وقال رئيس مركز إدارة الأمراض السارية في وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي بإيران، قباد مرادي، يوم الأربعاء 10 ديسمبر (كانون الأول)، في مقابلة مع موقع "تابناك" إن نسبة الالتهابات التنفسية المنتشرة "بلغت نحو 16 إلى 17 في المائة"، وهو "ما يفوق الحدّ العالمي للإنذار بأكثر من 10 في المائة"، على حد قوله، ويُظهر أن البلاد دخلت ذروة الإنفلونزا وأن العديد من المحافظات تجاوزت مستوى التحذير.
وبحسب قول مرادي، فإن السلالة المنشرة في إيران هي إنفلونزا النوع A"" ضمن المجموعة H3N2""، وهو فيروس يتمتع بسرعة انتشار أعلى ويُظهر سلوكاً مختلفاً مقارنة بالعام الماضي.
وأهم اختلاف هذا العام هو تغيّر الفئة العمرية للمصابين؛ إذ قال إن "الأطفال بين 5 و14 عاماً حلّوا محلّ البالغين والمرضى ذوي الأمراض المزمنة في صدارة المصابين".
تزامن تلوّث الهواء مع الإنفلونزا
فاقم تزامن موجة الإنفلونزا مع تلوث الهواء الشديد في طهران وعدة مدن كبرى من الوضع الصحي المرضى. وقال مرادي عن ذلك: "الإنفلونزا بحد ذاتها تُلهب الرئة، وعندما تدخل الجسيمات العالقة الناتجة عن التلوث إلى رئة ملتهبة، يزداد الضرر، ونرى هذا بوضوح في ارتفاع حالات الإدخال إلى المستشفيات في الأيام الملوثة".
وأضاف أن تزامن "الهواء الملوث والفيروس القوي" قد يكون خطيراً للغاية على كبار السن ومرضى القلب والمصابين بالربو وأمراض أخرى.
وأشار مرادي إلى أنه عادة تحدث ذروتان للإنفلونزا سنويًا، وقال: "موجة هذا العام بدأت في الأسبوع الأول من نوفمبر، ووفقاً لنمط دول مثل أستراليا، يُحتمل أن تستمر لشهرين أو شهرين ونصف الشهر".
وحذّر من أن المحافظات الغربية، مثل أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وإيلام وكرمانشاه، دخلت هذه الموجة متأخرة، وهي الآن في ذروة الإصابات.
وقالت الطبيبة المتخصصة في الأمراض المعدية، مینو محرز، في حديث لصحيفة "شرق"، يوم الاثنين 8 ديسمبر الجاري: "إن موجة الإنفلونزا الحالية أشدّ من الموجات السابقة، ومع ارتفاع عدد المصابين، ترتفع احتمالات الوفيات وشدة المرض".
وأضاف رئيس مركز أبحاث مقاومة الميكروبات، محمد رضا صالحی، إن المصابين بالإنفلونزا ينقلون العدوى منذ يوم قبل ظهور الأعراض وحتى خمسة إلى سبعة أيام بعد بدء المرض، مضيفًا: "وفي حالة الأطفال أو ذوي نقص المناعة، تكون هذه المدة أطول".
وبحسب تقرير موقع "تابناك" من المستشفيات، فإن موجة الإنفلونزا الحالية دفعت أقسام التنفس والأطفال إلى حافة الامتلاء: "جزء من الأطفال المصابين يعانون حمى طويلة، وجزء آخر تظهر عليه أعراض هضمية مثل الغثيان والقيء، وهو نمط يتوافق مع السلالة الحالية".
وأعلن القائم بأعمال مساعد الشؤون الصحية في جامعة صدوقي للعلوم الطبية في يزد، مسعود شريفي، يوم السبت 6 ديسمبر الجاري تسجيل 1118 حالة إصابة مؤكدة بالإنفلونزا في المحافظة منذ بداية العام الجاري، ووفاة 13 شخصًا بسبب المرض.
وفي 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال مصدر مطلع لـ "إيران إنترناشيونال": "إن موجة جديدة من الأمراض التنفسية، بما فيها كورونا والإنفلونزا، رفعت عدد مراجعات مستشفيات طهران".
إرشادات وزارة التعليم
أعدّت وزارتا الصحة والعلاج والتعليم الطبي، ووزارة التعليم، وثيقةً إرشادية مشتركة لإدارة التعليم خلال فترات الوباء.
وبموجب هذه الإرشادات، إذا مرض نحو 30 في المائة من طلاب مدرسة ما في الوقت نفسه، أو إذا ارتفع الضغط على المراكز العلاجية، يمكن تحويل التعليم إلى غير حضوري لمدة خمسة إلى سبعة أيام على الأكثر.
وأكد مرادي أن "إغلاق المدارس لفترات طويلة غير وارد في هذه الإرشادات. فقد أظهرت تجربة كورونا أن توقف التعليم لفترات طويلة غير قابل للتعويض ولا يضمن بالضرورة السيطرة على المرض".
وفي الوقت نفسه، دعا الأهالي إلى "عدم إرسال أطفالهم المرضى إلى المدرسة"، وأكد أهمية الالتزام بإجراءات مثل ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والمزدحمة، وغسل اليدين، والتهوية الجيدة، وتجنّب الوجود غير الضروري في المترو والحافلات في الظروف الحالية.