التي تفيد بأن مساعد سفير بلادنا رهن الاعتقال حاليًا مثيرة جدًا للاهتمام... لقد غادر إيران في ديسمبر (كانون الأول) الماضي [قبل أكثر من ستة أشهر] في نهاية مهمته.
واعتقل النظام الإيراني في السنوات الماضية عدة مواطنين أجانب أو مزدوجي الجنسية بتهم مختلفة منها "التجسس أو التعاون مع مؤسسات أمنية أجنبية أو العمل ضد النظام"، وتبادل بعضهم مع سجناء ينتمون إلى النظام الإيراني في الخارج.
وبسبب هذه الإجراءات، اتُهم النظام الإيراني، مرات عديدة، بتنفيذ سياسة تُعرف باسم "دبلوماسية الرهائن" في السنوات الأخيرة.
ويضاف اسم "ماتسي والتشاك" إلى القائمة الطويلة للأجانب المسجونين في إيران، فيما أعطت لجنة السياسة الخارجية في البرلمان البلجيكي يوم الأربعاء 6 يوليو الضوء الأخضر لـ "اتفاق" مع إيران لتبادل السجناء بين البلدين، وهي اتفاقية احتج عليها النشطاء ومنظمات حقوق الإنسان بشدة.