وقال خامنئي، يوم الخميس 11 ديسمبر (كانون الأول)، خلال لقاء مع مجموعة من المداحين التابعين للنظام: "هناك من يكررون احتمال تكرار الصراع العسكري، وبعضهم يروّجون لذلك عمداً لإبقاء المواطنين في حالة شك وخلق حالة من القلق، وإن شاء الله لن ينجحوا".
واتهم خامنئي "العدو" بالسعي لتدمير "مفاهيم الثورة"، وأضاف: "أميركا في مركز هذه الجبهة الواسعة والنشطة، وبعض الدول الأوروبية تحيط بها".
ودعا الوفود والمداحين التابعين للنظام إلى الوقوف في وجه "الحرب الدعائية والإعلامية الغربية".
وكان خامنئي قد حذّر، في سبتمبر (أيلول) الماضي، من أن الوضع القائم في إيران، الموصوف بـ "لا حرب ولا سلم"، "ليس وضعاً جيداً" ويحمل "ضرراً وخطراً".
وفي الأيام الأخيرة، ازدادت التكهنات حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ويزيد إصرار النظام على استمراره من احتمال ردود فعل المجتمع الدولي، لا سيما أميركا وإسرائيل ودول "الترويكا" الأوروبية.
ونقل موقع "المونيتور"، في 7 ديسمبر الجاري، عن دبلوماسيين أوروبيين، أن إسرائيل ربما تشن هجوماً عسكرياً جديداً على إيران في عام 2026، حتى في حال عدم موافقة إدارة دونالد ترامب.
وفي 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ذكر موقع "واي نت" أن إسرائيل وإيران تستعدان لجولة جديدة من المواجهة، رغم احتمال عدم وقوع هذا الصدام قريباً.
ومن جهة أخرى، ذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية أن مسؤولين ومحللين إسرائيليين يحذرون من أن إيران، بعد حرب الـ 12 يوماً، تعيد بسرعة بناء ترسانتها الصاروخية، وتخطط لإطلاق ألفي صاروخ في أي صراع مستقبلي.
ووفقاً للتقارير، فقد أعادت طهران إنتاج صواريخ باليستية على نطاق واسع، وتعمل المصانع "على مدار الساعة" لاستعادة القدرات، التي تضررت جراء الهجمات الإسرائيلية.
ووصف خبراء إسرائيليون الوضع الحالي بأنه "غير مستقر للغاية"، وقالوا إن كلا الطرفين يحاول إدارة المواجهة: "القلق الأساسي هو استمرار برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، في حين لم تتخذ إسرائيل بعد قراراً بشأن كيفية الرد على إعادة البناء هذه".
وأشار المحللون إلى أن طهران أعطت أولوية لإحياء مشروع الصواريخ الباليستية، وهو برنامج يمكن أن يؤثر بشكل كبير على نتائج أي مواجهة محتملة.
خامنئي: واشنطن تسعى لـ "التوسع الإقليمي" في أميركا اللاتينية
أضاف خامنئي، دون الإشارة المباشرة إلى فنزويلا، أن الولايات المتحدة تسعى في منطقة أميركا اللاتينية لزيادة نفوذها و"التوسع الإقليمي".
وقال: "إن هدف الضغوط المختلفة من النظام السلطوي على الشعوب، وعلى رأسها الشعب الإيراني، أحياناً هو التوسع الإقليمي، كما تفعل اليوم حكومة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية".
وتابع خامنئي: "وفي أحيان أخرى يكون الهدف السيطرة على الموارد الجوفية، وأحياناً تغيير نمط الحياة، والأهم من ذلك، تغيير الهوية، هو الهدف الرئيس لضغوط السلطويين".
وفي الأيام الأخيرة، أدت التوترات المتصاعدة بين واشنطن وكراكاس إلى زيادة التكهنات بشأن مستقبل حكومة نيكولاس مادورو، رئيس فنزويلا، الذي يعدّ أحد الحلفاء الرئيسين للنظام الإيراني في أميركا اللاتينية.
وأفاد المدعي العام الأميركي، بام باندي، في 10 ديسمبر الجاري، بأن واشنطن صادرت ناقلة نفط كانت تُستخدم لنقل نفط خاضع للعقوبات على فنزويلا وإيران، في المياه الإقليمية الفنزويلية.
وذكرت "فوكس نيوز"، في 6 ديسمبر الجاري، أن تكثيف الضغوط الأميركية على مادورو جزء من استراتيجية واشنطن الأوسع لإضعاف النفوذ العالمي لروسيا، والقضاء تدريجياً على الحكومات التابعة لموسكو، بما فيها النظام الإيراني.