ومع مرور خمسة أشهر على تلك الحرب، قدّم كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين في مؤتمر متخصص تفاصيل جديدة عن اعتراض المسيّرات الإيرانية، وتهديدات حزب الله، وتداعيات الأزمة السورية، والاتفاقية العسكرية بين أميركا والسعودية.
وبحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، قال موشيه فتال، أحد مسؤولي وزارة الدفاع، في مؤتمر "UVID 2025"، إن إسرائيل نجحت خلال الحرب في اعتراض "99 في المائة من المسيّرات الإيرانية". وأضاف أنه جرى خلال العمليات اعتراض "أكثر من 86 في المائة من الصواريخ الباليستية"، وإسقاط "أكثر من ألف مسيّرة".
وشدد فتال على أن هذا المستوى من النجاح نتج عن الجمع بين القدرات الجوية لسلاح الجو الإسرائيلي والتنسيق الوثيق مع الشركاء الأميركيين. وقال إن منظومة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات باتت قادرة على تقديم استجابة منسّقة ضد "الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والراجمات والمسيّرات".
تحذير من جولة جديدة في الجبهة الشمالية
حذّر الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش ومدير معهد INSS""، تامير هايمان، من تزايد احتمال الدخول في "جولة جديدة من القتال مع حزب الله"، مشيرًا إلى أنه لا توجد في لبنان حاليًا "أي عناصر ردع" توقف عملية إعادة تسليح الحزب.
وقال إن الولايات المتحدة ولبنان كانا يريدان إضعاف بنية حزب الله العام الماضي، لكن "إسرائيل لم تتصرف بالشكل الصحيح". وحذّر من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى "إخلاء جديد لشمال إسرائيل" والعودة إلى دوامة الحروب المتكررة.
إيران أم تركيا؟ الشرّ الأخف في سوريا
تطرّق هايمان إلى الوضع في سوريا قائلًا إنه رغم أن "وجود دولة جهادية تحت المظلة التركية" ليس مرغوبًا، إلا أن هذا السيناريو "أقل خطرًا من سيطرة إيران على سوريا"، وهي سيطرة- بحسب قوله- تعزز تدفق السلاح إلى حزب الله. وأكد أنه "لا ينبغي المبالغة في التأثر بموقف جولاني (أحمد الشرع الرئيس السوري المؤقت)"، وأن على إسرائيل "الحفاظ على الخيارين مفتوحين".
القلق من تغيّر موازين العلاقة الأميركية- الإسرائيلية
وعلّق هايمان على صفقة بيع مقاتلات F-35"" للسعودية، قائلًا إن إسرائيل اليوم تواجه "لا مبالاة خطيرة" من جانب أميركا، وهو وضع قد يهدد تفوقها العسكري النوعي. وأضاف: "السعودية كانت دائمًا أكثر أهمية اقتصاديًا بالنسبة للولايات المتحدة. وإذا بات البلدان يمتلكان السلاح نفسه، فهذه ستكون نقلة كبيرة في المعايير الأمنية".
غزة.. فرصة تتقلص وزمن ينفد
وبشأن غزة، قال هايمان إن الخطة ذات البنود العشرين المطروحة لـ "اليوم التالي" تتوافق تمامًا مع المصالح الأمنية لإسرائيل ويجب تنفيذها بالكامل.
وأشار إلى أن "اقتراب نهاية مرحلة محمود عباس" يجعل الوضع في المنطقة قريبًا من "نقطة الغليان"، ويجب توفير ظروف تسمح للسلطة الفلسطينية- بعد إجراء إصلاحات- بأن يكون لها دور في مستقبل غزة.