وفي مقابلة مع قناة "HUM" الباكستانية، أُذيعت يوم الخميس 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، قال لاريجاني: "إن جوهر المعرفة النووية موجود في عقول علمائنا. لقد تجاوزت إيران هذه المرحلة، وهي تمتلك اليوم آلاف المتخصصين.. لذلك فإن الاعتقاد بأن برامجنا النووية انتهت هو تفكير ناقص وساذج".
وأضاف: "على الآخرين أن يدركوا أن إيران تخطّت هذه المرحلة.. وسنتعايش مع الظروف كما هي، وإذا ارتكب الأعداء أفعالاً ظالمة حتى عشر مرات، فسنتصدى لها".
وكان لاريجاني قد أكد، في 10 نوفمبر الجاري، أن إيران لن تقبل مطالب الولايات المتحدة، حتى لو أدّى ذلك إلى اندلاع حرب جديدة.
مفاوضات أميركا.. مسرحية
في حديثه عن التصريحات المتكررة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن "تدمير" مواقع إيران النووية بقاذفات "B-2" خلال "حرب الـ 12 يومًا"، قال لاريجاني: "نفترض أن ترامب صادق.. فماذا يريدون الآن؟ هل حُلّت مشكلتهم؟".
وأكد أن الدبلوماسية هي الخيار الوحيد لحل أزمة الملف النووي الإيراني، مضيفًا: "لماذا خضتم الحرب إذًا؟ إذا كنتم قد أنهيتم البرنامج النووي في الحرب، فلماذا تستمرون في المطالبة بحلّ دبلوماسي؟".
ووصف لاريجاني النهج الأميركي تجاه المفاوضات بأنه "مسبق النتائج"، معتبرًا ذلك "مسرحية، ولا يستحق اسم مفاوضات".
وخلال زيارته إلى إسلام آباد، يومي الاثنين والثلاثاء 24 و25 نوفمبر الجاري،، التقى لاريجاني عددًا من كبار المسؤولين الباكستانيين، بينهم رئيس الوزراء، شهباز شريف، والرئيس آصف علي زرداري، وأعرب عن تقديره لمواقف باكستان تجاه الحرب التي استمرت 12 يومًا، مع إسرائيل.
وخلال الأيام الماضية، تصاعدت التكهنات بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومع إصرار طهران على مواصلته، تزايدت احتمالات تحرّك المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث وإسرائيل.
وكان مسؤول رفيع سابق في جهاز "الموساد" الإسرائيلي قد حذّر، في مقابلة مع موقع "هافينغتون بوست"، يوم الخميس 27 نوفمبر، من أن استمرار الجمود في ملف طهران النووي قد يؤدي إلى جولة جديدة من المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل "في المستقبل القريب".
وفي 23 نوفمبر الجاري، نقل موقع "واي. نت" الإسرائيلي عن تقارير استخباراتية أن إيران، بدعم مباشر وسري من روسيا، تواصل تطوير برنامج تسلّح نووي بصورة خفية.
وأما وكالة "بلومبرغ"، فأشارت إلى أن الغموض النووي الإيراني ازداد عمقًا بعد الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية.
ويُشار إلى أنه في يوم الخميس 20 نوفمبر الجاري، صادق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مشروع قرار قدّمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بشأن برنامج إيران النووي، وطالب طهران بأن تقدّم فورًا تقريرًا حول مخزونها من اليورانيوم المخصب والمواقع التي تضررت خلال الحرب.
وفي يوم الجمعة 21 نوفمبر، أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، "النهاية الرسمية" لاتفاق القاهرة مع الوكالة، متهمًا الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث بـ "إضعاف المسار الدبلوماسي".