وكتب "عصر إيران"، يوم الخميس 25 ديسمبر (كانون الأول)، أن هذا المواطن الإيراني “تعرّض خلال التدريب العسكري لضغوط شديدة وضرب وتهديدات يومية، وشهد كيف كانت روسيا ترسل مدنيين أجانب إلى الجبهة باعتبارهم قوات قابلة للاستهلاك".
وكان دربندي قد شرح في مقابلة سابقة مع موقع "يونايتد 24" الأوكراني كيف تحوّلت محاولته للعمل في روسيا إلى اعتقال ثم إرسال قسري إلى جبهة الحرب في أوكرانيا.
كما أشار إلى الأساليب التي تستخدمها روسيا لإقحام المدنيين الأجانب في دوّامة الحرب.
وكتب "يونايتد 24”: "على الرغم من أن دراسته كانت في هندسة النفط، فإن آرش قضى معظم حياته خلف الكاميرا. دخل سانت بطرسبورغ بتأشيرة سياحية، وكان يكسب رزقه من تصوير المارّة".
وأكد دربندي أنه لا يمتلك أي خلفية عسكرية، وأنه حتى لحظة إرساله إلى الجبهة “لم يحمل سكينًا بيده".
ولا يمكن التحقق بشكل مستقل من صحة وتفاصيل رواية هذا المواطن الإيراني، إذ أُعدّ هذا التقرير اعتمادًا فقط على ما نشره الإعلام الأوكراني والمقابلة التي أجراها.
ولم تُبدِ حتى الآن أيٌّ من السلطات الإيرانية أو أوكرانيا أو روسيا ردّ فعل على هذا التقرير.
وتُعدّ طهران من أقرب حلفاء موسكو، وقد زوّدت روسيا بطائرات “شاهد” الانتحارية لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وقد أثار الدعم العسكري الإيراني للكرملين ردود فعل واسعة في الغرب، ولا سيما استياءً شديدًا لدى الدول الأوروبية.
كيف أُرسل دربندي إلى جبهة الحرب ضد أوكرانيا؟
روى دربندي تطورات إرساله إلى جبهة الحرب ضد أوكرانيا، قائلاً: “في أوائل فبراير (شباط) الماضس، وبعد مشادة مع ضابط شرطة روسي في الشارع، جرى اعتقالي ونُقلت إلى ثكنة في منطقة ليغوفسكي بروسبكت. قالوا لي: إمّا أن تقضي من ثلاث إلى خمس سنوات في السجن، أو تُرسل إلى الحرب لمدة عام".
وأضاف أنه رغم اعتراضه، أُجبر على الالتحاق بالخدمة العسكرية، وبعد عدة أشهر أُرسل للتدريب قرب مدينة بيلغورود.
وتابع دربندي: “من شدة الخوف من الحرب، تعمّدت إسقاط نفسي فانكسرت يدي، لكن رغم قانون روسيا لم يُعفَني ذلك. بقيت ستة أشهر مصابًا، ثم تمت إعادتي إلى التدريب ويدي تؤلمني".
وأشار إلى احتجاجه على هذا السلوك قائلاً: “قلت لهم إن أقصى عقوبة قانونية بحقي كأجنبي يجب أن تكون ترحيلي من بلدهم. لكنهم قالوا لي: هنا ليست إيران ولا أي مكان آخر في العالم؛ هنا روسيا، وعليك أن تذهب إلى الحرب".
وتابع هذا المواطن الإيراني: “لم يعاملونا كبشر؛ كانوا يروننا مجرد قوة استهلاكية، ويريدون إرسالنا إلى الخطوط الأمامية ليعيش الروس بأمان. كلما اندلعت حرب، يُرسَل الأجانب دائمًا إلى الجبهة ويبقى الروس في الخلف.. الأجانب لا حقوق لهم؛ يمكنهم في أي لحظة سلبهم كل ما يملكون".
وخلال السنوات الماضية، تحوّل وجود مواطنين أجانب في الجيش الروسي ومشاركتهم في الحرب ضد أوكرانيا إلى موضوع يتصدر الأخبار مرارًا.
وفي الأشهر الأخيرة، أثار وجود آلاف الجنود الكوريين الشماليين في روسيا لدعم جيشها في حرب أوكرانيا غضب الدول الغربية.
وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي، حسين علاوي، في مقابلة مع قناة العربية، يوم الخميس 25 ديسمبر، إن تحديد العدد الدقيق للعراقيين المنخرطين في الجيش الروسي غير ممكن، لكنه يُقدّر بنحو خمسة آلاف شخص.
مكان نومنا كان مختلفًا عن الروس
وأضاف دربندي في مقابلته مع "يونايتد 24" أن من بين القوات التابعة لروسيا في حرب أوكرانيا مواطنين من إيران وكينيا وكولومبيا ودول عربية وأفريقية، وقال: “كانوا يفصلوننا عن الروس. مكان نومنا كان مختلفًا عن مكان نومهم".
وتابع: “كثير من الأجانب يوقّعون عقدًا لمدة عام بسبب المال فقط، لكنهم ما إن يدخلوا مرحلة التدريب حتى يندموا. يكتب الجميع طلبات ويقولون إنهم لا يريدون الذهاب إلى الحرب ويرغبون في الانسحاب، لكن الضباط- غير آبهين برأيهم- يجمعون من تقرر إرسالهم إلى الجبهة"..
وكت "يونايتد 24"، نقلًا عن دربندي، أن هذا المواطن الإيراني أُصيب في نهاية المطاف في إحدى هجمات الطائرات المسيّرة للجيش الأوكراني على مواقع القوات التابعة لروسيا داخل الأراضي الأوكرانية، ثم جرى اعتقاله.
وفي ختام مقابلته مع الوسيلة الإعلامية الأوكرانية، شدّد دربندي على ضرورة وقف حرب أوكرانيا، ودعا شعوب العالم إلى “عدم تقديم أي مساعدة لدول، مثل روسيا وإيران والدول التي تدعم الإرهاب".
وأطلقت روسيا عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا في شهر فبراير 2022، ومنذ ذلك الحين تتواصل الاشتباكات بين البلدين. ومنذ بدء الحرب الحالية، سيطرت روسيا على نحو خُمس أراضي أوكرانيا.