ونقلت "إن بي سي نيوز"، يوم السبت 20 ديسمبر (كانون الأول)، عن مصدر مطلع وأربعة مسؤولين أميركيين سابقين، أن إسرائيل تعدّ تقريرًا لتقديمه لترامب حول خيارات الهجوم مجددًا على البرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لهذه المصادر، فإن القلق الرئيس للمسؤولين الإسرائيليين هو أن طهران بدأت إعادة بناء منشآت تخصيب اليورانيوم، التي استهدفتها الضربات الجوية الأمريكية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
مع ذلك، يرون أن جهود إيران لإعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية وترميم أنظمة الدفاع الجوي، التي تعرضت لأضرار كبيرة، تشكل مصدر قلق أكبر في الوقت الحالي.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأميركي ونظيره الإسرائيلي، في أواخر هذا الشهر، بمنتجع مارالاغو في فلوريدا.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن نتنياهو يعتزم خلال اللقاء التأكيد على أن توسيع البرنامج الصاروخي الإيراني يشكل تهديدًا قد يتطلب "تحركًا سريعًا". وأضافت "إن بي سي" أن جزءًا من حججه سيكون أن تصرفات طهران لا تهدد إسرائيل فقط، بل المنطقة بأسرها، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، من المتوقع أن يقدم نتنياهو خيارات لترامب بشأن مشاركة الولايات المتحدة أو دعمها لأي عملية عسكرية جديدة ضد إيران.
وردًا على سؤال حول لقاء محتمل مع نتنياهو، قال ترامب، يوم 27 الخميس 18 ديسمبر الجاري: "لم يتم تحديد موعد رسمي بعد، لكنه يرغب في لقائي".
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كلي، في بيان: "إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومة الإيرانية أكدت تقييم الولايات المتحدة بأن عملية (مطرقة منتصف الليل) دمرت قدرات إيران النووية بالكامل".
وكان ترامب قد شدد سابقًا على أن منشآت إيران ستظل أهدافًا للهجوم الأميركي، إذا حاولت امتلاك سلاح نووي.
وتأتي هذه التكهنات حول هجوم محتمل على إيران في وقت يدرس فيه ترامب أيضًا احتمال توجيه ضربة إلى فنزويلا، ما قد يفتح جبهة صراع جديدة للولايات المتحدة.
قلق إسرائيل من تمويل الميليشيات التابعة لإيران
أشار التقرير أيضًا إلى أن تمويل الميليشيات التابعة لإيران في المنطقة يعد من أبرز المخاوف الإسرائيلية. وقال مصدر مطلع: "برنامج الأسلحة النووية الإيراني مقلق للغاية، وهناك جهود لإعادة بنائه، لكن طارئه أقل مقارنة بمسائل أخرى".
وبالإضافة إلى عملية "مطرقة منتصف الليل" الأميركية ضد المنشآت النووية، استُهدف أيضًا العديد من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية في هجمات إسرائيلية.
وقبل "حرب الـ 12 يومًا"، ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية "إس-300"؛ وهو ما قلل بشكل كبير من قدرات طهران ومهّد الطريق أمام الطائرات المقاتلة الإسرائيلية لدخول المجال الجوي الإيراني أثناء الحرب.
وبخلاف الهجمات على الصواريخ الباليستية، كانت مشاركة الولايات المتحدة المباشرة ضرورية لإلحاق ضرر كبير بالمواقع النووية الإيرانية، نظرًا لاحتياجها لاستخدام قنابل ثقيلة مخصصة.
وأوضح ترامب، الأسبوع الماضي، أنه من الممكن استئناف المفاوضات مع طهران، لكنه حذرها من محاولة إعادة بناء برامجها الصاروخية أو النووية. وقال: "يمكنهم محاولة إعادة بناء برنامج الصواريخ الباليستية، لكن العودة للوضع السابق ستستغرق وقتًا طويلاً". وأضاف: "إذا عادوا دون اتفاق، سندمرهم مرة أخرى. لدينا القدرة على تعطيل صواريخهم بسرعة كبيرة".
حملة تضليل أمريكية- إسرائيلية ضد إيران
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في 17 ديسمبر الجاري، أن نتنياهو وترامب بدآ قبل أشهر من الحرب، التي استمرت 12 يومًا، وبعد أول لقاء بينهما، التخطيط لهجوم على البرنامج النووي الإيراني، مع تنفيذ حملة تضليل معقدة.
وبحسب التقرير، عرض نتنياهو في فبراير (شباط) الماضي على ترامب في البيت الأبيض أربعة سيناريوهات للهجوم العسكري على طهران: هجوم إسرائيلي مستقل، هجوم بدعم محدود من الولايات المتحدة، عملية مشتركة بين البلدين، أو عملية بقيادة واشنطن. في النهاية، قرر ترامب الموافقة على العملية المشتركة.
قال مصدر مطلع لـ "إن بي سي نيوز" إن نتنياهو من المرجح أن يقدم مجموعة مماثلة من الخيارات لترامب في اللقاء القادم.
ووفقًا لتقييم مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن معدل إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية يمكن أن يصل إلى ثلاثة آلاف صاروخ شهريًا إذا لم تتم مراقبته والسيطرة عليه.
وأكد أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين أن التهديد الصاروخي لطهران يمثل القلق الأكثر إلحاحًا لإسرائيل حاليًا. وقال: "بعد آخر صراع، لا شك في قدرتنا على تحقيق التفوق الجوي وإلحاق ضرر أكبر بكثير مما تستطيع إيران فعله لإسرائيل، لكن التهديد الصاروخي حقيقي تمامًا، ولم نتمكن من اعتراض كل الصواريخ في المرة السابقة".