وكانت السلطات الإيرانية قد أوقفت ناقلة نفط أجنبية في بحر عمان بتهمة تهريب الوقود، ويكشف هذا الإجراء، بحسب صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، عن ضخامة الشبكات المنظمة التي يغذيها الدعم المحلي وفجوة الأسعار، الأمر الذي يتطلب إصلاحات بنيوية تعالج الاختلالات الاقتصادية الجذرية.
وشددت صحيفة "آكاه" الأصولية على اتباع طهران استراتيجية العين بالعين في المعادلات البحرية، وأن توقيف ناقلة النفط هو رد فعل على الإجراء الأمريكي غير القانوني ضد ناقلة نفط إيرانية سابقة في فنزويلا.
في سياق متصل، وصفت صحيفة "شرق" الإصلاحية قرار الحكومة رفع سعر البنزين عبر نظام تسعير ثلاثي بالمعالجة المالية المؤقتة، لأنه يركز على زيادة الإيرادات قصيرة المدى دون معالجة الجذور الهيكلية للمشكلة، مثل تهالك أسطول النقل وغياب الإصلاحات الشاملة.
بينما سلطت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية الضوء على البعد السياسي للقرار، وانتقدت استغلال منتقدي الحكومة للقضية سياسيًا، مشيرة إلى تناقضهم واستغلال الطاقة لأغراض سياسية بحتة.
بدوره، أكد الأستاذ الجامعي هاشم أورعی، في مقال بصحيفة "همشهري" التابعة لبلدية طهران، أن سياسة التسعير الثلاثي غير قادرة على الحد من تهريب الوقود بسبب الفارق السعري الهائل، وأن الحل الحقيقي يتطلب إصلاحًا تدريجيًا وجادًا لتقليص الفجوة السعرية.
على الصعيد السياسي، انتقدت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية الاستقالات المتتالية التي تهز حكومة إيران وسط أزمة اقتصادية خانقة، لأنها تعكس هشاشة الإدارة وضعف التنسيق الداخلي، بينما يتحمل المواطن تبعات هذه الإدارة المربكة والخيارات الاقتصادية المتذبذبة.
وتطرقت صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية للحديث عن حل المجالس الموازية، واعتبرته إجراءً شكليًا ما لم يقترن بإصلاح جذري للثقافة الإدارية وضعف المحاسبة.
استطلعت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية آراء الخبراء في الموضوع، والذين أكدوا أن الهيئات الموازية ذات هياكل متداخلة وتوظيف كبير وميزانيات غير شفافة، مشيرين إلى أن بعضها كان يتقاضى رواتب ومزايا مقابل هيئات لم تعقد جلسات عمل فعليًا.
اجتماعيًا، وصفت صحيفة "إيران" الرسمية إجراءات الحكومة لضبط أسعار سلع ليلة يلدا الموسمية بالرمزية، لأنها لا تعالج جذور الأزمة الاقتصادية المستمرة وتعتمد على آليات إدارية محدودة الفعالية.
بينما حذرت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري من تداعيات الارتفاع الجامح في الأسعار على تغيير سلوك المستهلك، وبالتالي تهديد التقاليد الثقافية، الأمر الذي يستدعي تدخلًا فوريًا لدعم المنتج والمستهلك.
إقليميًا، نقلت الصحف المختلفة تصريحات نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، التي رفض خلالها نزع سلاح الحزب، مؤكّدًا استمرار المقاومة حتى لو سقطت السماء على الأرض، معربًا عن استعداده للتعاون الدفاعي مع الجيش اللبناني.
ولخصت صحيفة "روزكار" الأصولية سيناريوهات مستقبل الحزب، إما بتوقيع اتفاق تكتيكي مع إيران بتقديم تعهدات أمنية، أو فشل دبلوماسي يؤدي إلى رفض نزع السلاح وزيادة الاستقطاب، أو الاندماج في الجيش اللبناني رغم المعارضة الإقليمية والدولية.
بدوره، أنتقد قاسم غفوري، الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية، تصريحات وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي المناهضة لإيران، وأكد أنها تنبع عن انحيازه للأجندة الأمريكية، وتتعارض مع الواقع الميداني الذي يرفض فيه حزب الله نزع سلاحه باعتباره خطًا أحمر للدفاع عن لبنان.
كما أعادت صحيفة "آرمان امروز" طرح فكرة مبادرة (منارة) التي أطلقها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، بهدف تعزيز التعاون النووي السلمي المشترك بين دول غرب آسيا الإسلامية، مؤكدة أنها تواجه تحديات حقيقية بسبب غياب الثقة المتبادلة والخلافات التاريخية الإقليمية حول النوايا الإيرانية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جمهوري اسلامي": ارتفاع أسعار الذهب والعملات في إيران
بحسب تقرير صحيفة "جمهوري اسلامي" الأصولية، تشهد أسواق الذهب والعملات في إيران موجة صعود جديدة، لا يمكن تفسيرها بعوامل اقتصادية تقليدية بقدر ما تعكس عمق أزمة الثقة والارتباك في إدارة السياسة النقدية.
وأضاف: "يكشف الارتفاع المستمر لأسعار الذهب والدولار عن تحرك السوق بناءً على توقعات قاتمة ومخاوف متراكمة، وليس استجابة للبيانات الرسمية. وقد أدى عجز الدولة والبنك المركزي عن فرض الانضباط إلى تحول السوق غير الرسمية إلى المرجع الفعلي لتسعير العملة".
وانتهى التقرير إلى أن: "المشكلة الأعمق تكمن في غياب رؤية اقتصادية مستقرة، وتداخل الاعتبارات السياسية مع إدارة النقد، ما فتح المجال أمام المضاربات والشبكات غير الرسمية لتوجيه السوق".
"اقتصاد بويا": مياه طالقان لن تكفي
تعاني طهران وفق تقرير صحيفة "اقتصاد بويا" من تزايد تحديات المياه بسبب تجاوز الاستهلاك للموارد المتاحة، واستمرار الجفاف وتأثيرات التغير المناخي. ويمثل نقل المياه من طالقان حلًا جزئيًا ومؤقتًا فقط، حيث لن يكفي هذا المصدر في حال استمرار نقص الأمطار.
وأضاف التقرير: "تنبع المشكلة من الإدارة غير الرشيدة والتركيز الاقتصادي الكبير على المياه، حيث ترتبط الصناعة والتوظيف بشكل كبير بالموارد المائية، بما في ذلك وجود زراعة كثيفة بالقرب من العاصمة. لذا، يجب تطبيق سياسات فصل الاقتصاد والصناعة عن مياه الشرب والتحول نحو التقنيات غير المستهلكة للمياه".
واقترح: "تفعيل الإدارة الصارمة للاستهلاك بدلًا من اللجوء إلى حلول مكلفة وغير منطقية مثل نقل مياه البحر أو حفر المزيد من الآبار، الذي يؤدي إلى تدهور جودة المياه وزيادة الهبوط الأرضي، وضرورة التوقف عن بناء المجمعات السكنية الضخمة دون النظر إلى القدرة على تأمين المياه".
"كيهان": فشل المشاريع الخارجية في سوريا.. الانقسام يحث على استقلال القرار الوطني
انتقد سعد الله زارعي، الكاتب بصحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، حالة الانقسام الجغرافي والسياسي التي تعيشها سوريا بعد السقوط شبه الكامل للدولة المركزية، حيث تتوزع السيطرة بين قوى متعددة وفاعلين خارجيين.
وأضاف: "لم تحقق القوى الأجنبية الرئيسية أهدافها الاستراتيجية في سوريا؛ فقد فشلت تركيا وأمريكا وإسرائيل في فرض السيطرة الكاملة أو توحيد البلاد ضد محور المقاومة، فيما زادت الدول الممولة من الفوضى عبر تقديم دعم غير فعال للحكومة".
وتابع: "أصبح الشعب السوري، الذي عانى الحرب والإرهاب، أكثر وعيًا بأهمية الاستقلال الوطني والسيطرة الذاتية على مصيره، ويدرك أن العودة إلى حكومة قوية مقاومة هي السبيل الوحيد لاستعادة السيادة والوحدة. الانقسام الحالي يعكس فشل المشاريع الخارجية لكنه يفتح فرصة لسوريا لاعتماد سياسات داخلية مستقلة ورفض التدخلات الأجنبية".
"جوان": بريكس بين الطموح الإيراني والواقع الأفريقي
ووفق صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، تعكس زيارة رئيس البرلمان الإثيوبي إلى طهران توجهًا إيرانيًا متجددًا نحو أفريقيا للبحث عن منافذ اقتصادية وسياسية خارج الإطار الغربي، مع تفاؤل حول تفعيل دور مجموعة بريكس. لكن هذا الحراك يثير تساؤلات حول قدرته على التحول من مجرد خطاب سياسي إلى شراكات عملية وملموسة.
وأضاف التقرير: "ركزت طهران على إعادة فتح السفارات وتطوير التبادل التجاري، وهو إدراك متأخر لأهمية البنية الدبلوماسية والمالية. إلا أن التجارب السابقة تظهر فجوة بين الاتفاقات وحجم التبادل الفعلي، المتأثر بالعقوبات وضعف اللوجستيات".
وخلص إلى أن: "تحميل الغرب مسؤولية عدم الاستقرار لا يكفي لبناء استراتيجية مشتركة، بل يجب ترجمة ذلك إلى مبادرات تنموية حقيقية وعروض تنافسية في الطاقة والزراعة. ويظل نجاح ربط إيران بأفريقيا عبر بريكس مرهونًا بانتقال طهران من الدبلوماسية الرمزية إلى سياسات اقتصادية واقعية وشفافة".
النص الآن مدقق لغويًا وإملائيًا ونحويًا، مع ضبط علامات الترقيم وتوحيد الأسلوب الصحفي، دون تغيير المعنى أو إضافة معلومات جديدة.