وفي الوقت نفسه، حذرت منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية من تلوث الهواء في 11 مدينة كبرى، حتى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
ووفقًا للجدول المنشور، على موقع "آي كيو إير"، فإن مدن: بغداد في العراق، وألماتي في كازاخستان، وتشنغدو في الصين وباكو في أذربيجان، تحتل المراتب الأخرى ضمن المدن العشر الأكثر تلوثًا في العالم.
وفي إيران، لم يقتصر تلوث الهواء على العاصمة فقط، بل امتد إلى مناطق مختلفة من البلاد، مما أدى إلى حالة حرجة.
ورغم إعلان الإجازات أو العمل عن بُعد في عدد من المحافظات، أصدرت منظمة الأرصاد الجوية تحذيرًا باللون الأصفر بشأن زيادة تلوث الهواء في 11 مدينة كبرى إيرانية. وفي الوقت نفسه، وصل مؤشر تلوث الهواء في طهران إلى 225، وهو مستوى شديد الضرر للصحة.
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية، يوم الأربعاء 26 نوفمبر، عن منظمة الأرصاد الجوية أن زيادة تركيز الملوثات الجوية وتدهور جودة الهواء متوقعة يوم الجمعة 28 نوفمبر، في طهران، وكرج، وقزوين، ومشهد، وأصفهان، وأراك، وسمنان، وتبريز، وأورمية، ويزد والأهواز.
كما توقعت المنظمة انخفاض جودة الهواء يوم السبت 29 نوفمبر في طهران، وكرج، وقزوين، ومشهد، وأصفهان، وأراك، وسمنان، وتبريز، وأورمية ويزد، ويوم الأحد 30 نوفمبر في طهران، وكرج، وقزوين، وأصفهان، وأراك، يزد، وأورمية، وتبريز، ومشهد وسمنان.
وقد أرسل أحد المواطنين فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" يظهر سماء طهران "غارقة" في التلوث، مساء الثلاثاء 25 نوفمبر.
هواء طهران شديد الضرر صحيًا
وفقًا لبيانات شركة مراقبة جودة الهواء في طهران، فقد استمر تلوث هواء العاصمة يوم الأربعاء 26 نوفمبر، حيث سجلت 25 محطة حالة حمراء، أي غير صحية للجميع.
وسجلت عدة محطات أخرى حالة غير صحية للفئات الحساسة، ولم تُسجّل أي محطة هواء مقبولاً.
وفي منطقة "دروازه دولت" في طهران، ارتفع هذا المؤشر إلى 236، ما يشير إلى وضع أكثر خطورة.
وفي الوقت نفسه، وبسبب تفاقم تلوث الهواء، أعلنت مجموعة المتاحف والأماكن التاريخية في العاصمة الإيرانية إغلاقها يومي الأربعاء والخميس 26 و27 نوفمبر.
وسجلت طهران هذا العام ستة أيام فقط هواءً نظيفًا، وكان أكثر من نصف أيام السنة غير صحي للفئات الحساسة، وتشمل هذه الفئات الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والرئة والنساء الحوامل.
وفي الأسابيع الأخيرة، ظل تلوث الهواء في العاصمة ومدن أخرى في إيران مستمرًا في حالتي التحذير البرتقالي أو الأحمر.
وبعد إعلان هذه الحالة، أغلقت بعض محافظات إيران المدارس، أو قيّدت نشاطاتها بسبب التلوث وانتشار فيروس الإنفلونزا.
وفي 25 نوفمبر الجاري، أكد مواطنون عبر رسائل إلى "إيران إنترناشيونال" أن أزمة تلوث الهواء ليست مجرد نتيجة للضعف الإداري، بل يرونها جزءًا من سياسات عامة و"متعمدة" ضحّت على مدى سنوات بالبيئة والموارد الطبيعية وحياة الناس لأهداف أيديولوجية وأمنية وإقليمية للنظام.
وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة بهشتي للعلوم الطبية، عباس شاهسوني، يوم الثلاثاء 25 نوفمبر، مع الإشارة إلى زيادة أيام التلوث سنويًا والوفيات المرتبطة به، أن هذا التلوث يُعد من بين خمسة أسباب رئيسة للوفاة في البلاد.
ورغم استمرار هذه الأزمة، لم تنفذ السلطات الإيرانية أي حلول فعالة ومستدامة للحد من تلوث هواء طهران والمدن الكبرى الأخرى، ولا تزال تكتفي بالإغلاقات المؤقتة.