ونشرت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية، يوم الاثنين 22 ديسمبر (كانون الأول)، تقريرًا تضمن شهادات من سكان القرى المنكوبة في محافظات هرمزغان وكرمان وجزيرة قشم، تحدثوا فيها عن انقطاع الطرق، وخسائر واسعة لحقت بالأراضي الزراعية والمواشي والمنازل، إضافة إلى تعطّل طويل الأمد في الوصول إلى الكهرباء والمياه والإنترنت.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن أحد المعلّمين من قرية سردشت بمدينة بشاغرد، أن المدارس أُغلقت وتأجّلت الامتحانات بسبب انسداد الطرق، وانقطاع الكهرباء والإنترنت والهاتف في العديد من القرى، ما جعل السكان غير قادرين على التواصل.
وأشار المعلّم إلى فيضان نهر جكين وغمر قريتي كافر وبارامون بالمياه، موضحًا أن الأراضي الزراعية قد دُمرت والمواشي قد نفقت.
وأكد أن إمكانات الإغاثة والمراكز الصحية محدودة جدًا، وأن القرى لا تزال غارقة في "الطين والوحل".
كما أفاد بحدوث انقطاع واسع في الاتصالات، قائلاً إن خدمات الهاتف والإنترنت انقطعت بالكامل في بعض القرى، وبقيت العائلات أيامًا من دون أي أخبار عن بعضها البعض.
وبحسب قوله، في حال وقوع مرض أو حالة طارئة، فإن نقل المصابين إلى مراكز المدن يواجه صعوبات بالغة.
وكانت هيئة الأرصاد الجوية قد أصدرت الأسبوع الماضي تحذيرًا من المستوى الأحمر لأربع محافظات جنوبية، وسُجّلت أعلى معدلات الهطول من الثلاثاء إلى الجمعة في محافظات هرمزغان وفارس وكرمان وبوشهر.
وعقب هذه الأمطار والسيول، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوفاة ما لا يقل عن سبعة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر 9 سنوات، ومسعف في الهلال الأحمر يُدعى محمد قرباني، فضلاً عن أضرار لحقت بالطرق والمنازل والجسور والمنشآت الحضرية والريفية.
وأعلنت منظمة الإغاثة والإنقاذ في الهلال الأحمر أن نحو 25 محافظة تأثرت بالسيول خلال الفترة من 15 إلى 21 ديسمبر الجاري، وأنه تم تقديم المساعدة لأكثر من 42 ألف شخص.
وبحسب المنظمة، فلا تزال فرق الإغاثة في بعض المحافظات، من بينها كرمان، في حالة تأهّب.
وفي هذه المحافظة، ألحقت السيول خسائر جسيمة بالقطاع الزراعي.
وقال جلال نظري، مختار قرية كلات مالك التابعة لقضاء قلعة كنج، لصحيفة "هم ميهن": "إن نحو 90 في المائة من الأراضي الزراعية في القرية- وفي ذروة موسم زراعة القمح والشعير والسمسم والمحاصيل الحقلية- غُمرت بالمياه والطين، ما أدى إلى تلف المحاصيل بالكامل".
ومن جهته، أعلن رئيس منظمة الجهاد الزراعي في محافظة هرمزغان، محسن يكتابور، أن التقييمات الأولية تشير إلى تضرر أو غمر 1200 هكتار من الأراضي البستانية والزراعية في المحافظة نتيجة الأمطار والبرد.
وأضاف أن الأضرار شملت خمسة كيلومترات من قنوات نقل المياه، وثلاثة كيلومترات من الطرق بين المزارع، إضافة إلى منشآت الري بالضغط في بعض المناطق.
وفي جزيرة قشم، تسببت الأمطار الغزيرة في غمر واسع بالمياه في عدد من القرى والمدن.
وأفاد تقرير "هم ميهن" من قرية طولا بأنه بعد اشتداد الأمطار وانهيار أحد السدود، دخلت المياه إلى المنازل، مخلّفة خسائر كبيرة في الأثاث والمركبات. واضطرت بعض العائلات إلى مغادرة منازلها والإيواء المؤقت، ثم عادت لتجد الطين والوحل يملآن البيوت والشوارع.
وفي مناطق مثل طولا ودركهان- حيث الكثافة العمرانية أعلى وانحدار الأرض أقل- لم تجد المياه مخرجًا وبقيت مدة أطول داخل المنازل والطرقات.
وخلال هذه السيول، انقطعت الكهرباء والإنترنت وشبكات الهاتف في بعض قرى ومدن قشم لساعات، بل لأكثر من يوم في بعض الحالات، ما ألحق أضرارًا بالأعمال والمتاجر.
وأعاد تكرار السيول المدمّرة في مناطق مختلفة من إيران تسليط الضوء على ضعف البنى التحتية الحضرية والريفية، وغياب شبكات فعّالة لتصريف مياه الأمطار، والتأخر في اتخاذ الإجراءات الوقائية.