وقال آخوندي، في مقابلة مع موقع "ذا ناشيونال" الإخباري، يوم الخميس 25 ديسمبر (كانون الأول)، إن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن مجيد يقيم حاليًا في إيران، مؤكدًا أن على الحكومة السويدية، بدلًا من "المفاوضات السرّية" مع النظام الإيراني، أن تطالب علنًا طهران بتسليمه إلى ستوكهولم لمحاكمته على أفعاله.
وأضاف: "أعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد المتاح. لطالما آمنت بأهمية امتلاك صوت واضح وشفاف، والدبلوماسية الصامتة التي تتحدث عنها السويد، من وجهة نظري، ليست مجدية".
وبحسب قول آخوندي، فإن النظام الإيراني سينكر وجود مجيد على أراضيه، غير أن اتهام السويد العلني لطهران بإيواء مجرم مطلوب دوليًا من شأنه أن يضر بمصداقية إيران.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد أفادت، في مايو (أيار) الماضي، بأن مجيد يوجد حاليًا في إيران، ويتعاون مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وفي يونيو (حزيران) 2024، أعلن جهاز الأمن السويدي (سابو)، و"الموساد" أن النظام الإيراني يستخدم شبكات إجرامية في السويد ودول أوروبية أخرى لتنفيذ هجمات ضد سفارات ومواطنين إسرائيليين.
ووفقًا لـ "سابو"، استهدفت هذه الأنشطة بالدرجة الأولى إيرانيين معارضين للنظام في الخارج، لكنها امتدت أيضًا إلى مصالح دول أخرى مثل إسرائيل.
وبحسب الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية، فإن شبكتي "فوكس تروت" و"رومبا" الإجراميتين كانتا متورطتين في "عدة هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية”.
آخوندي: سلّمنا حميد نوري عمليًا للنظام الإيراني مجانًا
وفي حديثه عن احتمال تسليم مجيد من إيران، قال آخوندي: "السويد تفعل كل ما بوسعها، لكن كل شيء يعتمد على أوراق الضغط. كنا نملك ورقة ضغط حميد نوري، لكن برأيي سلّمناه عمليًا مجانًا، والآن أصبحت المهمة بالغة الصعوبة”.
وخلال عملية تبادل سجناء بين طهران وستوكهولم، سُمح لكل من يوهان فلودروس وسعيد عزيزي، وهما مواطنان سويديان كانا معتقلين في إيران، بمغادرة البلاد والعودة إلى السويد في يونيو (حزيران) 2024، مقابل الإفراج عن نوري.
وكان حميد نوري، المدعي المساعد السابق في سجن جوهردشت، قد اعتُقل في السويد، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بتهمة التورط في إعدام السجناء السياسيين خلال ثمانينيات القرن الماضي، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد بعد محاكمته. وكانت المحكمة العليا السويدية قد رفضت طعنه في مارس (آذار) 2024.
وذكرت "ذا ناشيونال"، في تقريرها، أن السويد كانت تُعد في السابق من بين الدول ذات أدنى معدلات القتل في أوروبا، لكنها تواجه اليوم أرقامًا تعادل ضعفين ونصف متوسط القارة، وهي نسبة مقلقة يُعزى جزء كبير منها إلى الأنشطة الإجرامية لمجيد.
وأشارت "ذا ناشيونال" إلى أن مجيد، المعروف بلقب "الثعلب الكردي"، وُلد في "كرمانشاه، حيث لجأ والداه إليها بعد حرب صدام حسين ضد الأكراد في إقليم كردستان العراق، قبل أن تستقر العائلة لاحقًا في السويد.
وأضاف التقرير أن والدي مجيد عادا حاليًا إلى العراق ويقيمان في السليمانية.
وأدى النزاع بين مجيد وشريكه السابق، إسماعيل عبدو، الذي يدير شبكة "رومبا" المنافسة، إلى سلسلة من جرائم القتل الانتقامية.
وبحسب "ذا ناشيونال"، وسّع مجيد شبكته الإجرامية عبر موجات من العنف في مدينة أوبسالا، حيث نفّذ الجزء الأكبر من الأعمال العنيفة أطفال جرى تجنيدهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الصحيفة أن العصابات الإجرامية تستخدم الأطفال في الهجمات ضد منافسيها، لأن القانون السويدي لا يفرض مسؤولية جنائية على من هم دون سن 15 عامًا، كما تُطبق عادةً عقوبات أخف على من هم دون 18 عامًا.
وأعلنت الشرطة السويدية هذا الأسبوع أن ضبط شحنة كبيرة من الكوكايين في جنوب غرب البلاد، بوزن لا يقل عن 200 كيلوغرام، مرتبط بشبكة "فوكس تروت"، وقد جرى توقيف شخص واحد في إطار هذه القضية.
كما يخضع مجيد لـ "نشرة حمراء من الإنتربول"، وهو مطلوب دوليًا منذ عام 2020 بتهم القتل، ومحاولة القتل، وجرائم مرتبطة بالمخدرات.
وفي أبريل (نيسان)، أدرجت الحكومة البريطانية مجيد وشبكة "فوكس تروت" على قائمة العقوبات المفروضة على النظام الإيراني، مشيرة إلى ضلوعهما في أنشطة عدائية بدعم من إيران.
من جهتها، حذّرت أستاذة علم الجريمة في جامعة مالمو بالسويد، مانه غيرل، في مقابلة مع "ذا ناشيونال"، من أن نمط عمل العصابات الإجرامية تغيّر جذريًا.
وقالت إن العصابات كانت في السابق ترسل أحد عناصرها البارزين لتنفيذ عمليات إطلاق النار، أما اليوم فهي تعيّن "مدير مشروع" يتولى تنظيم شبكة من الأفراد للمهام اللوجستية، وجمع المعلومات، وتنفيذ الهجمات.