وبحسب بيانات منظومة رصد جودة هواء البلاد، فقد كان الهواء في أجزاء واسعة من طهران، يوم الخميس 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، ضمن نطاق غير الصحي، بل وحتى شديد التلوث.
وسجلت محطة قرتشك مؤشرًا بلغ 219، ومیدان فتح في المنطقة 9 بالعاصمة سجّل 213، ما يعني "شديد التلوث لجميع الفئات".
كما سُجّل في مناطق أخرى من طهران مؤشر يقع ضمن نطاق "غير الصحي للجميع".
ويقسم مؤشر جودة الهواء إلى خمس فئات رئيسة: من 0 إلى 50 هواء نقي، ومن 50 إلى 100 هواء صحي، وبين 100 و150 غير صحي للفئات الحساسة، ومن 151 إلى 200 غير صحي للجميع، ومن 201 إلى 300 شديد التلوث، ومن 301 إلى 500 خطير.
ورغم انعقاد جلسات "إدارة الأزمة"، فإن الإجراءات المتّخذة اقتصرت على إغلاق المدارس والجامعات.
وقال مدير العلاقات العامة ومركز الإعلام في وزارة التربية والتعليم، حسين صادقي، يوم الخميس، إنه في حال استمرار زيادة تركيز الملوّثات الجوية وتطلب الأمر تعطيل المدارس، فسيتم استخدام "المدرسة التلفزيونية" بديلاً عن التعليم الافتراضي.
وأضاف، ردًا على احتمال استمرار تعطيل المدارس بسبب التلوث وبسبب بطء الإنترنت الذي يؤثر على استخدام الطلاب لـ "شبكة شاد" التعليمية: "السياسة الأساسية لوزارة التعليم والوزير هي إقامة الصفوف حضوريًا، ويعتقد مسؤولو الوزارة أن هذا النمط أكثر فاعلية بالنسبة للطلاب".
التلوث في المحافظات المختلفة
في مشهد، سجل مؤشر جودة الهواء 160 ضمن نطاق "غير الصحي للجميع". كما بلغ المؤشر خلال الساعات الـ 24 الماضية 153، ما يعني أن المدينة بقيت في حالة طوارئ حمراء ليومين متتاليين.
وكانت مناطق صدف، إماميه وتشمن في النطاق البرتقالي، بينما ظلت بقية مناطق مشهد في الوضع الأحمر.
وفي أصفهان، بلغ متوسط المؤشر حتى الساعة الثامنة صباحًا، يوم الخميس، 159. وسجلت محطات "25 آبان"، وشارع بروین، والجامعة الصناعية، ورهنان، وزينبيه، وسبهان شهر، وفرشادي، وفيض، وميرزا طاهر، وهزارجريب وكاوه مؤشرات بين 160 و188.
كما سجلت قهجاورستان مؤشرًا بلغ 297، لتصبح واحدة من أكثر المناطق تلوثًا في إيران، في وضع "شديد الخطورة".
أما في أرومية، فسُجّل صباح الخميس مؤشر 250، واضعًا المدينة، لليوم الثالث على التوالي، ضمن نطاق "شديد التلوث".
وفي تبريز، كان الهواء غير صحي، وسجلت المدينة مؤشرًا بلغ 159 في النطاق الأحمر. وأعلنت هيئة الأرصاد في أذربيجان الشرقية أن التلوث سيواصل ارتفاعه حتى يوم الأحد.
16 مدينة في خوزستان ذات هواء غير صحي
وفي خوزستان، تم تسجيل تلوث واسع النطاق، وبحسب منظومة رصد جودة الهواء، فإن 16 مدينة في المحافظة تقع في النطاق الأحمر أو البرتقالي.
وتقع مدن عبادان، الأهواز، بهبهان، كارون، خرمشهر، سوسنكرد، شادكان، ماهشهر، ملاثاني وحويزه كلها في النطاق الأحمر وغير الصحية للجميع.
أما مدن آغاجاری، أميديه، انديمشك، دزفول وشوشتر فكانت في النطاق البرتقالي وغير الصحية للفئات الحساسة.
وحذّرت مراكز الصحة في خوزستان من أن الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلب والجهاز التنفسي يجب أن يقللوا النشاطات الخارجية قدر الإمكان.
صناعة السيارات الملوّثة
قال نائب وزير الصحة الإيراني، علی رضا رئیسي، تعليقًا على أزمة التلوث: "إن السيارات القديمة لها دور كبير في تلوث الهواء، لكن السيارات الوطنية أيضًا ليست جيدة. ليت صناع السيارات أغلقوا مصانعهم تمامًا. إنهم يستوردون القطع من الصين، وليتهم بدلاً من ذلك استوردوا السيارات الكهربائية".
وأضاف: "مشكلتنا ليست فقط السيارات القديمة؛ السيارات الجديدة أيضًا تُسبّب مشاكل بسبب استهلاك الوقود المرتفع".
وتابع قائلًا: "علينا أن نعتذر للناس بسبب ما نفعله بهم. أزمة تلوث الهواء لم تعد تحتاج إلى قياس أو حساب؛ بدلًا من الادعاء بأننا قمنا بعمل جيد، علينا أن نقول للناس: نحن آسفون".
ورفعت أزمة التلوث الواسعة في طهران وعدة مدن كبرى المخاوف حول تأثيرها طويل الأمد على الصحة العامة، ويحذّر الخبراء من أنه دون تغييرات جذرية في إدارة مصادر التلوث، فإن مثل هذه الأيام ستتكرر مرارًا.