وفي كلمة تلفزيونية، يوم الخميس 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بمناسبة "يوم الباسيج"، أشاد خامنئي بقوات "الباسيج" ووصفها بأنها قوة تحتاجها إيران "أكثر من أي وقت آخر".
وعلى خلاف السنوات الماضية التي كان يظهر فيها أمام الحشود، اكتفى المرشد الإيراني هذا العام ببثّ رسالة مسجّلة.
نفي قاطع للوساطة عبر السعودية
تطرق خامنئي، في رسالته، إلى التقارير، التي تحدّثت عن طلب طهران من الرياض التوسط مع واشنطن، قائلًا: "يطلقون شائعات بأن إيران أرسلت رسائل إلى أميركا عبر دولة معيّنة.. هذا كذب محض ولم يحدث إطلاقًا".
وكان تقرير لوكالة "رويترز"، في 20 نوفمبر الجاري، قد نقل عن مصادر مطّلعة، أن الرئيس الإيراني، مسعود پزشكيان، بعث برسالة إلى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يطلب منه إقناع ترامب بإحياء المفاوضات النووية.
كما قال النائب السابق في البرلمان الإيراني، مصطفى كواكبيان، يوم الأحد 23 نوفمبر، إن پزشكيان أرسل الرسالة "بإذن خامنئي"، عبر ولي العهد السعودي.
إسرائيل وأميركا تلقّتا الهزيمة
كرر خامنئي، في كلمته، رواية النظام حول "هزيمة" أميركا وإسرائيل، في الحرب التي استمرت 12 يومًا، مؤكدًا أن البلدين "جاءا بالشر والعدوان، لكنهما تلقّيا الضربات وعادا خاليي الوفاض".
وأضاف أن "خسائر العدو المادية كانت أكبر بكثير" من تلك التي لحقت بإيران، وأن واشنطن رغم استخدامها أحدث الأسلحة الهجومية والدفاعية" لم تحقق أهدافها.
ويأتي ذلك رغم خسائر طهران الكبيرة في الحرب على مستوى القيادات والتسليح والاستخبارات، ومحاولة النظام منذ انتهاء الحرب تقديم سردية مغايرة لاعتبار نفسه المنتصر.
كما أشارت تقارير عديدة إلى أن خامنئي اختبأ في ملجأ تحت الأرض خلال الحرب وظلّ بعيدًا عن الظهور العلني لفترة بعد انتهائها.
لا تعاون مع أميركا
اتهم خامنئي الولايات المتحدة بدعم "مجرمين"، وبإشعال الحروب من أجل النفط والثروات، خصوصًا في أميركا اللاتينية، وقال إن إيران لا تسعى مطلقًا للتعاون مع دولة كهذه.
وتأتي تصريحات خامنئي بينما نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرًا أشار إلى أن "عددًا متزايدًا من البراغماتيين" داخل النظام، بمن فيهم أبناء مسؤولين كبار، يريدون تغييرًا جذريًا في السياسة الخارجية بعد الحرب الأخيرة، ويرون ضرورة تخفيف العداء مع الولايات المتحدة وإسرائيل لمنع اندلاع صدامات مستقبلية.
كما تحدث مسؤول سابق رفيع في "الموساد" الإسرائيلي إلى موقع "هافينغتون بوست' عن انقسامات داخلية في النظام الإيراني حول خيار التفاوض، معتبرًا أن "المرشد والحرس الثوري يرفضان التراجع، بينما يميل پزشكيان إلى التسوية، لكن من المستبعد أن يسمح له خامنئي بذلك".
دعوة إلى التقشّف وسط أزمة معيشية خانقة
في ختام رسالته، دعا خامنئي الإيرانيين إلى عدم الإسراف في استهلاك الخبز والغاز والبنزين والمواد الغذائية، مؤكدًا أن تحسين الأوضاع مرهون "بقلّة الهدر والدعاء وطلب الغوث والأمن والعافية".
وتتزامن دعوته مع أزمة معيشية خانقة؛ إذ أشار الخبير الاقتصادي، حسين راغفر، في 11 نوفمبر الجاري، إلى أن 10 في المائة من الإيرانيين يعانون الجوع وسوء التغذية، محذرًا من أن نسبة الفقر قد تصل إلى 40 في المائة إذا استمرت الأوضاع الحالية.
وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشف موقع "رويداد 24" أن تدهور القدرة الشرائية دفع عددًا متزايدًا من الإيرانيين إلى العجز عن شراء الغذاء الأساسي، وأن سوء التغذية بات سببًا في نحو 35 في المائة من الوفيات في البلاد.