دبلوماسي سابق: إسرائيل تدرس خيار تغيير النظام في إيران لتفادي تكرار الصراع

قال القنصل الإسرائيلي السابق في لوس أنجلوس، ياكي دايان، إن بلاده تدرس تغيير النظام في إيران كخيار لتجنب جولات متكررة من الصراع.

قال القنصل الإسرائيلي السابق في لوس أنجلوس، ياكي دايان، إن بلاده تدرس تغيير النظام في إيران كخيار لتجنب جولات متكررة من الصراع.
وأضاف دايان، خلال مشاركته في برنامج "The Rundown" على قناة "i24NEWS" الإسرائيلية، يوم الأحد 21 ديسمبر (كانون الأول): "إن إسرائيل تفكر في تغيير النظام في إيران، لأنه خلاف ذلك سنضطر للدخول في جولة بعد جولة بعد جولة من المواجهات".
وأوضح دايان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيحتاج إلى بذل جهد كبير لإقناع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عندما يلتقيان لاحقًا هذا الشهر في منتجع مارالاغو، لا سيما فيما يتعلق بدعم خطوات إسرائيلية إضافية ضد إيران.
وقال: "سيكون على نتنياهو بذل الكثير لإقناع ترامب، ليس بالضرورة بالانضمام إلى هجوم آخر، بل بالذهاب إلى هجوم جديد مع الحصول على القدرات الدفاعية من الأميركيين".
وأشار دايان إلى أن ترامب "يميل أكثر إلى نهج صنع السلام منه إلى نهج الهجوم" فيما يخص إيران، ويرى أن البرنامج النووي يشكل تهديدًا أكثر إلحاحًا من برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الذي قال إن طهران تركز عليه حاليًا.
وتأتي تصريحات دايان في وقت قال فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن بلاده ستضرب أعداءها "حيثما تطلب الأمر، على الجبهات القريبة والبعيدة على حد سواء"، في تصريحات بدت كأنها تلمّح إلى احتمال تنفيذ مزيد من العمليات ضد إيران.
وأضاف زامير أن إيران أقامت ما وصفه بـ "حلقة خنق" حول إسرائيل، في إشارة إلى الجماعات المدعومة من طهران، التي تنشط على عدة جبهات، محذرًا من أن الجيش مستعد للتحرك، سواء على مقربة من إسرائيل أو في ساحات أبعد.


قال السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، يوم الأحد، إن على الولايات المتحدة توجيه ضربة جديدة لإيران إذا وُجدت أدلة موثوقة على أن طهران تعيد بناء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو توسّع قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية، وذلك بعد الضربات التي نُفذت في يونيو.
وخلال حديثه للصحفيين في تل أبيب، قال غراهام إن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية دمّرت المنشآت النووية الإيرانية، لكنها لم تغيّر نوايا القيادة الإيرانية.
وأضاف: «لقد دمّرنا المنشآت النووية الإيرانية، لكننا لم ندمّر رغبة إيران في امتلاك سلاح نووي».
وتابع: «النظام لم يتغير إطلاقًا. ما زالوا يريدون قتل جميع اليهود، ويعتبرون أمريكا الشيطان الأكبر، ويتحدثون عن تطهير الإسلام».
وأشار غراهام إلى وجود مؤشرات على أن إيران قد تحاول استعادة قدراتها، قائلاً: «هل يعيدون بناء قدراتهم النووية؟ هل يصنعون المزيد من الصواريخ الباليستية التي قد تهدد أوروبا وإسرائيل؟ لا أعلم، لكن هناك أدلة تشير إلى أنهم يفعلون ذلك».
وأكد أن على واشنطن التحرك قبل أن تتمكن إيران من استعادة تلك القدرات.
وقال: «إذا كانت هناك أدلة موثوقة على أن إيران عادت إلى تخصيب اليورانيوم في مواقع أخرى، أو أنها تحاول بناء مزيد من الصواريخ الباليستية لإرهاب إسرائيل وربما أوروبا، فيجب أن نضربهم قبل أن يتمكنوا من ذلك».
وفي مقابلة مع شبكة NBC News في اليوم نفسه، اتخذ غراهام نبرة أكثر حذرًا عندما سُئل عمّا إذا كانت هناك حاجة لضربات أمريكية إضافية ضد إيران، مشيرًا إلى أنه سيترك الأمر للمباحثات بين المسؤولين الإسرائيليين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال: «سأترك الإسرائيليين يتحدثون مع الرئيس ترامب حول هذا الموضوع».
وتأتي تصريحات غراهام بعد يوم واحد من تقرير نشرته شبكة NBC News، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، أفاد بأن إسرائيل تستعد لإطلاع الرئيس ترامب على خيارات لشن ضربات عسكرية جديدة محتملة ضد إيران، وسط مخاوف من أن طهران توسّع برنامجها للصواريخ الباليستية.
وذكر التقرير أن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن إيران تعيد بناء منشآت مرتبطة بإنتاج الصواريخ الباليستية وتعمل على إصلاح أنظمة الدفاع الجوي التي تضررت جراء ضربات يونيو، معتبرين أن هذه التطورات أكثر إلحاحًا من جهود تخصيب اليورانيوم.
وفي وقت سابق من هذا العام، استهدفت غارات جوية أمريكية ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان، وذلك بعد حملة جوية إسرائيلية بدأت في 13 يونيو ضد مواقع عسكرية ونووية إيرانية.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، ووصفت الهجمات بأنها غير قانونية.
وتطالب الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، في حين تؤكد طهران أن برنامجها النووي حق مكفول لها بموجب القوانين الدولية.

كتب موقع "واي نت" الإسرائيلي في تقرير أن قادة الميليشيات الموالية للنظام الإيراني، وفي خضم تحذيرات من هجمات إسرائيلية وشيكة، طالبوا بتسليم أسلحتهم إلى الحكومة العراقية المقبلة.
وأشار "واي نت"، في سياق تناوله الطلبات الأخيرة التي قدّمها عدد من قادة الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من طهران لوضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الحكومة العراقية المقبلة، إلى تساؤل مفاده ما إذا كانت بعض فصائل ما يُعرف بـ"محور المقاومة" تشهد تحولًا حقيقيًا في استراتيجيتها، أم أنها تكتفي بإصدار بيانات محسوبة تحت وطأة الضغوط الداخلية والدولية.
وجاء في تقرير الموقع الصادر السبت 20 ديسمبر أن هذا الموقف الجديد "مفاجئ، في ضوء الرفض الطويل الأمد لهذه الميليشيات لنزع السلاح، وتماهيها مع القوى المعادية لأميركا، وإصرارها على الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من العراق”.
وقال قيس الخزعلي، الأمين العام لـ"شبكة الخزعلي" والشخصية السياسية النافذة التي تمتلك 27 مقعدًا في البرلمان العراقي، يوم الخميس 18 ديسمبر، إن تسليم الأسلحة إلى الدولة هو مطلب حكومي، متعهدًا بأن تعمل جماعته على تنفيذ ذلك في المستقبل القريب.
وأضاف "واي نت"، نقلًا عن تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية يوم الجمعة، أن رسائل مماثلة صدرت عن حيدر الغراوي، رئيس ميليشيا "أنصار الله الأوفياء"، وشبل الزيدي، قائد "ألوية الإمام علي”.
وبحسب "الشرق الأوسط"، فإن المجموعات الثلاث جميعها جزء من "الإطار التنسيقي الشيعي"، وهو ائتلاف يضم معظم الأحزاب الشيعية في العراق ويقود حاليًا الائتلاف الحاكم في البلاد. كما أن هذه الجماعات مصنّفة من قبل الولايات المتحدة منظمات إرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التداخل عزّز التكهنات بأن المواقف الأخيرة لهذه الجماعات تعكس هدف واشنطن، لا سيما أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت سابقًا بشكل صريح أنها لن تقبل بمشاركة الميليشيات المتحالفة مع النظام الإيراني في الحكومة العراقية المقبلة.
ونقلت "الشرق الأوسط" عن المحلل السياسي العراقي نزار حيدر قوله إن مطالب قادة الميليشيات بحصر السلاح تحت إشراف الدولة تنبع من إدراكهم للموقف الحازم للولايات المتحدة.
وبحسب قول حيدر، فإن الفصائل الشيعية باتت تدرك على نحو متزايد أن واشنطن لن تتعامل مع حكومة تضم هذه الجماعات، وهو ما دفع الميليشيات إلى بدء ما وصفه بـ"سباق مع الزمن" لإظهار حسن النية.
وقسّم حيدر الميليشيات إلى فئتين رئيستين. الفئة الأولى تضم الجماعات التي تسعى للانتقال من كونها تشكيلات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة إلى عناصر معترف بها ضمن البنية الأمنية الرسمية في العراق. واعتبر أن دعم هذه الجماعات لحصر السلاح بيد الدولة نابع من رغبتها في نيل شرعية دولية.
أما الفئة الثانية، بحسب قول حيدر، فتضم ميليشيات شاركت في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، لكنها لا تزال لا تعتبر نفسها جزءًا من العملية السياسية. وتواصل هذه الجماعات استخدام الخطاب التقليدي لـ"محور المقاومة"، وتسعى إلى تحصيل أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية والأمنية قبل اندماجها الرسمي في مؤسسات الدولة.
وفي حديث آخر لـ"الشرق الأوسط"، شبّه خبير آخر رسائل الميليشيات العراقية برسائل حزب الله اللبناني، مضيفًا أن هذه الجماعات تحاول تصوير مسألة نزع السلاح أو أي تغيير في موقفها على أنه مسار داخلي بحت، وليس نتيجة ضغوط أميركية أو تدخل أطراف خارجية.
وذكرت "الشرق الأوسط" في تقرير آخر نشرته السبت أن الحكومة العراقية وقوى سياسية نافذة تلقت خلال الأسبوعين الماضيين "تحذيرين غير اعتياديين، أحدهما من دولة عربية والآخر من جهاز استخبارات غربي"، حذّرا من "هجمات عسكرية وشيكة وواسعة النطاق على الأراضي العراقية”.
وبحسب مصادر استندت إليها الصحيفة، فإن الرسالة الأولى جاءت من الدولة العربية التي لم يُكشف عن اسمها.
وحذّرت تلك الدولة العربية من أن بغداد تقف على أعتاب استهدافها في عملية عسكرية مشابهة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة، عاصمة قطر، في سبتمبر من العام الجاري.
وأفاد التقرير بأن "مستوى التهديد بالغ الخطورة"، وأن إسرائيل، وفقًا للتقارير، تقول إنها حصلت على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة للتحرك بشكل أحادي.
وأضافت الصحيفة أنه بعد أيام، تلقّى مسؤولون عراقيون على ما يبدو ملفًا ضخمًا من جهاز استخبارات غربي، تضمن قوائم مفصّلة أعدّها جهاز استخباراتي إسرائيلي.
وتضمّن هذا الملف معلومات واسعة عن الميليشيات العراقية.
وبحسب التقرير، أبلغ جهاز الاستخبارات الغربي بغداد بأن إسرائيل تستعد لعملية عسكرية واسعة.
ونقل التقرير عن زعيم شيعي مرتبط بـ"الإطار التنسيقي الشيعي" قوله إن هذه التحذيرات المزدوجة دفعت الفصائل الشيعية في العراق إلى تسريع الجهود الرامية لمعالجة ملف نزع السلاح.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الخلافات لا تزال قائمة بشأن كيفية تنفيذ عملية نزع السلاح، والجهة الحكومية التي ستتولى الإشراف على هذا المسار.
معارضة كتائب حزب الله لنزع السلاح
أعلنت "كتائب حزب الله"، إحدى أقوى الميليشيات الموالية للنظام الإيراني في العراق، أنه "ما لم تنسحب جميع قوات الاحتلال، بما في ذلك قوات الناتو والوحدات العسكرية التركية، فلن يكون أي اتفاق مع الحكومة العراقية ممكنًا”.
وقالت الجماعة في بيان لها: "المقاومة حق، وسلاحها سيبقى في أيدي مقاتليها”.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت في بيان صدر في 9 أكتوبر أن "النظام الإيراني يعتمد على عدد من الميليشيات العراقية التابعة له، من بينها جماعة كتائب حزب الله المصنّفة منظمة إرهابية أجنبية والخاضعة لعقوبات الولايات المتحدة، من أجل اختراق الأجهزة الأمنية والاقتصاد العراقي”.
وتُعد هذه الجماعة المسلحة، المعروفة أيضًا باسم "ألوية حزب الله" والتابعة لهيئة الحشد الشعبي، ميليشيا شيعية عراقية تأسست عام 2007. وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها، فيما يواصل النظام الإيراني دعمها على نطاق واسع ماليًا ومن خلال تزويدها بالسلاح والتدريب.

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن بلاده ستهاجم "حيثما يلزم" في مواجهة أعدائها. واعتبر موقع "تايمز أوف إسرائيل" هذه التصريحات إشارةً إلى ضرورة شنّ هجوم جديد على النظام الإيراني.
وقال زامير، الأحد 21 ديسمبر، خلال مراسم نظّمها الجيش الإسرائيلي، إن الهجمات المحتملة قد تُنفَّذ "سواء على الجبهات القريبة أو على الجبهات البعيدة”.
وأضاف، في إشارة إلى استمرار المواجهة بين إسرائيل والنظام الإيراني، أن الحملة ضد طهران "تقع في صلب أطول وأعقد حرب في تاريخ إسرائيل”.
وتابع زامير أن النظام الإيراني "موّل وسلّح حلقة الضغط المحيطة بإسرائيل، ووقف خلف مخططات القضاء عليها”.
وفي 20 ديسمبر، نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مصادر مطلعة أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يستعد لتقديم تقرير إلى دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، حول خيارات شنّ هجوم جديد على البرنامج النووي للنظام الإيراني.
ومن المتوقّع أن يلتقي ترامب ونتنياهو في وقت لاحق من الشهر الجاري في مقر إقامة الرئيس الأميركي بولاية فلوريدا.
وبالتزامن مع استمرار التكهنات بشأن هجوم إسرائيلي جديد على إيران، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" في 21 ديسمبر بأن الحكومة العراقية تلقت خلال الأسبوعين الماضيين تحذيرين خطيرين بشأن احتمال شنّ إسرائيل هجومًا واسع النطاق على مواقع جماعات شبه عسكرية متحالفة مع النظام الإيراني داخل العراق.
قلق النظام الإيراني من هجوم إسرائيلي جديد
قال وزير الخارجية الإيراني،عباس عراقجي، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" بتاريخ 21 ديسمبر: "لا نستبعد احتمال شنّ إسرائيل هجومًا جديدًا، لكننا مستعدون له بالكامل”.
وأضاف عراقجي: "خلال العامين الماضيين، شنّت إسرائيل هجمات على سبع دول في المنطقة، ولا تزال تواصل تهديداتها، ونعتقد أن هذا الوضع قد يستمر في عام 2026 أيضًا”.
وبحسب قوله، فإن النظام الإيراني "أعاد بناء كل ما تضرر في الحرب السابقة”.
وفي 19 ديسمبر، وصف مايك هاكابي، السفير الأميركي لدى إسرائيل، البرنامج النووي للنظام الإيراني بأنه محور القلق الأمني الرئيسي في المنطقة، معربًا عن أمله في أن "تفيق" طهران وتتراجع عن المسار الذي قد يقود إلى مواجهة جديدة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، صدرت تقارير متعددة تفيد بمحاولات النظام الإيراني إعادة بناء قدراته الصاروخية.
وفي 21 ديسمبر، أفادت "نقابة الأخبار اليهودية" بأن مؤشرات عدة تدل على إعادة بناء القدرات الصاروخية للنظام الإيراني، وأن أجهزة الاستخبارات الغربية رصدت زيادة ملحوظة في دخول مواد ذات استخدام مزدوج إلى إيران.
كما ذكرت شبكة "سي إن إن" أنه خلال الأشهر الماضية، توجّهت ما بين 10 و12 شحنة من موانئ الصين إلى بندر عباس، وأن إيران استوردت أكثر من ألفي طن من المواد اللازمة لإنتاج وقود الصواريخ.
وكتبت "يورونيوز" بدورها أن مسؤولين ومحللين إسرائيليين يحذّرون من أن النظام الإيراني يعمل بسرعة، بعد الحرب الأخيرة، على إعادة بناء ترسانته الصاروخية، ويهدف في أي مواجهة مقبلة إلى إطلاق ألفي صاروخ في وقت واحد.

كشف مصادر مطلعة لـ "إيران إنترناشيونال" أن وكالات الاستخبارات الغربية رصدت نشاطًا غير معتاد يخص القوة الجو- فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني (IRGC)، ما دفع إلى تعزيز عمليات المراقبة.
وأوضحت المصادر أن هذا النشاط يشمل تحركات وتنسيقًا يتجاوز الأنماط الاعتيادية، بما في ذلك وحدات الطائرات المُسيّرة والصواريخ والدفاع الجوي الإيرانية.
وقال مسؤولون غربيون مطلعون على الأمر لـ "إيران إنترناشيونال": "إن هذه التطورات قد تكون مرتبطة بتدريبات عسكرية، لكن حجمها والتزامن بينها دفع أجهزة الاستخبارات لإيلاء اهتمام أكبر".
وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الاستخبارات تتابع إشارات القيادة والتحكم، والتوزيعات، والتحركات اللوجستية المرتبطة بالقوة الجوية للحرس الثوري الإيراني.
تأتي هذه التقديرات في وقت تتواصل فيه التوترات بين إيران والدول الغربية بسبب برامج طهران النووية والصاروخية، وسط تكهنات حول احتمال شن هجمات جديدة على إيران من قِبل إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة.
وأفادت شبكة "إن بي سي نيوز"، في وقت سابق من يوم السبت 20 ديسمبر (كان الأول) الجاري، بأن المسؤولين الإسرائيليين يستعدون لإطلاع للرئيس الأميركي دونالد ترامب على خيارات محتملة لشن ضربات عسكرية جديدة على إيران، مشيرين إلى قلقهم من أن طهران توسع برنامجها للصواريخ الباليستية.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إيران تعيد بناء المنشآت المرتبطة بإنتاج الصواريخ الباليستية وتعيد ترميم الدفاعات الجوية، التي تضررت خلال "حرب الـ 12 يومًا" في يونيو (حزيران) الماضي، وهو ما يعتبرونه أكثر إلحاحًا من مسألة تخصيب اليورانيوم أو مخاوف امتلاك إيران سلاحًا نوويًا، وفق "إن بي سي".
وتنفي إيران السعي لامتلاك سلاح نووي، لكن الولايات المتحدة والدول الغربية تطالب إيران بإنهاء تخصيب اليورانيوم، والحد من قوتها الصاروخية، وكبح دعمها للمجموعات المسلحة في المنطقة، مثل حماس وحزب الله، وهو ما رفضته طهران.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفض المرشد الإيراني، علي خامنئي، التكهنات حول احتمال اندلاع حرب جديدة على إيران، واصفًا إياها بأنها جزء من "دعاية العدو".
وقال خامنئي: "اليوم، بعيدًا عن هذه المواجهات العسكرية، التي كانت موجودة كما رأيتم، ويتم التحدث عن احتمالية حدوثها باستمرار، ويقوم بعضهم حتى بإشعالها عمدًا لإثارة القلق، لكنها لن تنجح، إن شاء الله، نحن أمام مواجهة دعائية وإعلامية".

أفادت شبكة "إن بي سي نيوز" بأن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن إيران تعمل على توسيع برنامجها للصواريخ الباليستية، وأنه من المقرر أن يقدم بنيامين نتنياهو، خلال لقائه المرتقب مع دونالد ترامب، خيارات تتعلق بمشاركة واشنطن أو دعمها لإسرائيل في هجوم محتمل على إيران.
ونقلت "إن بي سي نيوز"، يوم السبت 20 ديسمبر (كانون الأول)، عن مصدر مطلع وأربعة مسؤولين أميركيين سابقين، أن إسرائيل تعدّ تقريرًا لتقديمه لترامب حول خيارات الهجوم مجددًا على البرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لهذه المصادر، فإن القلق الرئيس للمسؤولين الإسرائيليين هو أن طهران بدأت إعادة بناء منشآت تخصيب اليورانيوم، التي استهدفتها الضربات الجوية الأمريكية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
مع ذلك، يرون أن جهود إيران لإعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية وترميم أنظمة الدفاع الجوي، التي تعرضت لأضرار كبيرة، تشكل مصدر قلق أكبر في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي ونظيره الإسرائيلي، في أواخر هذا الشهر، بمنتجع مارالاغو في فلوريدا.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن نتنياهو يعتزم خلال اللقاء التأكيد على أن توسيع البرنامج الصاروخي الإيراني يشكل تهديدًا قد يتطلب "تحركًا سريعًا". وأضافت "إن بي سي" أن جزءًا من حججه سيكون أن تصرفات طهران لا تهدد إسرائيل فقط، بل المنطقة بأسرها، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، من المتوقع أن يقدم نتنياهو خيارات لترامب بشأن مشاركة الولايات المتحدة أو دعمها لأي عملية عسكرية جديدة ضد إيران.
وردًا على سؤال حول لقاء محتمل مع نتنياهو، قال ترامب، يوم 27 الخميس 18 ديسمبر الجاري: "لم يتم تحديد موعد رسمي بعد، لكنه يرغب في لقائي".
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كلي، في بيان: "إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومة الإيرانية أكدت تقييم الولايات المتحدة بأن عملية (مطرقة منتصف الليل) دمرت قدرات إيران النووية بالكامل".
وكان ترامب قد شدد سابقًا على أن منشآت إيران ستظل أهدافًا للهجوم الأميركي، إذا حاولت امتلاك سلاح نووي.
وتأتي هذه التكهنات حول هجوم محتمل على إيران في وقت يدرس فيه ترامب أيضًا احتمال توجيه ضربة إلى فنزويلا، ما قد يفتح جبهة صراع جديدة للولايات المتحدة.
قلق إسرائيل من تمويل الميليشيات التابعة لإيران
أشار التقرير أيضًا إلى أن تمويل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة يعد من أبرز المخاوف الإسرائيلية. وقال مصدر مطلع: "برنامج الأسلحة النووية الإيراني مقلق للغاية، وهناك جهود لإعادة بنائه، لكن طارئه أقل مقارنة بمسائل أخرى".
وبالإضافة إلى عملية "مطرقة منتصف الليل" الأميركية ضد المنشآت النووية، استُهدف أيضًا العديد من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية في هجمات إسرائيلية.
وقبل "حرب الـ 12 يومًا"، ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية "إس-300"؛ وهو ما قلل بشكل كبير من قدرات طهران ومهّد الطريق أمام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية لدخول المجال الجوي الإيراني أثناء الحرب.
وبخلاف الهجمات على الصواريخ الباليستية، كانت مشاركة الولايات المتحدة المباشرة ضرورية لإلحاق ضرر كبير بالمواقع النووية الإيرانية، نظرًا لاحتياجها لاستخدام قنابل ثقيلة مخصصة.
وأوضح ترامب، الأسبوع الماضي، أنه من الممكن استئناف المفاوضات مع طهران، لكنه حذرها من محاولة إعادة بناء برامجها الصاروخية أو النووية. وقال: "يمكنهم محاولة إعادة بناء برنامج الصواريخ الباليستية، لكن العودة للوضع السابق ستستغرق وقتًا طويلاً". وأضاف: "إذا عادوا دون اتفاق، سندمرهم مرة أخرى. لدينا القدرة على تعطيل صواريخهم بسرعة كبيرة".
حملة تضليل أمريكية- إسرائيلية ضد إيران
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في 17 ديسمبر الجاري، أن نتنياهو وترامب بدآ قبل أشهر من الحرب، التي استمرت 12 يومًا، وبعد أول لقاء بينهما، التخطيط لهجوم على البرنامج النووي الإيراني، مع تنفيذ حملة تضليل معقدة.
وبحسب التقرير، عرض نتنياهو في فبراير (شباط) الماضي على ترامب في البيت الأبيض أربعة سيناريوهات للهجوم العسكري على طهران: هجوم إسرائيلي مستقل، هجوم بدعم محدود من الولايات المتحدة، عملية مشتركة بين البلدين، أو عملية بقيادة واشنطن. في النهاية، قرر ترامب الموافقة على العملية المشتركة.
قال مصدر مطلع لـ "إن بي سي نيوز" إن نتنياهو من المرجح أن يقدم مجموعة مماثلة من الخيارات لترامب في اللقاء القادم.
ووفقًا لتقييم مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن معدل إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية يمكن أن يصل إلى ثلاثة آلاف صاروخ شهريًا إذا لم تتم مراقبته والسيطرة عليه.
وأكد أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين أن التهديد الصاروخي لطهران يمثل القلق الأكثر إلحاحًا لإسرائيل حاليًا. وقال: "بعد آخر صراع، لا شك في قدرتنا على تحقيق التفوق الجوي وإلحاق ضرر أكبر بكثير مما تستطيع إيران فعله لإسرائيل، لكن التهديد الصاروخي حقيقي تمامًا، ولم نتمكن من اعتراض كل الصواريخ في المرة السابقة".