وكان خامنئي قد أدلى بهذه التصريحات في 12 يونيو (حزيران) خلال لقاء مع "مسئولي مؤتمر شهداء جمعية البدو الرحل"، لكن نص خطابه نُشر اليوم الثلاثاء 21 يونيو (حزيران).
وقال المرشد الإيراني: "في الفضاء الإلكتروني، وأحيانًا للأسف في الأماكن الرسمية، يبثون هذه الأشياء بين الناس بطريقة توصل الناس إلى نتيجة مفادها أن الطرق مسدودة، وأن الطرق خاطئة، أو يخلصون إلى أن مسؤولي البلد، ومسؤولي الدولة لا يعرفون كيف يديرون البلد".
وأضاف أن هذا النوع من العمل في "الفضاءات الرسمية" ليس مقصوداً ويعود إلى "الإهمال"، لكنه في نظره "ينتهي لصالح العدو".
ودفاعًا عن أداء المسؤولين الحاليين في البلاد قال: "كل من يخيب آمال المواطنين بجهود وخطط مسؤولي البلد يعمل لحساب العدو، سواء كان يعرف ذلك أم لا".
وفي دفاعه أيضا عن تصرفات مسؤولي النظام، انتقد خامنئي تلفزيون إيران الرسمي لانتقاده تصرفات الشرطة بعد سرقة فرع "بنك ملي" في شارع انقلاب بطهران، قائلا إنه بينما ينبغي "تشجيع" قوات الشرطة يجري الحديث "في التلفزيون الرسمي بطريقة وكأنه يتم إلقاء اللوم عليها بدلاً من تشجيعها".
وقد طالب خامنئي بتشجيع الشرطة في وقت اتضح فيه، بحسب ما ذكره قائد شرطة طهران الكبرى، حسين رحيمي، أن اللصوص، بعد تواجدهم في فرع البنك لمدة 14 ساعة دون أي مشاكل، "في اليوم التالي، اكتشفوا أنهم تركوا بعض معداتهم داخل فرع البنك، فعادوا وتخلصوا من بعض المعدات وخبأوا البعض في نقاط مختلفة من البنك".
وتم الإعلان عن قيمة الممتلكات المسروقة من صناديق الأمانات في هذا الفرع من "بنك ملي" بنحو 2500 مليار تومان، وهو ما يزيد عن أصول فرع بنك ملي.
كما حذر علي خامنئي من أن "العدو يستغل كل ما يحدث في البلاد ضد التقاليد والمقدسات الدينية". لكن تصريحاته تأتي في وقت أخذت فيه الانقسامات بين مختلف أطياف المحافظين أبعادا جديدة في شكل تسوية حسابات سياسية، منذ وصول إبراهيم رئيسي إلى السلطة في إيران.
وبما أن المرشد الإيراني يرى هذه الفصائل داخل النظام، فإنه يعتبر إجراءاتها الاستخباراتية والأمنية وكشفها فضائح بعضها البعض "إهمالاً"، ويحذر من استغلال "العدو" لهذه الخلافات السياسية والأمنية.
وبعد كشف بعض المحافظين عن رحلة عائلة رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إلى تركيا لشراء لوازم الأطفال، ونشر أنباء حول آراء سعيد جليلي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، حول المحادثات النووية، والتوترات الكلامية مع الأخوين لاريجاني في المجلس، اعتقل الحرس الثوري الإيراني عددًا من نشطاء الإعلام المحافظين.
واتهم جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري الإيراني المعتقلين بـ"تضليل الرأي العام ونشر وثائق سرية"، بدعوى أنهم يريدون "إثارة الفتنة بين مسؤولي الدولة من خلال نشر أخبار انتقائية وكاذبة".
ولم يحدد المرشد اسم فرد أو جماعة ، لكنه أشار إلى أن الأعداء يفكرون، "ما الذي يمكنهم فعله لجعل الناس يعتقدون أنه ليس لديهم مستقبل؟ المستقبل طريق مسدود، إنهم يخططون لذلك، في الفضاء الإلكتروني وأحيانًا للأسف في مساحاتنا الرسمية، يقومون ببث هذه الفكرة بين الناس بطريقة توصل الناس إلى استنتاج مفاده أن الطرق مسدودة، أو الطرق خاطئة أو توصلهم إلى استنتاج مفاده أن مسؤولي البلد لا يعرفون كيف يديرونه".
وتأتي تصريحات آية الله خامنئي في وقت لا يمر يوم دون أن يخرج فيه الناس في عدة مدن إلى الشوارع للاحتجاج، وهم يرددون شعارات ضد المسؤولين "عديمي الكفاءة"، ويترحمون على أيام الملكية، ويقولون: "رضا شاه.. الرحمة على روحك".