ملف مقتل قاسم سليماني "مانع أخير" يعرقل إحياء الاتفاق النووي مع إيران

قال مصدر مطلع على مسار مفاوضات فيينا لموقع "راديو فردا" إن تقديم إيران لتعهد مكتوب حول وقف المتابعة العملية لملف مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، هو أحد الشروط الأساسية لقيام واشنطن بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية.

وذكر المصدر أن إيران تصرّ على موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية، وقد تحول هذا الموضوع إلى مانع أخير يعرقل مفاوضات فيينا.

وأضاف المصدر نفسه أن المؤسسات الأمنية في الولايات المتحدة الأميركية لديها معلومات دقيقة حول نية إيران للقيام بأعمال ضد مسؤولين أميركيين سابقين على صلة بمقتل قاسم سليماني.

وحسبما جاء في الموقع فإن الولايات المتحدة الأميركية لن تقبل بمطالب إيران في ظل هذه الظروف، وتطلب من طهران في المقابل أن تقدم تعهدا مكتوبا بوقف متابعة موضوع مقتل سليماني.

وقد طرح المسؤولون الإيرانيون موضوع شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية في اللحظات الأخيرة من مسار المفاوضات.

وأشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في 28 من مارس (آذار) الجاري إلى هذا الموضوع، وأكد أنه "لا علاقة له بالاتفاق النووي"، متهما إيران بعرقلة إحياء الاتفاق النووي من خلال مطالبتها بـ"ضمانات حول شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب".

وفي الشهور الأخيرة وردت تقارير عدة عن زيادة نسبة التهديدات ضد المسؤولين السابقين في إدارة ترامب مثل وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، والمبعوث الأميركي الخاص بإيران في عهد إدارة ترامب، برايان هوك، ما دفع الإدارة الأميركية الحالية رفع نسبة إجراءات الحراسة حول هؤلاء المسؤولين.

وفي هذا السياق ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري، في 23 من مارس الجاري نقلا عن "مصدرين مطلعين أميركيين" ومسؤول إسرائيلي، أن مسؤولي الجمهورية الإسلامية قد رفضوا شرط واشنطن مقابل شطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات.

ووفق تقرير الموقع فإن المسؤولين الإيرانيين اقترحوا أن يقدموا رسالة "ضمنية غير علنية" بدل إعطاء تعهد مكتوب حول وقف متابعتهم لموضوع "الثأر" و"الانتقام" من المسؤولين الأميركيين السابقين الذين تتهمهم طهران بأنهم كانوا السبب في مقتل سليماني.

ومنذ مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، مطلع يناير (كانون الثاني) عام 2020، لا ينفك المسؤولون الإيرانيون من إطلاق الوعود بـ"الانتقام الشديد" من "قاتلي سليماني"، ويؤكدون باستمرار على ضرورة متابعة ملف سليماني ومحاكمة الأفراد الضالعين في مقتله.

وفي الأيام الأخيرة ذكرت وسائل إعلام أميركية عدة أن عدم التوصل إلى تفاهمات حول موضوع الحرس الثوري الإيراني بين طهران وواشنطن قد يهدد مفاوضات فيينا بالانهيار.

وقد صنفت إدارة دونالد ترامب في عام 2019 الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وقال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، تعليقا على هذا القرار: "إن هذه الخطوة غير المسبوقة جاءت لتعزيز حقيقة أن إيران ليست دولة راعية للإرهاب فحسب، بل إن الحرس الثوري الإيراني يشارك بشكل كبير ويمول ويشجع الإرهاب كأداة للحكم".

مع ذلك فإن المسؤولين الأميركيين الحاليين يصرحون أن "الوضع الحالي لم يعزز بأي شكل من الأشكال أمن الولايات المتحدة الأميركية"، بل العكس حيث إن الحرس الثوري خلال هذه الفترة قد تضاعفت قوته وازداد نشاطه.

وعلى خلفية الحديث عن شطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات فقد حذر نواب برلمانيون أميركيون من الحزب الجمهوري إدارة بايدن من مغبة شطب الحرس الثوري من العقوبات الأميركية.

كما عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، ووزير خارجيته، يائير لابيد، بشكل صريح عزم الولايات المتحدة الأميركية شطب اسم الحرس الثوري من قائمة المنظمات المصنفة إرهابيا، حسب وزارة الخارجية الأميركية.