وأضافت الوكالة أن علي واعظ، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية، قال إن كل طرف يأمل أن يكون الطرف الآخر أول من يتراجع أولا من موقفه.
وأعلنت حكومة بايدن منذ تسلمها السلطة في البيت الأبيض أنها ستعود إلى الاتفاق النووي بشرط أن تنفذ طهران جميع تعهداتها بموجب الاتفاق.
ورغم التطورات السريعة في الأشهر الأولى من العام الجاري، إلا أن محادثات فيينا توقفت في 11 مارس (آذار) الماضي دون التوصل إلى نتيجة معينة.
وأعلنت الدول المشاركة في المحادثات في أوائل مارس الماضي أن مسودة الاتفاق النهائي تمت صياغتها، وأن اتخاذ خطوات أخرى يعتمد على القرارات السياسية في طهران وواشنطن.
وتتمحور العقدة الأخيرة التي تعرقل المحادثات حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني، إذ تطالب إيران بشطب هذه المنظمة من القائمة الأميركية "للمنظمات الإرهابية الأجنبية".
ويعلّل الإيرانيون موقفهم بأن ترامب أدرج الحرس الثوري في القائمة، لتشديد الضغوط على طهران بعدما سحب بلاده من الاتفاق المبرم في العام 2015. لكن الأميركيين ينفون صحة هذا الأمر ويشددون على عدم وجود أي رابط بين الأمرين.
وهذا الأسبوع قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: "إذا أرادت إيران رفعًا للعقوبات يتخطى المنصوص عليه في الاتفاق النووي فعليها أن تستجيب لهواجسنا التي تتخطّى الاتفاق النووي".
وشدد على ضرورة أن تتفاوض إيران حول هذه القضايا "بحسن نيّة وتعاون".
وتؤكد واشنطن أنها لا تتفاوض في العلن، وهي كانت قد تجنّبت الإدلاء بأي تصريح واضح بشأن مصير تصنيف الحرس الثوري الإيراني.
لكن تصريحات برايس هذه بدت أشبه بالتأكيد على أنّ الإدارة الأميركية تشدد موقفها بالنسبة لشطب الحرس الثوري الإيراني، بعد انقسام الآراء بين الدوائر الدبلوماسية المقرّبة من قيادات عسكرية أميركية، وبين الجناح السياسي في البيت الأبيض.
وكتبت وكالة الأنباء الفرنسية في تقريرها أن الفريق الأول يؤيد اتّخاذ مبادرة تجاه الحرس الثوري، معتبرا أن شطب هذه القوة من قائمة المنظمات التي تصنّفها واشنطن إرهابية لن تكون له عمليا تداعيات كبرى، فيما يخشى البيت الأبيض انتقادات الجمهوريين قبيل انتخابات منتصف الولاية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أعطى مؤشرا أوليا دل على تشدد الموقف الأميركي بقوله إن الحرس الثوري الإيراني برأيه "منظمة إرهابية". وأضاف: "لست شديد التفاؤل إزاء إمكان التوصل إلى اتفاق".
وأفاد الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، ديفيد إغناتيوس، بأن بايدن بصدد استبعاد شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات المصنّفة إرهابية.
وقال علي واعظ، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية: "لا أعتقد أن القرار النهائي قد اتُّخذ، لكن الرئيس يميل بالتأكيد في ذاك الاتجاه".
وأعرب واعظ عن أمله في إمكان التوصل إلى تسوية تقضي بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية مع إبقاء ذراعه الخارجية "فيلق القدس" مدرجة في القائمة.
ويقر واعظ بأن أي مبادرة تجاه إيران على صلة بقضية حساسة كهذه "سيستغلها الخصوم والمعارضون لصَلب إدارة بايدن"، والتنديد بضعفها في مواجهة عدو لدود للولايات المتحدة.