وأفاد مركز الإحصاء الإيراني، يوم السبت 27 ديسمبر (كانون الأول)، بأن متوسط معدل التضخم السنوي وصل أيضًا إلى 42.2 في المائة في هذا الشهر.
ويشير هذا الرقم إلى ارتفاع متوسط أسعار السلع والخدمات خلال الـ 12 شهرًا الماضية، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مسجلاً زيادة قدرها 1.8 نقطة مئوية مقارنة بالشهر الماضي
وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة شهرية بلغت 4.2 في المائة ليصل إلى 435.1 نقطة، فيما ظلّ الضغط التضخمي على الشرائح منخفضة الدخل أعلى من نظيره لدى الشرائح ذات الدخل المرتفع.
وسجّل التضخم السنوي لقطاع المواد الغذائية والمشروبات والتبغ 72 في المائة، خلال هذا الشهر، بينما بلغ 43 في المائة لقطاع السلع غير الغذائية والخدمات.
كما بلغ معدل التضخم السنوي بنهاية الشهر الجاري 50 في المائة لمجموعة المواد الغذائية والمشروبات والتبغ، و38.3 في المائة للسلع غير الغذائية والخدمات.
وأفاد التقرير بأن التضخم الشهري لأسعار الحليب والجبن والبيض بلغ 10.2 في المائة، فيما سُجّل تضخم شهري في قطاع الخبز بنسبة 7.7 في المائة.
ويرى كثير من المواطنين والخبراء أن الأرقام الرسمية للتضخم، بسبب الأوزان النسبية التي يعتمدها مركز الإحصاء لمجموعات الاستهلاك، لا تعكس الواقع الحقيقي للأسواق.
كما أن آلية احتساب التضخم تعتمد على تقارير متوسط أسعار السلع في الأسواق، وهي تقارير يُعتقد أنها تختلف عن الأسعار الفعلية.
وتُظهر بيانات مركز الإحصاء حول التغيرات في المؤشر العام أن المستوى العام للأسعار (التضخم) في الثلاثين يومًا الماضية ارتفع بنحو 2700 في المائة مقارنة بعام 2012.
ويُعد الارتفاع الحاد في التضخم السنوي أحد المؤشرات المبكرة لاحتمال الدخول في مرحلة التضخم المفرط، إذ يعكس تسارعًا كبيرًا في ارتفاع لأسعار.
وبحسب التعريف القياسي، يحدث التضخم المفرط عندما يتجاوز معدل التضخم الشهري 50 في المائة، أو عندما ترتفع الأسعار بأكثر من 1 في المائة يوميًا.
وفي حال وصول التضخم الشهري إلى 50 في المائة واستمراره، قد يقفز معدل التضخم السنوي إلى آلاف في المائة.
وبناءً على ذلك، إذا استمر التضخم الشهري بنسبة 50 في المائة كما في الشهر الحالي، فقد يصل التضخم السنوي (نقطة إلى نقطة) إلى نحو 13 ألفًا في المائة.
وكان الخبير الاقتصادي والأمين العام السابق لبورصة طهران، حسين عبده تبريزي، قد حذّر في 14 ديسمبر الجاري، من أن تكرار تضخم بنسبة 60 في المائة في العام المقبل، وعدم الالتزام بإطار الموازنة المعلن، قد يدفع البلاد إلى مرحلة «الدولرة».
وأوضح أن التضخم في هذه المرحلة قد يقفز فجأة من 60 في المائة إلى نحو 3000 في المائة.
وخلال الأشهر الأخيرة، ولا سيما بعد تفعيل "آلية الزناد" وعودة عقوبات الأمم المتحدة، أفاد المواطنون بارتفاع يومي في الأسعار، مؤكدين أن تأخير الشراء لبضعة أيام فقط يؤدي إلى دفع أسعار أعلى.
وحذّر خبراء من أن استمرار الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية في إيران قد يترتب عليه عواقب خطيرة، من بينها الإضرار بالصحة العامة، وانتشار سوء التغذية، وتفاقم الضغوط النفسية على المجتمع.